[دراسة نقدية حول الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[22 Jul 2008, 11:15 ص]ـ
[دراسة نقدية حول الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن]
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فلقد ظن التراث الإسلامي وعلى رأسه القرّاء أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن هي لهجات العرب المأذون بقراءة القرآن بها للرعيل الأول الذي لا يستطيع العدول عن لسانه الذي تربى عليه وهو تصور يحتاج على نقاش ومراجعة.
وإنما سأناقش في هذا البحث أربع مسائل تتعلق بحديث إنزال القرآن على سبعة أحرف:
أولاها إجماع القراء والمفسرين على ما حسبوه سبب ورود الحديث
وثانيها إجماعهم على ما حسبوه معنى الأحرف السبعة
وثالثها مناقشة روايات الحديث
ورابعها نقض الإجماع المذكور.
المسألة الأولى:
لقد اتفق المصنفون من طرق القراء ومنهم الداني وابن الجزري والمفسرون وغيرهم على أن سبب ورود حديث إنزال القرآن على سبعة أحرف هو التخفيف والتيسير والتهوين على أمة منها الشيخ الفاني والعجوز المختلفة لغاتهم وألسنتهم ولا يستطيعون العدول عنها.
يتواصل
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 Jul 2008, 12:46 م]ـ
فلقد ظن التراث الإسلامي وعلى رأسه القرّاء أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن هي لهجات العرب المأذون بقراءة القرآن بها للرعيل الأول الذي لا يستطيع العدول عن لسانه الذي تربى عليه وهو تصور يحتاج على نقاش ومراجعة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما القول بأن التراث الإسلامي - هكذا بإطلاق - يظن شيئًا ما فهذا القول نفسه يحتاج إلى نقاش ومراجعة ..
ويغلب على من يتكلمون عن "التراث الإسلامي" في هذا السياق أنهم يقصدون الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة وسادتنا العلماء ..
وعمومًا، فإن القول إن الأحرف السبعة هي لهجات العرب ليس هو قول جميع العلماء وأهل "التراث الإسلامي" ..
بل هو أحد أقوالهم التي تجاوزت الثلاثين في هذه المسألة ..
مع تحفظنا طبعًا على صحة معظم هذه الأقوال ..
والقول بكون الأحرف السبعة هي لهجات العرب قول له حظ من الوجاهة والنظر والأثر ..
وهو قول يتجاوز - في قوته ووجاهته - مجرد الظن بكثير ..
وإن كنت أنا نفسي لا أوافقه ولا أعتقده لقوة الدليل النافي له ..
ومسألة الأحرف السبعة قد شغلت "التراث الإسلامي" قديمًا وحديثًا ..
وقد ذهبت فيها الآراء كل مذهب ..
وأنا في شوق لقراءة ما سيأتينا به الأستاذ الحسن ماديك ..
وإن كان يغلب على ظني أنه لن ياتي بجديد لم يسبقه إليه "التراث الإسلامي" ..
والله أعلم.