ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[22 May 2009, 02:02 ص]ـ
الأخوة الكرام ... السلام عليكم،
1. إذا كان القائل بتوقيف الرسم العثماني يُطالب بالدليل فالنافي أيضاً يطالب بالدليل، لأنه يقول ليس بتوقيفي. وإذا اعترفنا بأنّ الأمر مُحتمل نكون قد وصلنا إلى المطلوب، وهو عدم الحجر على من يبحث في أسرار الرسم القرآني. والذي يقول بأنّ الرسم اصطلاحي ويجزم بذلك يغلق باباً من أبواب الخير.
2. بعد أن يتحقق المطلوب الأول لا بأس بتقديم الدليل على أنّ الرسم كان بتوقيف. وإليكم بعض هذه الأدلة:
أ. "إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون ... ": إذن القرآن الكريم قبل نزوله كان مكتوباً، ولا ندري بأي صيغة. ولكن من يقول بأنه مكتوب بالعربية على الصورة المألوفة يكون قائلاً بما هو معروف أنه قرآن.
ب. " نزل عليك الكتاب بالحق": إذن الذي نزل هو كتاب، ومن هنا نجد أنّ الرسول عليه السلام كان يستدعي الكتبة فور نزول القرآن الكريم.
ج. "الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين": إذن هو كتاب من جهة كونه مكتوباً، وهو قرآن لكونه يتلى ويُقرأ.
د. "وكتبنا له في الألواح .. ": يمكن أن تكون الألواح قد نزلت مكتوبة، أو كُتبت في الألواح بأمر الوحي. هذا بالنسبة لموسى عليه السلام. أما بالنسبة للرسول عليه السلام فنزول الكتاب عليه لم يثبت أنه كان في صيغة مكتوبة، فيبقي الاحتمال الثاني.
ج. إصرار الصحابة في زمن أبي بكر على جمع المصحف من صحف الرسول عليه السلام، ورفض مصاحف الصحابة الخاصة، وكذلك حرصهم على عدم الكتابة من الحافظة فيه اشارة إلى ضرورة التزام ما ورد في صحف الرسول عليه السلام.
د. وجود كلمات كثيرة مكتوبة على خلاف القياس، مع وجود هذه الكلمات وغيرها الكثير الكثير مكتوبة وفق القياس ــ والذي هو أقرب إلى اللفظ ــ يدل على وجود اعتبارات غير قياسية. وبما أننا ندرك حرص الصحابة على الاتباع والبعد عن الابتداع فإننا نذهب إلى القول بأن مثل هذا السلوك هو من قبيل الموقوف الذي له حكم المرفوع، لأنه ليس مما يقال بالرأي.
هـ. قول الأخ تيسير إن كلمة ننجي في سورة الأنبياء قرئت نجِّي وجدته صحيحاً على خلاف قراءة الجمهور. ووجدتها من القراءات التي استشكلها علماء اللغة لأن المتبادر لغة أن نقول:" نُجي المؤمنون" وليس المؤمنين. وعلى أية حال تبقى الأسئلة الأخرى قائمة كأدلة على رجحان التوقيف في الرسم.
و. إجماع الصحابة على رسم يخالف القياس ــ الذي هو أقرب إلى اللفظ ــ هو دليل على نسبة ذلك إلى الرسول عليه السلام، لأنه لا يقال بالرأي. وإجماع الصحابة حجّة. وإذا نُقل الإجماع فليس بالضرورة أن يُنقل مع دليله، كما هو معلوم في علم الأصول.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[22 May 2009, 12:32 م]ـ
السلام عليكم
ا. أحمد تيسير حياك الله هذه قضية شائكة جدا وطلبك للدليل شئ إيجابي ومقنع .. ولقد أُشكلت عليّ هذه المسألة كثيرا .. إلا أني لم أجد أجوبة لبعض التساؤلات التي تدور في خلدي:
منها: لماذا اتخذ النبي صلي الله عليه وسلم كتبة للوحي مادام أن الأمر محفوظ بالتلقي ووعده الله بأنه لا يُنسيه إلا ماشاء الله؟
ـ لماذا اشترط الصحابة في جمع أبي بكر (الجمع الأول) أن يكون مما كتب بين يدي النبي صلي لله عليه وسلم واشترطوا شاهدين؟
وهل هناك ميزة بين ما كتب بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم وبين ما ينقله الصحابي من الصحابي الآخر؟
وقصة خزيمة رضي الله عنه كان متوقفة علي الكتابة وليس علي الحفظ والمداولة وعلق ابن حجر علي الحديث أن الفقد المقصود من قول زيد فقد كتابة لا فقد حفظ.
إذن القضية قضية كتابة بين يديه صلي الله عليه وسلم.
ولماذا طلب عثمان رضي الله عنه إحراق المصاحف الأخري؟ بالطبع حتي لا تكون حجة للبعض.
ولو أجبنا علي هذه الأسئلة بالتأكيد سنصل إلي حل في حجية الرسم عند النزاع.
وآمل ألا أكون خرجت عن أصل الموضوع. فهذه مقدمة للجواب علي السؤال القائل: بأن رسم المصحف ليس بحجة في القراءة. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[22 May 2009, 04:00 م]ـ
الإخوة الأفاضل المشاركين في هذا الموضوع بالبحث والنقاش وقارئيه
جميل جدا أن نتحاور بغية الوصول إلى الأكمل والأصح ولكني كثيرا ما أتوقف أمام عبارات الشدة أو التحدي راغبا ألا تكون بيننا.
والوصول إلى الحق أو الأصح بغية الجميع، وقد سبق لي أن قرأت في هذا الملتقى وغيره عدة مقالات ودارت حوارات حول توقيفية الرسم أو اصطلاحيته، ونشر لي بحث في الموضوع ترجح لي فيه القول بعدم التوقيف فيه، وفي بالي عدة نقاط وأدلة قد تعكر على هذا الترجيح منها ما أشير إليه في مداخلات سابقة، ومنها اشتراط موافقة الرسم لما صح من أوجه القراءة، ووقوف حمزة على كلمات بما يوافق الرسم.
وحين طرحت السؤال الرئيس في هذا الموضوع فلأني فعلا أبحث عن أدق الإجابات عليه محاولا تكوين صورة واضحة عنه، وما يزال التساؤل قائما وقد ذكرت بعض ما خطر في البال وعندي بعض احتمالات أخرى ظهرت لي من خلال القراءة في كتب الرسم وفي كتب وصفت مصاحف قديمة، ولعل هذا السؤال يشير إلى ترجيح الاجتهاد في الرسم، والله أعلم.
¥