وبنظرة سريعة للقراءات العشر قبل زمن ابن الجزري نجده قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك تواترها من زمن قارئيها إلى زمنه رضي الله عنه كما أوضح في كتابه منجد المقرئين بسرد أسماء عشرات العلماء ممن قرأ بها في كل عصر وإلى عصره.
أما فيما بعد ذلك فهي أيضا متواترة، تجد ذلك بالتأمل في الضوء اللامع، وأسهل منه النظر في كتاب الحلقات المضيئات عند النظر في طبقة ابن الجزري ومن قبل ومن بعده لمعرفة أسماء من وصلت أسانيدهم في الإجازات القديمة والمتداولة.
على سبيل المثال: نجد في طبقة ابن الجزري أسماء 25 قارئا (من ص 377 – 398) معظمهم قرأ بالعشر على مشايخ ابن الجزري ومن في طبقتهم.
وفي الطبقة التي سبقت الإمام 42 قارئا معظمهم قرأ بالعشر
وفي طبقة تلامذته 19 يضاف عليهم 13 من طبقة من يليهم وفيهم من أدرك طبقة ابن الجزري
وللمعلومية فهؤلاء ممن هم على شرط المؤلف باتصال أسانيدهم في الإجازات أو عرفوا بالتأليف في هذا العلم. وإلا فهم أضعاف ذلك بكثير كما هو جلي في تراجم الضوء اللامع.
ويا ليتكم تتأملون بقية المقال على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8164
فقضية تواتر القراءات إلى أصحابها أمر هين أما ما فوق ذلك فإثباته أمر يحتاج إلى بحث وتنقيب في الكتب المطبوعة والمخطوطة وقد شغلني هذا الموضوع كثيرا منذ عدة سنوات وتجمعت لدي مئات النصوص والشواهد على عدم وجود ما يسمى بانفرادات القراء
وأثبت فعليا أن هذا انفراد نسبي أي بالنسبة للقراء العشرة وإلا فهي متواترة
فمثلا
حفص يكاد أن لا يوجد له انفراد في الأصول
لا في المد ولا أحكام النون والتنوين والميم الساكنة ولا غيرها
أما الفرش فله انفرادات ذكرها في كتاب مفردات القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة، الأستاذ محمد بن عوض زايد الحرباوي وهي:
1 ـ هُزُوا، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة، وضم الزاي.
2 ـ يُرجعون (آل عمرن: 83) / بياء الغيبة مضمومة.
3 ـ يجمعون (آل عمران: 157) / بياء الغيبة، والباقون بالتاء.
4 ـ سوف يؤتيهم (النساء: 152) / بالياء، والباقون بالنون.
5 ـ استَحَقَّ (المائدة: 107) / بفتح التاء والحاء، والباقون بضم التاء وكسر الحاء.
6 ـ تَلْقَفُ (الأعراف: 117، طه: 69، الشعراء: 45) / بسكون اللام مع تخفيف القاف.
7 ـ معذرةً (الأعراف: 164) / بنصب التاء، والباقون بالرفع.
8 ـ مُوهِنُ كيد (الأنفال: 18) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء، وحذف التنوين وجرِّ الكيد.
9 ـ معيَ عدوًّا (التوبة: 83) / فتح الياء، وأسكنها الباقون.
10 ـ متاعَ (يونس: 23) / بنصب العين، ورفعها الباقون.
11 ـ ويوم يحشرهم (يونس: 45) / بياء الغيبة، والباقون بالنون.
12 ـ من كلٍ زوجين (هود: 40) / بتنوين (كلٍ) والباقون بترك التنوين.
13 ـ يا بني (يوسف: 6) / بفتح الياء.
14 ـ دأَبًا (يوسف: 47) / بفتح همزة (دأَبا) والباقون بالسكون.
15 ـ نوحي إليهم (يوسف: 109) وفي النحل والأنبياء / بالنون مع كسر الحاء، والباقون بالياء مع كسر الحاء.
16 ـ ليَ عليكم (إبراهيم: 22) / فتح الياء من (ليَ)، والباقون بسكونها.
17 ـ ورجِلِك (الإسراء: 64) بكسر الجيم، والباقون بسكون الجيم.
18 ـ لمَهلِكهم (الكهف: 59) / بفتح الميم وكسر اللام، وشعبة بفتح الميم واللام، والباقون بضم الميم وفتح اللام.
19 ـ تُسَاقِط (مريم: 25) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف.
20 ـ إن هذان (طه: 63) / بسكون النون في إن. وهذان بالألف مع تخفيف النون.
21 ـ قال رب احكم (الأنبياء: 112) إثبات الألف في قال، والباقون بحذف الألف على سبيل الأمر (قُل).
22 ـ سواءً (الحج: 25) بنصب الهمزة، والباقون برفعها.
23 ـ والخامسةَ أن غضب (النور: 9) / بنصب التاء من (الخامسةَ)، والباقون بالرفع.
24 ـ تستطيعون (الفرقان: 19) بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة.
مما يعني أن بقية أحرف الفرش لها ما يوافقها في القراءات العشر
وبنظرة سريعة وجد في الأربع الزائدة موافقات في المواطن التالية:
1 ـ هُزُوا، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة، وضم الزاي.
وافقه الشنبوذي عن الأعمش
5 ـ استَحَقَّ (المائدة: 107) / بفتح التاء والحاء،
وافقه الحسن
7 ـ معذرةً (الأعراف: 164) / بنصب التاء،
وافقه اليزيدي
8 ـ مُوهِنُ كيد (الأنفال: 18) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء،
وافقه الحسن
10 ـ متاعَ (يونس: 23) / بنصب العين،
وافقه الحسن
11 ـ ويوم يحشرهم (يونس: 45) / بياء الغيبة،
وافقه ابن محيصن والمطوعي
12 ـ من كلٍ زوجين (هود: 40) / بتنوين (كلٍ)
وافقه الحسن والمطوعي عن الأعمش
19 ـ تُسَاقِط (مريم: 25) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف.
وافقه الحسن
20 ـ إن هذان (طه: 63) / بسكون النون في إن. وهذان بالألف مع تخفيف النون.
وافقه ابن محيصن
24 ـ تستطيعون (الفرقان: 19) بتاء الخطاب،
وافقه الشنبوذي
أقول ثم بعد النظر والتنقيب وجدت له متابعات وشواهد في الكتب المخطوطة أو المطبوعة كالكامل للهذلي والمنتهى للخزاعي والمستنير لابن سوار وجامع البيان للداني والمبسوط لابن مهران والمبهج لسبط الخياط والكفاية الكبرى للقلانسي والمصباح الزاهر للشرزوري وغير ذلك كثير مما تجمع لدي وفيه من الشواهد لانفرادات حفص ممن هم من طبقته وأعلى منه ودونه وهذه المتابعات تنفي عن حفص الانفراد المطلق ومثله عن بقية القراء
وبما سبق مع مئات النقول والأسانيد التي تجمعت عندي مما يحتاج إلى تفرغ كامل لترتيبها وتنسيقها ليخرج بحثا متينا يسر أهل القرآن
¥