تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقال: الأداء التفسيري للقرآن الكريم .. الشيخ مصطفى إسماعيل نموذجا]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Feb 2008, 05:25 م]ـ

لا يقل لي أحد: هذا حديث عن الموسيقى والطرب:)

إنما أنا ناقل لما أرى فيه بعض الفائدة.

===========

الأداء التفسيري للقرآن الكريم .. الشيخ مصطفى إسماعيل نموذجا

بقلم: شكري مجولي

المصدر: مجلة (أقلام أون لاين) - العدد الحادي والعشرون - السنة الخامسة / فيفري - مارس 2008

الرابط: http://www.aqlamonline.com/chokri21.htm

الغناء بقية خواطر النفس التي عجز عن إبرازها اللسان، فأبرزتها الألحان فهو أفصح الناطقين لسانا، وأوسعهم بيانا وأسرعهم نفاذا إلى القلوب وامتزاجا بالنفوس، واستيلاء على العقول وأخذا بمجامع الأفئدة. وقد أدرك الجاحظ تأثير الصوت والإيقاع على النفس حين ينقل الحالة النفسية للمتكلم إلى السامع، فقال: "أمر الصوت عجيب وتصرفه في الوجوه عجب، فمن ذلك ما يقتل كصوت الصاعقة، ومنه ما يسر النفوس حتى يفرط عليها السرور حتى ترقص، وحتى ربما رمى الرجل بنفسه من حالق، وذلك مثل هذه الأغاني المطربة، لأن من ذلك ما يزيل العقل حتى يغشى على صاحبه، كنحو هذه الأصوات الشجية، والقراءات الملحنة، وليس يعتريهم ذلك من قبل المعاني، لأنهم في كثير من ذلك لا يفهمون معاني كلامهم، وقد بكى ماسرجويه من قراءة أبي الخوخ، فقيل له: كيف بكيت من كتاب الله ولا تصدق به؟ قال: إنما أبكاني الشجا. وبالأصوات ينومون الصبيان والأطفال."

ومن هنا يتبين لنا أن الفنون السمعية تنقسم إلى فروع:

فرع يتعلق بالصوت الخاص، (الموسيقى) وفرع يتعلق بإضافة الصوت البشري من خلال عنصر الأداء والإحساس إلى الطبقات والمدد الإيقاعية المنغمة. بمعنى أن الأداء يتصل بجانب المعنى والفكرة، أما الإيقاع فيتصل بجانب الإحساس والعاطفة. فهناك إيقاع يثير الحزن والشجن، وآخر يثير الفرح والسرور، وإيقاع يثير الخوف والرهبة، وآخر يبعث السكينة والطمأنينة، وإيقاع يبعث الحماسة والحيوية ويرفع الهمم.

من خلال هذه المقدمة يتبين لنا تأثير الأداء الصوتي على الدلالات والمعاني، بل إن تحديد المعنى يتوقف أحيانا على الطريقة الصوتية التي تؤدى بها كالنبر والتنغيم والإيقاع والتزمين والتلوين الموسيقي. وقبل أن ألج الى صلب الموضوع أود أن أشرح بعض المصطلحات الواردة فيه.

التنغيم:

التنغيم مصطلح لساني يقابل لفظ ( Intonation) يقول روبنز معرفاً التنغيم: "تتابعات مطردة من الدرجات الصوتية المختلفة". ويقول دانيال جونز: "التنغيم ربما يُعَرّفُ بأنه التغيرات التي تحدث في درجة نغمة الصوت في الكلام والحديث المتواصل، هذا الاختلاف في النغمة يحدث نتيجة لتذبذب الأوتار الصوتية" فالتنغيم مرتبط بالاهتزازات التي تحدثها الأوتار الصوتية، فكلما زاد عدد الاهتزازات وكانت ذات سرعة كان عدد التغيرات في التنغيمات أوضح. والملاحظ أن إبراهيم أنيس أخذ مصطلح التنغيم من اللسانيات التي ترى التنغيم هو أحد سمات الأداء الذي لابد من وجوده في أي لغة. فاختلاف نغمات الكلام شيء طبيعي في اللغة التي لابد أن تحتوي على "موسيقى نغمات" تتألف منها ألفاظها. يقول تمام حسان "التنغيم ارتفاع الصوت وانخفاضه أثناء الكلام". ويقول "إن الكلام لا يجري على طبيعة صوتية واحدة بل يرتفع الصوت عند بعض مقاطع الكلام أكثر مما يرتفع عند غيره وذلك ما يعرف باسم التنغيم".

لذا فإن كل جملة أو كلمة ينطق بها لابد أن تشتمل على درجات مختلفة من درجة الصوت، ما بين عالية، ومنخفضة، ومستوية، ومنحدرة تتناسق وتتناغم لتُؤَدّي الكلمة والجملة. فاختلاف درجة الصوت في الكلمة وتباينها من مقطع إلى مقطع آخر قاعدة عامة تخضع له جميع اللغات. إذ أنه من المستحيل أن نجد لغة تستعمل نغمة واحدة في الكلمة أو الجملة وتجعلها سائدة في كل أجزاء الجملة، فلابد أن تكون هنالك عدة نغمات متآلفة متناسبة في الكلمة. وقد أشار العلماء إلى أنواع النغمات ما بين هابطة إلى أسفل وصاعدة إلى أعلى وثابتة مستوية، كما حددوا الوظيفة الأصواتية للتنغيم بأنها "النسق الأصواتي الذي يستنبط التنغيم منه".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير