[ضور من الأخطاء الشائعة لحرف الهمزة]
ـ[جمال القرش]ــــــــ[20 Jun 2008, 06:18 ص]ـ
اللُّحُون المتوقعة في حرف الهَمْزة
1 - من اللُّحُون الجلية
(أ) - استبدال حرف بحرف: نحو:
* إبدالها ياء: قَالَ العَلامَةُ الصفاقيسي: ومنها إبدال الهَمْزة ياءً في مثل: ?الْقَلائِدَ? المائدة: 2.
* تحْوِيلُها إلى هاء: قَالَ العَلامَةُ مُحَمَّد مَكِّي نصر: فلولا الشِّدَّةُ والجهرُ اللذان في الهَمْزة لكانت هاءَ.اهـ (1).
(ب) - حذفها:
حذفها: قَالَ العَلامَةُ الصفاقيسي: ومنها: حذفها وحَذْف حروف المدِّ معها في الوقف على نحو: ?يَبْدَأُ? النمل: 64، و?مِنْ شَاطِئِ? القصص: 30، فليتحفظ من ذلك ولا سيَّما إن كان قبلها ساكن نحو:?أَشْيَاءَ? المائدة: 101.
(ج) - زيادة حرف:
تشدُيدها إذا جاءت بعدَ المَدِّ: قَالَ ابْنُ الجزري رَحِمَهُ اللهُ: ومنهم من يُشدِّدُها في تلاوته يَقْصِد بذلك تحقيقَها، وأكثرُ ما يستعملون ذلك بعد حرف المَدِّ ?يَا أَيُّهَا? البقرة:121، اهـ (2).
2 - من اللُّحُون الخَفِيَّة
(أ) - التعَسُّف في بيانها
قَالَ الإِمَامُ مَكِّي بْنُ أَبِي طالبٍ رَحِمَهُ اللهُ: يجب على القارئ أن يتَوسَّطَ اللفظَ بها، ولا يتعسَّف في شِدَّة إخراجها إذا نَطَق بها، لكنْ يخرِجها بلطافةٍ ورِفْق، لأنها حرْفٌ بَعُد مَخْرَجه، فصَعُب اللفظُ بها لصعوبته. اهـ، الرعاية: ص/ 145.
ونقل رَحِمَهُ اللهُ عن أَبِي بَكر بنِ عيَّاش قوله: كانَ إِمَامُنَا يهْمِز مؤصدةٌ؛ فأشتهي أنْ أسدَّ أُذُنَي إذا سمعتُه يهمِزُها. اهـ، الرعاية: ص / 146 - 147.
قَالَ الإِمَامُ أبوعمرو الداني رَحِمَهُ اللهُ: فينبغي للقارئ إذا همز الحَرْفَ أن يأتيَ بالهَمْزةِ سَلِسةٌ في النُطْق سهلةٌ في الذوق من غير لَكَنٍ (1) ولا ابتهار، ولاخروج عن حدِّها ساكنة كانت أو متحركة، والناس يتفاضَلون في النُطْق بالهَمْزة على مِقدارغِلَظِ طِبَاعِهم ورقَتِها، فَمِنْهُم مَن يلفظُ بها لفْظًا تستبشِعُه الأسماعُ، وتنبُوعنهُ القُلوبُ، ويثقُلُ علىالعلماءِ بالقراءةِ وذلك مكروهٌ مَعِيبٌ مَن أخذ به.اهـ (2).
وقَالَ العَلامَةُ أبو الحسن الصفاقيسي: وقد كان العالمون بصناعةِ التجويد يَنْطِقُونَ بها سَلِسَةً، سهلةً برفْقٍ، بلا تعَسُّف، ولا تكلُّف، ولا نبرةٍ شديدةٍ، ولا يتمكن أحدٌ من ذلك إلا بالرياضةِ، وتلقِّي ذلك من أفواه أهلِ العِلْم بالقراءة، اهـ تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين: ص/47.
(ب) - عدمُ بيانها إذا ضُمَّت أو كُسرت
قَالَ الإِمَامُ ابْنُ الجزري رَحِمَهُ اللهُ: وينبغي للقارئ أن يتحفظ من إخفاء الهَمْزة إذا انضمَّت أو انكسرت، وكان بعد كُلّ منهما أو قبله ضمَّة أو كسرة، نحو قوله:? إِلَى بَارِئِكُمْ?البقرة: 54،:?سُئِلَ? البقرة: 108، اهـ، التمهيد: ص/ 109.
