الأول في طلب العلم الشرعي، أما العلوم المادية كالطب والهندسة والتكنولوجيا فلها منهج آخر. اهـ.
أقول: لست هنا بصدد بيان تاريخ المتون؛ وأهمية حفظها؛ لأن ذلك سيطول؛ ولكن أبين نقاطا في هذا المجال كنت قد بينت بعضها في موضوع سابق في هذا الملتقى تحت عنوان "هجمة على الحفظ .. آخر القلاع"، والنقاط كما يلي:
1 - لا شك أن الحفظ سابق على الفهم؛ ولم يكن جبريل عليه السلام يفهم النبي صلى الله عليه وسلم معاني القرآن قبل أن يحفظ نصه؛ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعجل حفظ نصه حتى نزلت عليه "لا تحرك به لسانك لتعجل .. " الآية.
2 - الشناقطة قدموا من أهل العلم أعظم من الألباني والسعدي وغيرهما؛ وهم كباقي الدول الإسلامية فيهم علماء يحفظون ويفهمون، وفيهم من يحفظ ولا يفهم، وفيهم وفيهم كأي بلد إسلامي آخر؛ بل إن الناظر إلى عددهم القليل "حوالي 2 مليون" يعلم تقدمهم في العلم وما خصهم الله تعالى به من الفهم والحفظ.
3 - لم يكن الحفظ يوما عيبا؛ بل كان أسمى وصف يوصف به العالم؛ فيقال فلان الحافظ؛ ولا أحتاج استدلالا على ذلك وخاصة لمن دكتوراه في علوم الحديث.
4 - نحن اليوم عالة على كثير من مؤلفات الشناقطة:
ففي حفظ كتاب الله تعالى ورسمه يعلم أهل الاختصاص فائدة رسم الطالب عبد الله؛ وكتاب البحر المحيط في المتشابه ... إلخ.
وفي علوم الحديث والسنة: يعلم من له دراية فائدة طلعة الأنوار وكتب ابن مدين .. إلخ.
وفي علم الأصول: يتذكر الممارسون له قيمة مراقي السعود، وكتب محنض باب .. إلخ.
وفي التفسير يراجع التفسير والمفسرون في بلاد شنقيط ...
وفي علوم اللغة يعلم من يميز فعلا عن فاعله فائدة احمرار ابن بونه وطرة ابن زين .. إلخ.
والقائمة تطول؛ وهذه كتب ألفها أصحابها بعد فهمهم لميادين تخصصها وإلا فكيف ألفوها؟
إذن كيف يقال مثل ذلك الكلام عن فئة قليلة أنتجت ما لم تنتجه دول تفوقها مرات ومرات من حيث العدد ومن حيث توفر المصادر والمراجع ..
5 - إن الذين يهجمون على الحفظ - ولا أقصد الشيخ طبعا - غالبا ما يلاحظ فيهم عجز عنه؛ وهم يعوضون ذلك بالهجوم عليه؛ حتى كأنهم يجعلونه بلا فائدة؛ وهذا يسمى التعويض النفسي فلا يلامون على ذلك.
"ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Oct 2010, 02:57 م]ـ
أخي إبراهيم الحسني حفظك الله ورعاك:
لا تعطِ الموضوع أكبر من حجمه.
ومن د/عائض حتى يصنف علماء الشناقطة!
ماهي محفوظاته؟ وماهي علومه؟ وعلوم الآلة عنده؟ وهل يجرؤ على أن يتكلم في مجلس فيه أقل الشناقطة علماً؟
يكفي هؤلاء أنهم شيوخ للإمامين الجليلين: السعدي والألباني، باعترافهما نفسيهما.
وأخيراً أخي الحسني:
(ما فم أعظام).
قلت ما قلت، وكتبت بيدي ما كتبت؛ وعلى الله قصد السبيل.
# حُرِّرَ من قِبَل المشرف #
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[15 Oct 2010, 03:48 م]ـ
جزاك الله خيرا الشيخ عائض: كلام جميل ...
لا يقلل الشيخ من قيمة الحفظ ولكنه يتكلم على من أولى الحفظ عنايته فقط.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Oct 2010, 04:11 م]ـ
مضمون هذا المقال غريب حقاً، وأخشى ألا يكون للشيخ عايض بن عبدالله القرني، فهل تأكدتم من كونه له فعلاً وأين نشره؟
أصلح الله الأحوال، فما أحوجنا إلى التوازن في شأننا كله، والتقليل من شأن حفظ متون العلم لا ينبغي أبداً.
ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[15 Oct 2010, 04:27 م]ـ
غريب جداً كلام الشيخ عائض القرني، وتقليله من شأن حفظ المتون.
كان شيخنا عبد العزيز بن باز - رحمه الله - يوصي دائماً بحفظ كتاب " التوحيد " للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وحفظ كتاب " بلوغ المرام "، للحافظ ابن حجر.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Oct 2010, 04:35 م]ـ
الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ الذي امتدحه فضيلة الدكتور عائض القرني من أبرز علماء المملكة عناية بالمتون حفظاً وشرحاً وتدريساً، ولم يشغله ذلك عن الكتاب والسنة؛ لأنه فقيه ينزل كل شيء منزلته.
ومن أبرز طلابه: الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وهو من أكثر علمائنا حثاً على حفظ المتون والعناية بها، وكان يقول: ما بقي معنا إلا ما حفظنا، وجل كتبه شروح على متون، ومنها شَرْح متن زاد المستقنع في خمسة عشر مجلداً.
ثم إن مشايخنا الشناقطة من أهل الحفظ والفهم والذكاء والتقى والورع والزهد، ويكفيهم فخراً أمير المؤمنين في المنقول والمعقول، وأعلم الناس بكتاب الله بعد أهل القرون المفضلة، العلامة محمد الأمين رحمه الله، الذي تخرج على يديه كثير من علماء بلادنا، واستفادوا منه في شتى الفنون النقلية والعقلية.
وأخيراً: لقد نسي فضيلة الدكتور عائض القرني أنه أوصى بحفظ المتون في كتاب له بعنوان: كيف تطلب العلم، وقد قرأته قديماً، ومما أذكر من المتون التي أوصى بحفظها: في الفقه العمدة أو زاد المستقنع، وفي النحو ألفية ابن مالك أو ملحة الإعراب، وفي الأصول الورقات أو اللمع ...
والكتاب المذكور من طباعة دار ابن حزم، ويمكن مراجعته للتأكد مما ذكرته.
والله الموفق.
¥