تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالشرفي يريد أن يثبت (نظريته) أن اختلاف القراءات القرآنية يدل على اضطراب في النص القرآني، إلا أن معنى الاضطراب في النص: هو وروده على صور مختلفة أو متضاربة، لا يُعرف الصحيح الثابت منها، أما وروده على صور كلها صحيح، فليس في ذلك شيء من الاضطراب المزعوم.

وقد عبَّر ابن قتيبة - قديمًا - عن هذه الشبهة، فقال رحمه الله:

" .. وكان مما بلغنا عنهم أنهم يحتجون بقوله عز وجل: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}

وبقوله: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}

وقالوا: وجدنا الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم يختلفون في الحرف ... والقراء يختلفون؛ فهذا يرفع ما ينصبه ذاك، وذاك يخفض ما يرفعه هذا، وأنتم تزعمون أن هذا كله كلام رب العالمين، فأي شيء بعد هذا الاختلاف تريدون، وأي باطل بعد هذا الخطأ واللحن تبتغون؟!!

وقد ردَّ ابن حزم رحمه الله على هذه الشبهة، بقوله:

" ... فليس هذا اختلافًاً، بل هو اتفاق منا صحيح؛ لأن تلك الحروف وتلك القراءات كلها مبلَّغ بنقل الكوافِّ إلى رسول الله صلى الله وسلم أنها نزلت كلها عليه، فأي تلك القراءات قرآناً فهي صحيحة، وهي محصورة كلها مضبوطة معلومة، لا زيادة فيها ولا نقص ".

ولقد ذكر أ. د. رشاد محمد سالم في بحثه عن المراد بالأحرف السبعة (في صحيفة الخليج الإماراتية) الجمعة: 20/ 2 / 2009 م ما يلي:

قال صلى الله عليه وسلم: " أنزل القرآن على سبعة أحرف ... " ولفظ (على) يشير إلى أن هذا الشرط للتوسعة والتيسير، بمعنى: أنزل القرآن موسعاً فيه، على القارئ أن يقرأه على سبعة أوجه، يقرأ بأي حرف أراد منها على البدل من صاحبه.

وليس المراد: أن كل كلمة من القرآن تقرأ على سبعة أوجه، إذاً لقال صلى الله عليه وسلم " إن هذا القرآن أنزل سبعة أحرف " بحذف لفظ (على) بل المراد ما علمت من أن هذا القرآن أنزل على هذا الشرط وهذه التوسعة، بحيث لا تتجاوز وجوه الاختلاف سبعة أوجه، مهما كثر ذلك العدد والتنوع في أداء اللفظ الواحد، ومهما تعددت القراءات وطرقها في الكلمة الواحدة.

وهذا المعنى بلغ مبلغ التواتر في هذه الأمة؛ ووجه دلالته: أن القرآن نزل على سبع لغات من لغات العرب، رحمة ورأفة بهم، إذ لو كلِّفوا بقراءته على لغة واحدة لشق الأمر عليهم، ولَدَخَلَهم من العنت ما جاء الشرع الحكيم لرفعه عنهم. اهـ

ـ[محمد كالو]ــــــــ[17 Mar 2009, 02:24 م]ـ

يستهزئ كاتب آخر يدعى وحيد السعفي يساند عبد المجيد الشرفيه في دعواه فيقول:

" إذا كانت القصة مؤسسة للدين كانت ذات ألف غاية وغاية، فإن قرأت وفق كلّ غاية كان لها ألف قراءة وقراءة ".اهـ وحيد السعفي، القربان في الجاهلية والإسلام، سلسلة دراسات، تبر الزمان، تونس، 2003، ص76.

إن خصوم الإسلام يتخذون من تعدد قراءات بعض كلمات القرآن وسيلة للطعن فيه، ويرون أن هذه القراءات ما هي إلا تحريفات لحقت بالقرآن بعد العصر النبوي.

وكأنهم يريدون أن يقولوا للمسلمين وكتابكم المقدس (القرآن الكريم) حافل بالتحريفات والتغييرات والتبديلات، التي تسمونها قراءات!

فهذا المستشرق اليهودي المجري: " جولد زيهر " الحقود على الإسلام يحاول إخراج القراءات القرآنية من كونها وحيًا من عند الله، نزل به الروح الأمين إلى كونها تخيلات توهمها علماء المسلمين، وساعدهم على تجسيد هذا التوهم طبيعة الخط العربي؛ لأنه كان في الفترة التي ظهرت فيها القراءات غير منقوط ولا مشكول، وهذا الذي ساعد على نطق الياء تاء في مثل " تقولون " أو " تفعلون "! فمنهم من قرأ بالتاء " تقولون " ومنهم من قرأ بالياء" يقولون ".

هذا من حيث النقط وجودًا وعدمًا، أما من حيث الشكل أي ضبط الحروف بالفتح أو الضم مثلاً، فقد أرجع إلى هذا السبب قوله تعالى: (وهو الذي أرسل الرياح بُشرًا .. ) (سورة الفرقان: 48).

فقد قرأ عاصم: " بُشرا " بضم الباء وقرأها الكسائي وحمزة: " نَشْرا " بالنون المفتوحة بدلاً من الباء المضمومة عند عاصم.

وقرأ الباقون: " نُشُرا " بالنون المضمومة والشين المضمومة، بينما كانت الشين في القراءات الأخرى ساكنة. اهـ (انظر: رسم المصحف (29) للدكتور / عبد الفتاح شلبي، مكتبة وهبة).

وفى هذا يقول جولد زيهر نقلاً عن الترجمة العربية لكتابه الذي ذكر فيه هذا الكلام:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير