تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أقول: وذلك أن مخرجها مقدر لا محقق كالحروف الجوفية.

والثاني:اختلاف علماء التجويد المتقدمين في كونها صفة للنون والميم في بعض أحوالهما أو في جميعها

الصواب والله أعلم أنها صفة لهما في جميع أحوالهما، يدل على ذلك انكتام صوتهما في جميع أحوالهما إذا انغلق مجرى الأنف.

كما اختلفوا هل هي حرف له مخرج مستقل أو هي صفة تابعة للنون والميم.

الأصح والله أعلم أنها صفة لها مخرج مستقل، غير أنها صفة قد تلفظ مجردة عما هي صفة له لخاصيتها في الانفراد بمخرج مستقل.

ومصطلح (منفذ الغنة) جديد في لفظه

أردت به مجرى الصوت والنفس.

ولست متأكداً من قوله: إن الغنة يجري صوتها في الفم والأنف، فالراجح عند كثير من أهل التجويد هو أن الغنة صفة لازمة للنون والميم في جميع أحوالهما

إنما أردت بذلك الغنة المحضة كالتي تلفظ في الإخفاء.

وقد ينفع المثال هنا في تصور الفكرة التي نتحدث عنها، فالنون في كلمة (مُنْذِر) حكمها الاخفاء كما لا يخفى عليكم، ولكن كيف تؤدى النون هنا؟ إذا أنصتنا لأداء القراء في زماننا نجد صورتين من النطق:

الأولى: مَن القراء من يجعل طرف لسانه شاخصاً أمام اللثة عند مخرج النون من غير إلصاق، ويجري النَّفَس في أثناء ذلك من الأنف، ثم ينتقل إلى الحرف الذي بعد النون، ويكون للنون المخفاة في هذه الحالة وضعاً واحداً مع جميح حروف الإخفاء الخمسة عشر.

الثانية: مَن القراء من ينقل معتمد النون عند إخفائها إلى مخرج الحرف الذي تخفى عنده، مع بقاء جريان النفس من الأنف، فتتعدد أوضاع اللسان عند النطق بالنون المخفاة بعدد الحروف التي تخفى عندها، ويتغير جرسها مع كل حرف من تلك الحروف، وقد يكون هذا هو المذهب الصحيح في إخفائها، الذي يتوافق مع النصوص القديمة في كتب التجويد، ويؤيده أداء أكثر القراء في زماننا.

هو كذلك، والثاني هو الذي تلقيته عن شيخي أبي عثمان بخلاف شيخي أبي عبد الرحمن.

وإذا رجعنا إلى المثال الذي ذكرته، وهو إخفاء النون في كلمة (منذر) فإن النَّفَسَ يجري عند النطق بالنون المخفاة حسب رأي الأستاذ مهند من الأنف ومن الفم، سواء كان اللسان شاخصاً أمام مخرج النون من اللثة أو كان في موضع الذال، إذا صح فهمي لكلامه، ولكن يبدو لي أن النفس لا يجري إلا من الأنف عند النطق بالنون المخفاة عند الذال وعند غيره من الحروف

أستاذي الكريم دليلي أنك لو أغلقت الأنف في أثناء لفظك للغنة لم ينقطع صوتها، ولو كان كما ذكرت من اقتصار الغنة على خروج النفس من الأنف لانقطع صوتها بانغلاقه، والتجربة بإغلاق الأنف تفيد أن النفس المصاحب للصوت يجري من الأنف والفم.

فإذا استوفت النون المخفاة حقها من الغنة انقطع النفس من الأنف وانضغط في مخرج الحرف الذي تخفى عنده انضغاطاً تاماً مع الحروف الشديدة وجزئياً مع الحروف الرخوة، كما هو الحال مع الذال.

هذا الكلام غير مفهوم لدي.

جزاك الله خيرا.

ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[20 Jan 2008, 11:34 ص]ـ

أخي الفاضل مهند

ما استشكلته من عبارتي في وصف الإخفاء يمكن عرضه بصورة أخرى، فإخفاء النون عند الكاف

في كلمة (منكم) مثلا يقتضي وضع أقصى اللسان في مخرج الكاف، وانفتاح مجرى النفس إلى

الخيشوم بانخفاض اللهاة، فإذا استوفت النون المخفاة عند الكاف حظها من الغنة انسد طريق النفس إلى

الخيشوم وذلك بتصعد اللهاة، وينضعط الهواء حينئذ في مخرج الكاف لحظة ثم ينفتح المخرج بصوت الكاف

، وهكذا يكون حال النون المخفاة مع بقية حروف الإخفاء، إلا أن وضع أعضاء النطق في إخفاء النون عند

الأصوات الشديدة يختلف عنه عند الأصوات الرخوة.

هذا ما تيسر لي، وأرجو المعذرة إذا قصرت العبارة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير