ـ[جمال القرش]ــــــــ[29 Nov 2009, 09:57 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
من المهم جدا أن لا يلزم القارئ غيره بطريقة معينة إلا من خلال ما تلقها مشافهة على المشايخ الأثبات الثقات، وإلا لأدى ذلك إلى تكلف لا يعلمه إلا الله
وهذا بحث خص بعلاقة النبر بالتلقي أعدته في كتابي زاد المقرئين:
لُوحِظ من خلال التلَقِّي أنَّ هناك من الكلمات ما لا يضبط إلا بالمُشَافَهة والسَّمَاع، فلا يميز أداءها مَخْرَج ولا صفة، بل يميزها التلَقِّي ومعرفة المعنى.
قال الشيخ إبراهيم السمنودي:
لاَ تَخْتَلِسْ نَحْوَ ولنْ يَتِرَكُمْ: وَجِلَةٌ بِيَدِهِ يَعِدُكُمْ
وَمِزْ مِنَ الأَشْبَاهِ يُصْحَبُونَ: وَفَقَعُوا نَذَرْ تُحْصِنُونَ
قال الشيخُ محمودُ علي بسه: للتلقِّي في تعَلُّمِ القرْءان وأدائه أهميةٌ كبيرةٌ، فلا يَكفي تعَلُّمُهُ منَ المصاحفِ دون تلقيه من الحافظين له، لأَنَّ من الكلماتِ القرآنية ما يختلفُ الْقُرَّاء في أدائه مع اتحاد حروفه لفظًا ورسمًا، تبعًا لتفاوتهم في فَهْمِ معاني هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافرُ لهم من حسن الذوق، وحَسَاسِيَة الأُذنِ، ومُراعَاة ذلك كلِّه عند إلقائِها، لدرجة أنَّ بعضَهم يُخطِئُ في أدائه بما يكاد يُخرجها عن معانيها المرادة منها لتساهُلِه، وعدمِ تحرِّيه النُطْقِ السَّليمَ، والَّذِي لوْ وُفِّقَ إليه وعوَّدَ نفسه عليه: لدلَّ على حساسِية أذنه، وحسن ذَوْقِه وفَهْمِه لمعانيها.
وذلك نحو:] حرِّضِ المُؤمنين [الأنفال: 65] يعظكمْ [البقرة: 231] فسقىَ لهما [القصص: 24،] وَذرُوا البيعَ [الجمعة: 9. اهـ (1).
وذكر شيخنا فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: نفس ما ذكره الشيخ محمود علي بسه وزاد بعض الكلمات نحو:] أَفَلا يعلم، أَوَلا يعلمون، أَوَلَو كان، إِنَّ الَّذِينَ لايَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا، أَوَلَم، أَفَلَمْ [. اهـ (2).
قال استاذي وشيخي فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الحفيظ –رحمه الله-
تعالى: اهتمَّ العلماءُ – رضوَان اللهِ عليهم- المتخصِّصُون في هذا المجال بإبرازِ أحكام القرآن الكريم، وبيانِ ما ينبغي أن يُقرأ به، من كيفياتِ مرْضية مقبولة متلقَّاة عن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثمَّ عن صحابته من بعده، ثم عن العلماء الذين حَمَلوا لواء هذا العلم حى وَصَل هذا العلم إلينا، فالقرآنُ الكريم لا يمكن
تلقِيه عن طريق كتاب.
إن الكُتبَ عامل مساعد، ولكنَّ العامل الأساسيَّ هو التلقِّي، لأنَّ هناك كثيرًا من الكلمات ربَّما تقرأ بغير ما ينبغي، ولكنها لا تختلف في كتابتها، سواء أكان نطقها صحيحًا أو غيرَ صحيح، نحو:"خَلَقَكم" الزمر: 6،] فسقى لهما [القصص: 24،] أفلا [، الذاريات: 21 فلا بدَّ أن يسمع المجود من شيخه سماعًا طيبًا، ويكون ذا أذن ناقلة حافظة، ويعود الشيخ لسان تلميذه على أن يقرأ بالكيفية الصحيحة (1).
وقال الشيخ محمد بن الأحمدي الأشقر: ينبغي معرفة طريقة الأداء عند النطق بالكلمات الآتية، والمحافظة على نبرة الحرف وحقه ومستحقه، ولا يتم ذلك إلا بالتلقي والمشافهة، وسماع الأصوات من أفواه المشايخ المهرة، نحو:] آلهتكم [الأنبياء: 36، "] يعدكم [البقرة: 228،] يعظكم [البقرة: 231،] يومئذ [الزلزلة: 4،] مثلهم [البقرة: 17،] خلقكم [الزمر: 6،] وتعيها [الحاقة: 12،] عرضهم [البقرة: 31، وما شابه ذلك اهـ (2).
وسأذكر بعون الله نماذج لهذه اللحون مع بيان أسبابها وسبل علاجها، ومن الجدير بالذكر أن أقول: " إن هذه الأسباب وطرق العلاج ما هي إلا عوامل مساعدة تقربية للفهم والتوضيح، لا يحق لأحد أن يعتمد عليها كلية، بدون تلق، أو أن يقيس من نفسه أثناء قراءته.
أولا: تحويل حرف ليس من أصل الكلمة وجعله من أصل الكلمة
1 - حدثني فَضِيلَة الشيخ رزق خليل حبه: قال: " كَلِمَة] فَسَقَى لَهُما [فمنهم من يقرأها من الفسق] فَسَقَى [هذه الأمور تحتاج إلى تتبعٍ ودقةٍ في الأداء
¥