ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[09 Oct 2010, 04:41 م]ـ
أخانا الفاضل عبد العزيز
أنا لست هنا بصدد الدفاع عن صاحب الدعوى
ولكن لا أرى في كلام الرجل حتى الآن ما تذكر
وأنت تعلم أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره
ونحن لم نقف على تفصيل ما توصل إليه الرجل وكيف توصل إليه
وقبول الأقوال أوردها يجب أن يكون من خلال الطرق العلمية
وأهل القرآن والشريعة هم أولى الناس بسلوك الطرق العلمية في قبول الأقوال أو ردها
وأما الأحكام المستعجلة فليست من شأن أهل العلم والدراية.
وأقول:
ربما ظهر لكم أو لأحد الأخوة الأفاضل من الأدلة ما يجعله يرد دعوى هذا الرجل، فمن كان يملك ذلك فليبينه.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصواب.
إن على أهل العلم بالقرآن الكريم وتفسيره في كل عصر مسؤوليتين عظيمتين فمن قام بهما فحريّ أن يكون ممن أدى شكر هذه النعمة وحري أن يكتب له من القبول والرفعة بما قام به من حق الأمانة والرعاية:
المسؤولية الأولى: حماية هذا العلم وصيانته من تزييف المنتحلين وكيد المبطلين وتحريف الغالين.
والمسؤولية الأخرى: تعليم هذا العلم لطلابه على المنهج القويم الذي سار عليه الأئمة المتبعون.
والقيام بهذين الواجبين في كل عصر من العصور نوع من الجهاد العلمي الذي قد يتعين على بعض أفراد العلماء، وقد يكون واجباً كفائياً على بعضهم.
وهذه الدعوى الباطلة غير قائمة على أصول الاستدلال العلمي، وفيها من التخرص والتكهن ودعوى معرفة المغيبات والتحايل على ذلك بنسبة تلك المعرفة إلى الاستدلال القرآني ما هو ظاهر مكشوف، وأهل العلم بالقرآن يعلمون علم اليقين أن القرآن الكريم بريء من هذه الترهات، وأن ما يفعله هذا الرجل - إن صحت نسبة هذا القول إليه - إنما هو دجل وتزييف وتحايل مكشوف.
ولو أن أحداً توجه إلى أهل الطب بنظير هذه الدعوى في اكتشاف أسرار الأمراض وعلاجها لكان كلامه عندهم ممجوجاً لا يؤبه له؛
أفيليق بمن ينتسب لعلوم القرآن الكريم أن يقبل فيه مثل هذه الدعاوى الممجوجة؟!.
ولم يزل أهل العلم على مر العصور يحذرون من دجل الدجاجلة وينصحون العامة بعدم الانسياق وراء ادعاءاتهم الباطلة، وإن زعموا ما زعموا، وليعلم أن الفتنة لا تكون فتنة حتى يكون فيها شيء مما يفتتن به من شبهة أو شهوة يتعلق بها قلب من لم يعصم منها، ومن جعل قلبه اسفنجة لكل شبهة يتشربها ويتشبع بها تعسر عليه التخلص منها.
وقد عُرف أن الدعاوى الباطلة إنما يروج لها أصحابها بشيء مما تتعلق به نفوس العامة من زخرف القول والأماني الكاذبة، وذلك مما يجعلهم يبادرون إلى التعرف على قول أهل العلم في هذه الدعاوى فإذا وجدوا بياناً جلياً ببطلانها انصرفت نفوسهم عنها غالباً ولم تعظم الفتنة بها، وإذا رأوا أهل العلم اختلفوا فيها حصل في ذلك - غالبا - فتن وفساد كبير.
ولذلك ينبغي أن يكون موقف أهل العلم تجاه هذا الدجل واضحاً وحاسماً وأن لا يجعل مادة للاختلاف مع ظهور بطلانه.
ولو أن صاحب هذه الدعوى الفجة جاء مسترشداً سائلاً أحداً من أهل العلم لكان الأولى أن يُفهم بطلان دعواه بالرفق واللين، أما أن يتصدر بذلك في وسائل الإعلام فحقه أن يجابه بالرد والتبكيت حتى تنطفئ فتنة دعواه في مهدها، ولا يتجرأ غيره على مثلها، وأخشى أن يكون من يعاملهم بغير ذلك ممن يُسهم في تجريء السفهاء على مثل هذا الدجل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Oct 2010, 05:23 م]ـ
إن على أهل العلم بالقرآن الكريم وتفسيره في كل عصر مسؤوليتين عظيمتين فمن قام بهما فحريّ أن يكون ممن أدى شكر هذه النعمة وحري أن يكتب له من القبول والرفعة بما قام به من حق الأمانة والرعاية:
المسؤولية الأولى: حماية هذا العلم وصيانته من تزييف المنتحلين وكيد المبطلين وتحريف الغالين.
والمسؤولية الأخرى: تعليم هذا العلم لطلابه على المنهج القويم الذي سار عليه الأئمة المتبعون.
والقيام بهذين الواجبين في كل عصر من العصور نوع من الجهاد العلمي الذي قد يتعين على بعض أفراد العلماء، وقد يكون واجباً كفائياً على بعضهم.
.
أتفق معك أخي الفاضل في هذه المقدمة
ولكني أختلف معك في حكمك التالي:
"وهذه الدعوى الباطلة غير قائمة على أصول الاستدلال العلمي، وفيها من التخرص والتكهن ودعوى معرفة المغيبات والتحايل على ذلك بنسبة تلك المعرفة إلى الاستدلال القرآني ما هو ظاهر مكشوف، وأهل العلم بالقرآن يعلمون علم اليقين أن القرآن الكريم بريء من هذه الترهات، وأن ما يفعله هذا الرجل - إن صحت نسبة هذا القول إليه - إنما هو دجل وتزييف وتحايل مكشوف"
والسبب أنني لا أرى في كلامه ما يُمَكِّنُ من الحكم عليه من حيث قيامه على أصول الاستدلال العلمي أو عدمه، لأن مثل هذا الحكم يحتاج إلى معرفة التفاصيل.
فالرجل يزعم أنه يستند إلى "الدلالات اللفظية والرقمية لآيات القرآن الكريم"، وواجبنا حيال هذا الزعم أن نقول: " هاتوا برهانكم".
فإن رأينا حقا قبلناه وإن رأينا باطلا رددناه.
إن كثيرا من الكشوفات العلمية في الطب والهندسة وعلوم الأرض قامت على البحث والتجربة واكتشاف سنن الله في الكون والأنفس ومن خلالها تَوصّلَ العلم إلى طرق تُوصل إلى أمور كانت قبل هذه الكشوف تعد من الغيبيات.
¥