ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Oct 2010, 06:48 ص]ـ
سؤال: اول امر كلف به الله لادم وزوجه بالحذر والابتعاد عن الشجره وعدم الانصياع للشيطان واتبعهم على ذلك معظم الرسل وخاصة اولي العزم منهم ((هل التكليف ياتي بعد الزواج ومحاسبة كل عمل والحذر؟
لا يا ابنتي هذا ليس أول أمر يُلقى الى آدم عليه السلام. وليس عندنا دليل نقلي يثبت ذلك. ولا ندري كم لبث آدم عليه السلام في الجنة قبل أن يخلق الله تعالى حواء. ولكن الذي نعرفه جميعاً أن أول أمر القاه الله لآدم حينما خلقه هو ما جاء في الحديث الصحيح: {أن الله خلق آدم، ثم قال له: اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة فسلم عليهم، فجاءهم فقال: سلام عليكم، فقالوا له: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فقال له: هذه تحيتك وتحية ذريتك إلى يوم القيامة}
فانظري يا ابنتي في هذا الحديث الصحيح فإنك تجدي فيه ثلاثة أوامر من الله تعالى لآدم.
ولكن مقصودك من السؤال كما أظن هو: هل الرجل والمرأة إذا تزوجا يحاسبا على أفعالهما أكثر مما يكونا متزوجين؟؟
والجواب أختي هو أن التكليف في العبادات تبدأ عند البلوغ سواء للرجل أو للمرأة. إلا أن هناك طبعاً اختلاف في بعض العقوبات سواء كانت حدود أو تعزير كون الرجل متزوج أو المرأة متزوجة. فمثلاً المتزوج يرجم عندما يثبت عليه واقعة الزنا وكذلك المرأة المتزوجة فإنها ترجم أيضاً. بينما إذا كانا غير متزوجين فإنه يجلد كل واحد منهما مئة جلدة.
والمتزوج أيضاً كونه متزوج فإن عليه تبعات يحاسب ويؤاخذ عليها أكثر من غيره من العزاب. مثل غض البصر وتحصين الفرج وترك المنكرات جميعها لأنه مؤهل لقيادة أسرة مسلمة وقد أصبح مثالاً للقدوة الحسنة. وكذلك المرأة المتزوجة فإن عليها تبعات عديدة يجب أن تتوخاها. فالزنا قبيح ومن المتزوج يكون أقبح. وإطلاق البصر شنيع ومن المتزوج أشنع.
وفي حديث: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وعائل مستكبر، وملك كذاب وإنما خص هؤلاء بزيادة العذاب؛ لضعف الدوافع إلى هذه المعاصي؛ فإن الشيخ: هو كبير السن كالذي تجاوز الستين والسبعين، فالعادة أن يكون ضعيف الشهوة، قليل الميل إلى النساء، وأنه يكون والد أسرة وعنده زوجة غالبًا، فإذا تعاطى الزنا والحالة هذه دل على أن طبعه وقلبه يميل إلى المحرمات، وإن هذا خلق له منذ صغره، فكانت عقوبته أشد من الشباب؛ لقوة الدوافع وضعف الوازع. والله أعلم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Oct 2010, 07:01 ص]ـ
هل هناك فرق بين البيت الحرام والمسجد الحرام؟
هناك على شبكة النت فتوى قالها كثير من المشايخ وقد اطلعنا عليها مرات عديدة وهي حول هذا السؤال بالذات.:
تقول الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمسجد الحرام هو أول مسجد وضعه الله في الأرض، وهو بهذا الاعتبار هو البيت الحرام نفسه، قال الله تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ {آل عمران:96}، وقال تعالى: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ {البقرة:149}، والمقصود هنا البيت، كما يمكن أن يطلق المسجد الحرام على الحرم كله، قال الله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى {الإسراء:1}، ففي أحكام القرآن للجصاص: روي عن أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به من بيتها تلك الليلة، فقال تعالى: من المسجد الحرام لأن الحرم كله مسجد.
وورد ذكر البيت والمقصود به الحرم كله، قال تعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ... {البقرة:125} انظر أحكام القرآن لابن العربي.
وعليه فالبيت الحرام هو المسجد الحرام عينه، سواء قصد بأي من العبارتين المكان الخاص أو الحرم كله، ويمكن أيضاً اعتبار البيت الحرام الكعبة الشريفة التي فيها الحجر الشريف، والمسجد الحرام هو المسجد المحيط بها من كل الجهات، وقد اختلف أهل العلم في تضعيف الصلاة إلى مائة ألف، الواردة في المسجد الحرام، هل المقصود بها ذات المسجد أو الحرم كله، قال ابن مفلح: وظاهر كلامهم في المسجد الحرام أنه نفس المسجد ومع هذا فالحرم أفضل من الحل ... إلى أن قال: وقد يتوجه من هذا حصول المضاعفة بالحرم كنفس المسجد .....
والله أعلم.