(ج) - عدم بيانها إذا تطرفت
قَالَ الإِمَامُ مَكِّي بْنُ أَبِي طالبٍ رَحِمَهُ اللهُ: ويجبُ على القارئ إذا وَقَف على الهَمْزة، وهي متطرفةٌ بالسُّكون، أن يطلب اللَّفْظَ بها، وإظهارَها في وقفه، لأنَّها لمَّا بَعُدَ مَخْرَجها وضعفت وأتت في آخر الكلمة، وذهبت حركتها للوقف، وضعفت بالسكون، صعب إظهارها في الوقف، نحو: ? يَسْتَهْزِئُ? البقرة: 15، اهـ الرعاية: ص/ 151.
(د) - عدم بيانها إذا كسرت وسبقها حرفان مُشَدَّدان
قَالَ الإِمَامُ مَكِّي بْنُ أَبِي طالبٍ رَحِمَهُ اللهُ: وإذا كانت الهَمْزة مكسورةً وقبلها حَرْفان مُشَدَّدان: وجبَ أن يتحفظ ببيان الهَمْزة، لأَنَّ المُشَدَّد ثقيل وتكرُّرَه ثقيل والهَمْزة ثقيلة، والكسرة ثقيلة، فيجب التحَفُّظ بإظهار لفظ الهَمْزة برفق ولين، نحو: قوله تعالى: ?وَمَكْرَ السَّيِّئِ? فاطر: 43 اهـ الرعاية: 152 - 153.
(هـ) - تَفْخِيمُهَا إذا ابْتُدِئَ بها أو وليها ألف أو مُفَخَّم
قَالَ ابْنُ الجزري رَحِمَهُ اللهُ: فالهَمْزة إذا ابتدأ بها القارئ من كلمة فلْيَلفظ بها سَلِسَةً في النُطْق، سَهْلَة في الذَّوْقِ، ولْيَتَحَفَّظْ من تَغْلِيظ النُطْق بها، نحو: ?أَأَنْذَرْتَهُمْ? البقرة: 6، ولا سيَّما إذا أتى بعدها ألِفٌ، نحو: ?آمِّينَ? المائدة: 2، فإنْ جاء بعدها حرفٌ مغلَّظٌ كان التحَفُّظُ آكد، نحو: ?اللَّهُ?، أو مُفَخَّم نحو: ?الطَّلاقَ? البقرة: 227.
فإن كان حرفًا مجانسها، أو مقاربُها: كانَ التحَفُّظُ بسهُولتها أشَدَّ وبترقيقها أوكدَ، نحو:? اهْدِنَا? الفاتحة 6،?أَعُوذُ? فكثير من الناس ينطق بها كالمتهوع،. اهـ (1).
قَالَ العَلامَةُ الصفاقيسي: ويقع الخطأ فيها لبعض الْقُرَّاء من أوجه، منها: تفْخِيمُها، فلا بُدَّ من التحَفُّظ منه، ولا سيَّما عند حُرُوف الاستعلاء، وسواءٌ كانتْ قطعيةً أم موصولةً عند الابتداء بها، نحو:?أَقَامُوا? المائدة:66، ?وَالظَّالِمِينَ? الإنسان: 31،?أَصْدَقُ? النساء:122. اهـ تنبيه الغافلين: ص/ 46 - 47.
وكذلك، ما شابَه حروف الاستعلاءِ وهو الرَّاء نحو?أَرَضِيتُمْ?التوبة:38، ?أَرَاكُمْ? هود: 29، وكذلك اللام المُفَخَّمة في لفظِ الجلالِة، نحو: ?اللَّهُ?.
وكذلك إذا أتى بعدها ألِف، نحو: ?آمَنُوا? العصر: 3، ?آيَاتِ? النجم: 13.
وبعض العجم يبالغ في تَفْخِيمهَا حتى تخرُجَ الفتحةُ إلى شِبهِ الضَّمَة، وهو لحْنٌ فاحِشٌ، لأَنَّ الهَمْزة مُرَقَّقة مطلقًا سواءٌ جاورها مُفَخَّم أو مُرَقَّق.اهـ تنبيه الغافلين: ص/ 47.
(و) - تسهيلها في غير موضع التسهيل
قَالَ ابْنُ الجزري: ومنهم من يأتي بها في لفظهِ مسهَّلةً، وذلك لا يجوز إلا فيما أحكمت الرِّوايةُ تسهِيله. اهـ التمهيد: ص/ 108.
من كتاب زاد المقرئين رسالة النور الساطع لـ جمال القرش