تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Dec 2008, 10:56 ص]ـ

، ولو رغبت اخي المزيد فسارفعه لك باذن الله تعالى ..

جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل .. ونحن نرغب في المزيد ولكم جزيل الشكر

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[30 Dec 2008, 12:00 م]ـ

وهذه بعض الامثلة ففي المثال يتضح المقال

انقله كذلك كما هو في الرسالة:

أمثلة ونماذج قرآنية يبرز فيها دور التنغيم

فيما يخص الاستفهام: قوله تعالى: ? أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ?، في هذه الآية واضح تماماً أن النبر له دور كبير في بيان المعنى، إذ لا بد من قارئ الآية الكريمة أن يخرج صوته على صيغة الاستفهام وأن يكون وقوفه على رأس كلمة: ? فَاسِقًا ?، ثم يبتدئ بقوله: ? لَا يَسْتَوُون?، والقراءة بغير هذا لا تقف بالمستمع على المعنى كما لو قرأ بالوجه الذي أشير إليه آنفاً. وهنا يلاحظ ارتفاع الصوت وانخفاضه الذي يؤدي وظيفة التعجب والإنكار المستفادة من الاستفهام، ويأتي قوله: ? لَا يَسْتَوُونَ ? بمثابة الجواب السريع.

قوله تعالى: ? قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ .. ?، ومثلها قوله تعالى: ? قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ?.

انظر كيف يكون الصوت إلى ما قبل الاستفهام ?مَنْ ? ثم كيف أنه لا بد من ارتفاع الصوت وتغير النغم الذي يشعر بالاستفهام، وغير ذلك كثير.

وهناك مجموعة من الآيات ذكر فيها استفهام، ولعل في الآيات التي حذفت منها أدوات الاستفهام ما يكون أقوى دلالة على أهمية النغم، إذ النغم وحده هو الحكم، حيث يطلق عليه: نبر انفعالي ( Emotional Stress)، من ذلك قوله تعالى: ? وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ?،كأنما كان "أوتلك نعمة؟ ".

ومنه قوله تعالى: ? مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ? أي أمثل الجنة التي وعد المتقون .. كمن هو خالد؟ وهذا المعنى لا يتأتى إلاّ بالنغم.

ومنه قوله تعالى: ? يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ?، حيث ذهب بعض المفسرين إلى أن الجملة ? تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ ?، هي استفهامية، وتقدير الكلام: أتبتغي؟، ولا يخفى ما للتنغيم من دور في فهمه، ومثل ذلك قول سيدنا إبراهيم ?: ? هَذَا رَبِّي؟! ?، على صيغة الاستفهام.

وخلاصة ما يريده الباحث أن النغمة وحدها في بعض المواقع هي التي تكون الحكم، وهي التي تطلعنا على المعنى إن كان استفهاماً أو شرطاً أو شيئاً محذوفاً أو غير ذلك.

والنغم تارة يكون نغماً أفقياً وهو النغم الذي يتبعه سكتة خفيفة، وهنالك نغم هابط، وهو الذي يدل على انتهاء الكلام.

ومن باب التنغيم: النداء، كما في الآية: ? يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ .. ?، فكم هو دور النغم في الآية ليعطي المعنى؟ إذ المقطع الأول خطاب لرجل والثاني لامرأة، فالنغم وحده هو الذي يفصل بين الخطابين، وانظر كيف خلا المقطع الأول من أداة النداء والذي يدل عليه فقط هو النغم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير