ـ[نزار حمادي]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:04 ص]ـ
يعني أنكم تدّعون تواتر غيرها؟ وهذا ما ردّه ابن الجزري
فالمتواتر هو المصحف لا القراءة بل القراءة صحيحة مقبولة أو مردودة بحسب
موقف علماء القراء منها.
فيما أوردت عليكم من الأسئلة مسائل مهمة أهملت، لكن لا بأس.
هل طالعتم ما دار بين الإمام ابن الجزري وقاضي القضاة عبد الوهاب السبكي حول تواتر القراءات العشر؟؟ بل قد طلب الأول من الثاني كتاب جواب بخطه فيه نص على تراتر القراءات العشر بعد نقده لما ورد من ابن الحاجب من النص فقط على تواتر القراءات السبع، ولم يقيدا ذلك التواتر بتواتر المصحف كما تعتقدون.
وقد قال العلامة النويري تلميذ الإمام ابن الجزري: أجمع الأصوليون والفقهاء على أن التواتر محصور في القراءات العشر، وعلى أنه لم يتواتر شيء مما زاد عليها، وكذلك أجمع عليه القراء أيضا، إلا من لا يعتد بخلافه. اهـ
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[24 Feb 2009, 10:15 ص]ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
فيما أوردت عليكم من الأسئلة مسائل مهمة أهملت، لكن لا بأس.
هل طالعتم ما دار بين الإمام ابن الجزري وقاضي القضاة عبد الوهاب السبكي حول تواتر القراءات العشر؟؟ بل قد طلب الأول من الثاني كتاب جواب بخطه فيه نص على تراتر القراءات العشر بعد نقده لما ورد من ابن الحاجب من النص فقط على تواتر القراءات السبع، ولم يقيدا ذلك التواتر بتواتر المصحف كما تعتقدون.
أشكر اهتمامكم، لكنّ وجهة نظري أنه لا يمكننا مناقشة كل شيء دفقةً واحدة
بل لا بدّ من الاختيار وتجزيء الموضوع الكبير إلى وحدات أصغر ثم تسليط الضوء
عليها. لا نريد - وما إخالكم تريدون- تشتيت الفكر أو جعل الحوار عقيما بأن نناقش
كلَّ شيء جملة واحدة.
الفكرة التي بشّرْنا بها أهل القرآن - وإنْ تعدّوا نعمة الله لا تُحصوها- هي امتنان الله
تعالى علينا مسلمين ومؤمنين بأنّ سند القراءات كلها خالدٌ لا ينقطع. حتى وإن اقتصر
الناس على عدد من القرّاء لأن (الأمر أيسر من ذلك) فأصول القراء وأسانيدهم متداخلة
مترابطة مشتركة صادرة عن أصلٍ واحد ونبع واحد. ونحن هنا لا ندّعي الإتيان بجديد بل
نُذكر فقط و"الذكرى تنفع المؤمنين" بهذا الأمر.
وطالبنا أهل القراءات ولا سيما الإخوة المجازين بالعشر والإخوة الأساتذة المختصين
بالقراءات أن يتمثلوا الفكرة ويسلطوا عليها الضوء فسيجدون أن سند القراءات كلها
لا ينقطع وأن هذه منّهٌ من الله عزّ وجلّ. وأنّ قوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون" قد ثبت لنا مرات عديدة أولها أن هدى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يشير
ويلح على أبي بكر رضي الله عنه بجمع المصحف بعد أن استحرّ القتل في معشر القراء في
وقعة اليمامة فاختارا زيد بن ثابت فكان أن قام بالمهمة على أتم وجه
ومرة ثانية حين هدى حذيفة ابن اليمان أن يكاتب عثمان بن عفان
رضي الله عنه بأن يتدارك أمة الإسلام أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى، فيقتنع عثمان
بخطورة الأمر فيأمر بتشكيل لجنة يرأسها زيد بن ثابت نفسه وفيها ثلاثة من قريش
لأنّ القرآن نزل بلغتهم. فينسخون مصحف زيد (5 - 8) نسخ يوزعها عثمان
على الأمصار ويأمر أمرا له حكم القانون بنبذ ما سواها.
وهكذا حفظ المصحف وتواتر. وصار موافقة رسمه منذ ذلك الحين أحد معايير القراءة المقبولة،
مع صحة سند القراءة جيلا عن جيل وطبقة عن طبقة إلى قراء الصحابة. وأشهر القراء ملخصين في هذا الفصل في الإتقان ().
.
"فصل المشتهرون بإقراء القرآن من الصحابة سبعة: عثمان وعليّ وأبيّ وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبوالدرداء وأبوموسى الأشعري. كذا ذكرهم الذهبي في طبقات القراء قال: وقد قرأ على أبي جماعة من الصحابة منهم أبوهريرة وابن عباس وعبد الله بن المسيب وعروة وسالم وعمر بن عبد العزيز وسليمان وعطاء ابنا يسار ومعاذ بن الحارث المعروف بمعاذ القاري ة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وابن شهاب الزهري ومسلم بن جندب وزيد بن أسلم.
وبمكة: عبيد بن عمير وعطاء بن أبي رباح وطاوس ومجاهد وعكرمة وابن أبي مليكة.
¥