[الإفراط في التجويد]
ـ[أبو باسم]ــــــــ[05 Jul 2008, 11:11 م]ـ
الحديث عن التجويد حديث شيق لتعلقه بكتاب الله , إلا أن فئة من الناس غلوا فيه وحمّلوه مالم يحتمل, وأفرطوا في العمل به فأخرجوه عن طبيعته وحقيقت, فتجد قارئاً يمد المد حتى ينقطع صوته, وثانٍ يتعسف في الوقف حتى يخرج بعض الآيات عن مرادها, وآخر يتقعر عند حروف القلقلة والهمس حتى يخرجها عن حقيقتها ..... الخ
وهذا يقع منهم أثناء الصلاة وخارجها.
والحق في ذلك أن يؤدى بالطريقة السوية السليمة التي لا إفراط فيها ولا تفريط وهذا لا يكون إلا بالتلقي عن المتقنين من أهل هذا الفن.
قال العلماء: الزيادة في أحكام التجويد لحن ((خطأ)) كما هو في النقص
قال ابن الجوزي: ((وقد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد. فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة. وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد وتارة في إخراج ضاد المغضوب. ولقد رأيت من يقول المغضوب فيخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده وإنما المراد تحقيق الحرف فحسب , وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس)). وقد ذكره نقلا عنه ابن القيم في إغاثة اللهفان.
قال ابن عثيمين: ((ذم شيخ الإسلام رحمه الله أولئك القوم الذين يعتنون باللفظ وربما يكررون الكلمة مرتين أو ثلاثا من أجل أن ينطقوا بها على قواعد التجويد ويغفلون عن المعنى وتدبر القرآن)) الشرح الممتع 4/ 351
قال السخاوي في منظومته:
يامن يروم تلاوة القرآن ... ويرود شأو أئمة الإتقان
لاتحسب التجويد مداً مفرطاً ... أو مد لامد فيه لوان
أو أن تشدد بعد مد همزة ... أو أن تلوك الحرف كالسكران
أو أن تفوه بهمزة متهوعاً ... فيفر سامعها من الغثيان
للحرف ميزان فلا تك طاغياً ... فيه ولاتك مخسر الميزان
قال الشراح: وهذه أمور خارجة عن التجويد منافية له معدودة من اللحن الجلي أو الخفي، والتجويد صفة لازمة لتلاوة القرآن كهيئة نزوله متلواً مع عدم الغلو والمبالغة أو التنطع والتقعر.
فن الترتيل وعلومه/ الطويل
1/ 194