بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
كشف رموز منظومة الوقفية الهبطية:البيت الرابع:
يقول الناظم رحمه الله:
4 ـ {الم} [1] {أوحيت} [2] {تعالوا} [3] و {غلمان} [4]
{فحملته} [5] {نَبِّئ} [6] {لاضير} [7] (مط) [8] جلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فك رموز البيت الرابع من منظومة الوقفية: {مط}
رمز: {مط}
{مط}: هذا رمز من رموز ما يسمى بحساب الجمل ... و هو حساب قديم، و يرمز في هذا البيت من المنظومة إلى عدد وفات الأرباع المذكورة فيه ... و قيمة هذا الرمز هي مجموع قيم حرفيه: الميم و الطاء.
فإذا علمنا أن قيمة الميم في حساب الجمل هي أربعون، و قيمة الطاء هم تسعة، نستنتج أن قيمة {مط} هي: " تسعة و أربعون " = 49 ... و يستفاد من هذا أن الناظم رحمه الله جمع في هذا البيت جميع الأرباع ذات التسع و الأربعين وقفة هبطية في المصحف المغربي ...
و قد تم التنبيه إللى أن عد الوقفات في الربع {تعالوا} هو 43، و أن رمز هذا العدد في حساب الجمل هو: [م = 40 + ج = 3] = {مج} ...
ـــــــــ
و نظرا لغرابة هذا الحساب بيننا، و عزوف شبابنا و مثقفينا عنه، و من باب التعريف به و إحياء ذكره ... أقدم عنه هذه النبذة:
ــــــــ
تعرف موسوعة أوكيبيديا الرقمية المفتوحة حساب الجمل بما نصه [1]:
حساب الجمل هو طريقة لتسجيل الأرقام والتواريخ باستخدام الحروف الأبجدية، حيث يعطي لكل حرف رقم معين يدل عليه. فكانوا من تشكيلة هذه الحروف ومجموعها يصلون إلى ما تعنيه من تاريخ مقصود وبالعكس كانوا يستخدمون الأرقام للوصول إلى النصوص.
وهو حساب استخدم في اللغات السامية؛ حيث تجده عند العرب قبل الإسلام، وعند اليهود؛ فالأبجدية العبرية تتطابق مع الأبجدية العربية حتى حرف التاء (أبجد، هوز، حطي،كلمن، سعفص، قرشت) أي تتكون من 22 حرفا وتزيد العربية: ثخذ، ضظغ. ووظفه المسلمون في تثبيت التاريخ، كما وقد فسر به ابن سيرين بعض الرؤى.
الحروف الرقمية تمثل كل الحروف الأبجدية (28 حرفاً) ولكل حرف له مدلوله الرقمي التي تبدأ برقم 1 وتنتهي عند الرقم 1000
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و هذا تعريف خاص بي في الموضوع:
حساب الجمل في الميزان
تعلمت حساب الجمل منذ الطفولة على يد والدي رحمه الله، سيدي سعيد بن محمد المنتاكي، و كان رحمه الله يتقنها و يستعملها في حل جميع عمليات الضرب و الطرح و القسمة، كما كان يستعملها في وظيفنه العدلية لحساب و قسمة المواريث و التركات بين الورثة و أصحاب الحقوق، و كذا حساب المساحات و الأوزان و المكاييل، و ملْء الجداول المعقدة ... و خلاصة القول أنها كانت وسيلته في جميع العمليات الحسابية.
و ما تعلمته من والدي رحمه الله هو بالطريقة أو الصيغة المغربية المختلفة عن الطريقة المشرقية كما سيأتي بيانه:
ذلك أن تسلسل و قيمة حروف الصيغة المغربية هما:
أ [= 1]ـ ب [= 2]ـ جـ[= 3]ـ د [= 4]ـ هـ[= 5]ـ و [= 6]ـ ز [= 7]ـ حـ[= 8]ـ طـ[= 9]ـ ي [= 10]ـ ك [= 20]ـ ل [= 30]ـ مـ[= 40]ـ ن [= 50]ـ س [= 60]ـ ع [= 70]ـ ف [= 80]ـ ض [= 90]ـ ق [= 100]ـ ر [= 200]ـ ص [= 300]ـ ت = [400]ـ ث [= 500]ـ خ [= 600]ـ ذ [= 700]ـ ظ [= 800]ـ غ [=900]ـ ش [= 1000].
و لا أدري لماذا كانت تسمى بالحِمَارَة.
و قد حاول معي الوالد رحمه الله أن أحفظ عن ظهر قلب، عمليات الضرب التي كنا نحفظ في الأقسام الإبتدائية مثل:
[2 * 2 = 4]، [2 * 3 = 6]، [2 * 4 = 8]، [2 * 5 = 10] ... إلى آخر السلسلة ...
و هذه العمليات نفسها هي في " الحمارة " كالآتي:
[بَبْدٌ = 4]، [بَجْوٌ = 6]، [بَدْ حٌ = 8]، [بَهْيٌ = 10] ... الخ.
و الحقيقة أنني لم أستطع تتبع هذه الطريقة لصعوبتها مقارنة مع الطريقة المتبعة في المدارس العصرية و باللغة الفرنسية، و فهم الوالد رحمه الله ذلك فاكتفى بتلقيني لبعض التطبيقات العملية و كيفية قراءة التواريخ في القصائد الشعرية ...
¥