تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا شكّ أن أهلَ جامعة القاضي عياض قد بلغهم اتهام د. الضامن، وتعريضه الضمني بالجامعة، وإنه وإنْ كان د. توفيق فوق مستوى الشبهة إلاَّ أنه لا بد من التحقُّق مما ورد في صك الاتهام.

وهذه كلمة أستجلي بها حقيقة الاتهام المشار إليه، وأراجع من خلالها ما جاء في صك الاتهام؛ وذلك بالمقارنة بين التحقيقيْن بحثاً عن أوجه التشابه بينهما، أو قل عن مظاهر السطو – إن كان - أو عن زيف ادعاء د. الضامن، ورميِه للدكتور توفيق بالباطل.

وللكشف عن حقيقة هذا الاتهام، وإشراك القراء فيه، أعرض لهذه القضية في النقاط الآتية:

ثانيا: قراءة في صك الاتهام:

تمهيداً لهذه المقارنة بين التحقيقين، يجدر بنا أن نقرأ ما جاء في صك الاتهام، وأن نُمعن النظر فيما ورد في صيغتيه اللتين تمَّتْ الإشارة إليهما. وبالتأمل في المعجم اللغوي الذي صاغ به د. الضامن اتهامَه؛ يتضح ما يلي:

(1) بالنسبة للحَدَث، أي لما قام به د. توفيق؛ نجده في صكّ الاتهام بفعليْن ماضيَيْن: (سطا - سَطَتْ) وبمصدرين: (سَلْخٌ – السَّطْوُ). فالفعل سطا قام به د. توفيق، وشاركته فيه مكتبة أولاد الشيخ للتراث بمصر؛ التي "سَطَتْ" بدورها؛ لأنها نشرت هذه الرسالة. وهذا اتهامٌ زائف في حقِّ مكتبة أولاد الشيخ لا مبرِّرَ له؛ لأنها كانت تتعامل مع باحث نشر لديها مجموعة رسائل وعرفتْ سموَّ خلقه، وعلوَّ شأنه في مجال القراءات.

ولفظ "السلخ" جاء بالتنكير وكأنه أصبح مصدراً ملازماً لطبيعة السالخ؛ لا يُعرف صاحبُه إلا بفعل السلخ.

أما "السطو" بالتعريف فيدل على شهرة د. توفيق في مجال السطو الذي أصبع علامة دالّةً عليه أيضاً، دون سواه. وهكذا يكون السَّطْوُ والسلْخُ – في هذا الاتهام - مصدريْنِ من طبيعة د. توفيق؛ وبهما استحقَّ أن يُصبح عضوا في (مافيا) سلخ حقوق العلماء، في تصور د. الضامن.

(2) ما ينبغي في حق مَن قام بفعليْ السلخ والسطْو هو الإدانة؛ ويقترح د. الضامن كيفية الاقتصاص من الجاني على الشكل التالي:

- تَجبُ محاسبتُه من لدن الجامعة التي ينتسب إليها.

– ويُنتَزَعُ لقبِ العبقريّ منه (وإن لم تكن له يد فيه).

– ويَمْنَحُه د. الضامن "شرَفَ" الانتساب إلى (مافيا) سلخ حقوق العلماء من أمثاله.

أما أثر السطو والسلخ على د. الضامن فنلمسه في المظاهر الآتية:

- د. الضامن يتظلّمُ من جراء ما تعرّض له، فقد ضاع له حقٌّ من حقوقه، ضاع منه مِلْكٌ خاصٌّ؛ نابت عنه فيه ياء الملكية في قوله:"طبْعَتي".

- ونتيجةً لما حدث، نجد ذاتَه المكلومةَ تستصرِخُ جامعة القاضي عياض بالمغرب، وتدعوها أن تقتصَّ من (عبقريِّها)؛وتقول:"وأنا أهيب بجامعة القاضي عياض بمراكش لمحاسبة هذا العبقريّ".

– ويبدو أن الحسرة قد حطّمتْ كيان د. الضامن، وبلغ منه اليأسُ مبلغَه حين رأى ما آل إليه أمر كرامة أهل العلم من الإسفاف والتدَنِّي بِفِعْلَتِهم هذه، فقال:"وممّا يُؤسفُ عليه أن يتدنَّى د. توفيق أحمد العبقري".

– ويُلاحظ د. الضامن أن السطو "أصبح من سمات هذا العصر الأغبر" ويجأر بشكواه إلى الله تعالى ممّا المَّ بهذا العصر الأغبر، وما لَحِقَ شخصَه، ونال من علمِه، وحلَّ به من هذا المُصاب الجَلَل.

(4) مرارة المُصاب جعلت د. الضامن يتهكّم من العبقريّ ويُعَرِّضُ بجامعة القاضي عياض. يقول:"وأنا أهيبُ بجامعة القاضي عياض بمراكش لمحاسبة هذا العبقري". واضح أن هذا الأنا الذي يُهيب بالجامعة أن تُحاسب العبقري؛ بلغ به التأثر مبلغَه؛ فاتخذ لقب العبقري مجالا للتهكم والسخرية، وهو لقب لا يختلف في شيء عن الضامن، وعما تحمله صفة: "حاتم"، وصفة "صالح". وهو تهكم ما كان يُنتظر من عالم في حجمه العلمي بين معارفه ومُجايليه من العلماء العراقيين.

فما نرضى أن يُقال له: لا "صلاح" في علمه ولا "حاتمية" في خُلُقه، ولا "ضمان" في مروءته. وفي تهكم الضامن مساس بجامعة كان عليه ألا يذكرها بسوء؛ درَّسَ بها جماعة من الأساتذة العراقيين المرموقين؛ الذين كانت لهم أفضال على جامعة القاضي عياض في مرحلة تأسيس كلية الآداب بمراكش، من أمثال د. رشيد العبيدي، والدكتور الأوسي وحرمه الدكتورة الفاضلة البتول ...

(5) ولم يعترف د. الضامن للدكتور توفيق بشيء إلاّ أنه "أضاف شذرات في الحواشي". سيُعرف ذلك بحول الله تعالى، حين تتمّ المقارنة بين ما ورد في حواشي تحقيق كل من الدكتورين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير