أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يحفظهما ويبارك لهما فيما أتاهما ويزيدهما من فضله وألا يصرفهما عن التدرج في سلم التعلّم والتعليم وأن يكثر في الأمة أمثالهما ليكونوا دوواينا للعلم.
لكنّ إخفاء هذه القدرات -في نظري القاصر- عن أعين الناس وعدسات الإعلام, واستغلالها وتنميتها في الخفاء وعدم إشعار الطفل بأنه وحيدٌ في موهبته وإن كان كذلك حقاً, أولى من العرض والإذاعة والتشهير لأمرين:
1 - أنّ هذه المواهب اليوم نادرة في ناشئة الأمة إن لم تكن معدومة , بل إن محفوظات من هم في هذا السن في أكثر أحوال الناس لا تتجاوز أناشيد الروضة والمدرسة وأغاني أفلام الكرتون , وهذا ما قد يخاف منه على النوابغ من عيون الأولياء المتشوفين لهذا النبوغ في بنيهم , والسنة أن يُخْفَى ما يخَافُ عليه من أعين الناظرين لا أن يُذاع وينشر ,وكم أخاف على النوابغ الذين تعرضهم قناة الفجر وفقها الله من ذلك , فاللهم احفظهم وجميع ناشئة المسلمين بحفظك.
2 - أنّ في إشهار النبوغ وإعلانه وتحسيس النابغة أن لا مثيل له بين أقرانه وامتلاء الصحف والقنوات بصوره, إيقاعاً له في مزلق الكبر والغرور , فإذا كان الإعلام يفتن أبناء الخمسين والستين -إلا من رحم الله- وتلعب الشهرة بهم حتى يكون أحدهم لا يجيد إلا ما يطلبه المستمعون أو المشاهدون بحجة أن (الناس عاوزة كدا) وهم من شابت رؤوسهم ودخلوا ميادين الحياة ووعوا نصوص الشريعة ولم يسلموا من أعاصير الإعلام القاتلة فكيف بالأطفال الغير مكلفين إذا ربى أحدهم وترعرع وهو موهوب مشهور , فستربأ به نفسه إن نشأ كذلك عن ملازمة حلق العلم ومدارسة الأقران لأنه غُرس في نفسه أنه غير عادي , وبالتالي ستملي عليه طفولته وبراءته -إن لم يجد مقوّما ومربيا عاقلاً- أن في هذه الأفعال العادية انتهاك للموهبة الخارقة التي يملكها, وأذكر أن الشيخ إبراهيم الأخضر حفظه الله جيء بأحد أولئك النوابغ حفظهم الله وجاء إليه والده بصور له مع شخصيات إسلامية مشهورة وشهادات مُنحَها من جامعات عالمية وغير ذلك فوجهه الشيخ بضرورة إضاعة فرصة الموهبة والعمر لدى الطفل بالتطواف على الناس وإنما الواجب استغلالها في المزيد من الحفظ والتعليم والتنشئة الصالحة حتى لا تفسد عليه الشهرة موهبته وعمره.
والله تعالى أعلم
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[09 Dec 2007, 01:15 م]ـ
الشيخ محمود الشنقيطي .... قلت حقا ونطقت صدقا. نفع الله بقلمكم وسددكم.
لكن يا ترى ما هي اسباب نوابغ هؤلاء الاطفال؟!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Dec 2007, 02:52 م]ـ
تصحيحا لموقف الشيخ الأخضر حيث حصل مني سبق (كيبورد) أفسد المعنى المراد:
والصحيح (فوجهه الشيخ بضرورة عدم إضاعة فرصة الموهبة والعمر لدى الطفل بالتطواف على الناس وإنما الواجب استغلالها في المزيد من الحفظ والتعليم والتنشئة الصالحة حتى لا تفسد عليه الشهرة موهبته وعمره)