[المفردات القرآنية، معناها، وعناية العلماء بالتأليف فيها]
ـ[أبو عبدالله العاصمي]ــــــــ[11 Jan 2008, 12:22 ص]ـ
لقد انصبَّ جهد العلماء منذ مطلع القرن الرابع الهجري، في التأليف في المفردات القرآنية لبيان أوجه القراءة، أو جمع ما اختص به القارئ، أو الراوي ليسهل حفظ، ذلك، ومن أقدم ما وصلنا في هذا-حسب علمي- «رسالة في ما انفرد به القراء في الروايات من التالين بالحروف»، لأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون المقرئ (ت389ه) ()، وكتاب «التهذيب لما تفرد به كل واحد من القراء السبعة» () للإمام أبي عمرو الداني (ت444ه)، و «المفردات السبع» و «مفردة يعقوب» له أيضا، و «المفردات» لأبي علي الأهوازي (ت 446ه) و «المفردات» () و «مفردة يعقوب» لأبي عبد الله محمد بن شريح الرعيني (ت476ه) () و «مفردة أبي عمرو» لأبي معشر الطبري (ت 478ه) ().
فالمفردات: جمع مفردة، ودلالة هذه اللفظة في اللغة، تعني الوَحدة، الذي هو ضد الجمع والتركيب، فالفرد ما كان وحده، يقال: فَرَد يَفرُدُ، وأفردته جعلته واحداً ().
ولم أقف على تعريف ظاهر لمصطلح المفردة عند أئمة القراءة، وذكر فضيلة الدكتور إبراهيم الدوسري –وفقه الله - في معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات، أنّها تطلق على ما أُلّف في قراءة مستقلة على حدة، ويقال لها المجرَّدة ()، فدلالة هذه الكلمة عند القراء ليست بعيدة عن المعنى اللغوي.
فمما سبق يتبين أنها تطلق في الجملة على ما أُلّف في قراءة أو رواية مستقلة على حدة، مع بيان أصول القراءة أو الرواية وفرشها.
عناية العلماء بالتأليف في المفردات القرآنية:
لقد اعتنى العلماء بالتأليف في المفردات القرآنية، فمنهم من ألف في مفردات القراء، وجَمَعها في سفر واحد، ككتاب المفردات في القراءات السبع لأبي الكرم الشهرزوري (ت550ه) () ومفردات القراء لأبي شامة المقدسي (ت656ه) ()، ومفردات القراء السبعة لجعفر ابن مكي الموصلي (ت713ه).
ومنهم من أفرد لكل قارئ من القراء كتابا مستقلا، ذكر فيه مذهبه، وأصول قراءته ففي قراءة نافع مثلا: كتاب التعريف في اختلاف الرواة عن نافع، لأبي عمرو الداني (ت444ه) ()، وكتاب قراءة نافع لأبي مروان عبيد بن عمرو الحضرمي الإشبيلي المقرئ (ت550ه) ()، وكتاب تحصيل المنافع من كتاب درر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع ليحي بن سعيد الكرَّامي (ت900ه) ()، وكتاب بلوغ الأماني في قراءة ورش من طريق الأصبهاني لأحمد بن أحمد الطِّيبي (ت981ه) ().
ومنهم من ألف في قراءة ابن كثير كالبدر المنير في قراءة نافع وأبي عمرو وابن كثير لعمر بن قاسم النشار (ت938) ()، وأصول قراءة ابن كثير للأسترابادي (ت995ه) ().
ومن الأئمة من ألف في قراءة أبي عمرو البصري ككتاب تهذيب قراءة أبي عمرو ابن العلاء لأبي عمرو الداني (ت444ه) ()، والاكتفاء في قراءة إمام القراء أبي عمرو ابن العلاء، للحسن بن أحمد الهمذاني (ت569ه) ()، وامتثال الأمر في قراءة أبي عمرو، لعبد الوهاب بن أحمد بن وهبان (ت768ه) ().
ومنهم من ألف في قراءة ابن عامر، ككتاب التلخيص في قراءة ابن عامر لأبي علي الأصبهاني ()، وأصول قراءة ابن عامر للأسترابادي (ت995ه) ().
ومنهم من ألف في قراءة عاصم، كمفردة عاصم، لمحمد بن عمر العمادي (كان حيا 762ه) ()، وكرسالة في اختلاف قراءة عاصم، لمحمد بن محمود السمرقندي (ت نحو790ه) ()، وكتاب الدر الناظم لرواية حفص عن عاصم لعثمان بن عمر الناشري (ت848ه) ().
ومنهم من ألف في قراءة الكسائي، كقراءة الكسائي لأبي العلاء الكرماني (ت بعد563ه) ()، ومفردة عبد الله بن عامر لمحمد بن عمر العمادي (كان حيا 762ه) ()، وأصول الكسائي للأسترابادي (ت995ه) ().
ومنهم من ألف في قراءة حمزة، ككتاب قراءة حمزة لأبي الفرج الهيثم بن أحمد بن محمد بن الصباغ (ت403ه) ()، ومفردة حمزة لجعفر بن مكي الموصلي (ت713ه) ()، وكتاب الدرر المنثورات في قراءة حمزة بن حبيب الزيات لمحمد بن علي اليعقوبي (ت896ه) ()، وأصول قراءة حمزة للأسترابادي (ت995ه) ()
ومنهم من ألف في قراءة أبي جعفر، ويعقوب، وخلف، كغاية المطلوب في قراءات أبي جعفر، وخلف، ويعقوب، لعبد الرحمن بن أحمد بن عياش (ت853) ().
كتبه/ أبو عبد الله مهدي دهيم العاصمي الجزائري.
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[19 Apr 2008, 07:43 م]ـ
نفع الله بكم، وجزاكم الله خيرا.