وهو الذي ورد عن أكثر الأئمة ممن روى مد المنفصل ولم يبلغ فيه إلى الإشباع وهو مذهب سائر القراء وصح عن جميع الأئمة.
وهو المختار عند أكثر أهل الأداء.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تنثروه- يعني القرآن- نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر. الحديث سيأتي بتمامه.
وأما الترتيل فهو مصدر من رتل فلان كلامه إذا اتبع بعضه بعضاً على مكث وتفهم من غير عجلة وهو الذي نزل به القرآن. قال الله تعالى: (ورتلناه ترتيلا) وروينا عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل" أخرجه ابن خزيمة في صحيحه.
وقد أمر الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا).
قال ابن عباس: بيّنه،
وقال مجاهد: تأن فيه،
وقال الضحاك: انبذه حرفاً حرفاً.
يقول تعالى: تلبث في قراءته وتمهل فيها. وافصل الحرف من الحرف الذي بعده. ولم يقتصر سبحانه على الأمر بالفعل حتى أكده بالمصدر اهتماماً به وتعظيماً له ليكون ذلك عوناً على تدبر القرآن وتفهمه.
وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يقرأ ففي جامع الترمذي وغيره عن يعلى بن مالك أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفاً
قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة حتى تكون أطول من أطول منها.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية يرددها حتى أصبح (إن تعذبهم فإنهم عبادك) رواه النسائي وابن ماجة،
وفي صحيح البخاري عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: كانت مداً ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم.
فالتحقيق داخل في الترتيل كما قدمنا والله أعلم.
ثم قال:
وفرق بعضهم بين الترتيل والتحقيق: أن التحقيق يكون للرياضة والتعليم والتمرين. والترتيل يكون للتدبير والتفكر والاستنباط. فكل تحقيق ترتيل وليس كل ترتيل تحقيقاً.
وجاء عن علي رضي الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقف.
اهـ باختصار يسير أشرت إليه.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[17 Jan 2008, 06:56 م]ـ
بل الترتيل يشمل جميع الأقسام إن حصل بيان للأحرف ومنه رتله ترتيلا أي بينه تبينا
وأما كيف يقرأ القرآن:
فإن كلام الله تعالى يقرأ بالتحقيق وبالحدر وبالتدوير الذي هو التوسط بين الحالتين مرتلاً مجوداً بلحون العرب وأصواتها وتحسين اللفظ والصوت بحسب الاستطاعة.
أحسنت د. أنمار
فهذا هو القول الراجح إن شاء الله تعالى
وهو: أن الترتيل يدخل في كل قسم من الأقسام الثلاثة - التحقيق والحدر والتدوير -
ولا اعتبار لهذه الأقسام الثلاثة بدون ترتيل.
ـ[أبو عبدالبر السوسي]ــــــــ[18 Jan 2008, 03:01 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل:
اذن فالترتيل داخل في جميع مراتب القراءة من تحقيق وتدوير وحدر
وحسب ما فهمت من كلام بن الجزري ان الترتيل مطلوب في جميع المراتب السابقة الذكر وهذا هو معنى قول الله تعالى ورتل القرءان ترتيلا.
ولكن يبقى السؤال مطروحا هل يمكن اعتبار الترتيل مرتبة قائمة بذاتها .......... لا تتعلق بغيرها.؟
وأيضا السؤال متصل بما يسمى بالزمزمة؟