تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 ـ قال تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) ثم ختم الآيات بقوله: (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفحلون). إيراد من في قوله: (ومما رزقناهم) إشارة إلى أن إنفاق بعض المال مع تجدد الإنفاق يكفي لدخول صاحبه في زمرة المهتدين المفلحين. ص18.

3 ـ قال تعالى: (وأولئك هم المفلحون) تعريف الخبر (المفلحون) مع إيراد ضمير الفصل (هم) يفيد أن الفلاح مقصور على أولئك المتقين، فمن لم يؤمن بالغيب، أو أضاع الصلاة، أو قبض يده عن أداء حق المال، فاته الفلاح، فلا يحيا الحياة الطيبة في الدنيا، ولا يستحق السلامة من الفزع في الأخرى. ص21.

4 ـ قال تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون * وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون).

وإنما قال في الآية السابقة: (لا يشعرون) وقال في هذه الآية: (لا يعلمون)؛ لأن الآية السابقة وصفتهم بالإفساد، وهو من المحسوسات التي تدرك بأدنى نظر، فيناسبه نفي الشعور الذي هو الإدراك بالمشاعر؛ أي: الحواس، أما هذه الآية فقد وصفتهم بالسفه، وهو ضعف الرأي والجهل بالأمور، وهذا لا يدركه الشخص في نفسه إلا بعد نظر وإمعان فكر، فيناسبه نفي العلم. ص31.

5 ـ قال رحمه تعليقاً على قصة بدأ الخلق في بداية سورة البقرة: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة).

القصة تنطوي على حكم شائقة، وعبر لامعة، يجدها المتدبر لكتاب الله قريبة المنال، عزيزة المثال؛ كأن يفهم منها: أن سياسة الأمم على الطريقة المثلى إنما تقوم على أساس راسخ من العلم، ويفهم منها: أن فضل العلم النافع فوق فضل العبادة، وأن روح الشر الخبيثة إذا طغت في نفس، ذهبت البراهين عندها ضائعة، ولا يوجهها إلى الخير وعد، ولا يردعها عن الشر وعيد. ويستفيد منها الرئيس الأعلى كيف يفسح المجال لمرؤوسيه المخلصين يجادلونه في أمر يريد قضاءه، ولا يزيد على أن يبين لهم وجهة نظره في رفق، وإذا تجاوزوا حد الأدب اللائق به، راعى في عتابهم ما عرفه فيهم من سلامة القلب، وتلقي أوامره بحسن الطاعة. ويستفيد منها المتقلب في نعمة يغبط عليها: أن مخالفة ما أمر الله قد تكون سبباً لزوال النعمة، وذلك ما يدعوه إلى تحصينها بالتزام الطاعة في كل حال. ص 77 ـ 78.

يتبع بإذن الله.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[31 Oct 2010, 12:25 م]ـ

حفظك الله يا أبا تيماء وبارك فيك، وأضحك الله سنك.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Nov 2010, 02:29 م]ـ

6 ـ قال تعالى آمراً بني إسرائيل: (واركعوا مع الراكعين) الركوع يطلق في عرف الشرع على الركن المعروف في الصلاة، وهو خفض المصلي رأسه حتى تبلغ راحتاه ركبتيه. وقد كنى به عن الصلاة، وهو الظاهر من سياق الآية. والسر في هذه الكناية أن الأمر موجه إلى اليهود، وليس في صلاتهم ركوع، فكأنه يقول: صلوا الصلاة ذات الركوع، وهي الصلاة التي شرعها الإسلام. ص84 ـ 85.

7 ـ قال تعالى: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين * فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم).مأخذ العبرة من الآية: أن من أمره الله بأن يقول قولاً فترك القول الذي أمر به، وأتى بقول آخر مكانه، يدخل في قبيل الظالمين ويتعرض بنفسه لأن يصيبه عذاب أليم. ومثل القول في مجرى القياس الصحيح: الفعل، فمن أمره الله بأن يفعل شيئاً، فترك الفعل الذي أمر به، ووضع مكانه فعلاً لم يأذن الله به، عد ظالماً، واستحق العذاب الذي وعد الله بأن يصبه على رؤوس الظالمين. ص112.

8 ـ قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

وذكر الصائبة في هذا المقام، وهم من أبعد الأمم ضلالاً؛ لينبه على أن الإيمان الصحيح والعمل الصالح يرفعان صاحبهما إلى مرتقى الفلاح، وإن سبق له أن بلغ في الكفر والفجور أقصى غاية. ص122.

9 ـ قال تعالى: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني) الأميون: جمع أميّ، وهو الذي لا يحسن الكتابة، وسمّي أميّاً نسبة إلى الأم؛ أي: إنه باق على ما ولدته أمه من عدم معرفة الكتابة، أو نسبة إلى الأمة بمعنى: الخلقة؛ أي: إنه باق على خلقته، ولم يزد عليها تعلم الكتابة. ص142.

10 ـ قال تعالى: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب).

هذا وعيد من الله تعالى لأولئك اليهود الذين نقضوا عهده بالعقاب العاجل في الدنيا، وهذه سنة الله في كل أمة لاتتمسك بدينها، ولا تربط شؤونها الاجتماعية بأحكام شريعتها وآدابها. ومن أشد أنواع الخزي: أن يسلط عليها عدوها، فيرهقها بغياً وعدواناً، ويسومها سوء العذاب ليلاً ونهاراً. ص157.

11 ـ قال تعالى عن مخاطباً بني إسرائيل: (أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون).

عبر في جانب القتل بالفعل المضارع، فقال: (تقتلون)، ولم يقل: قتلتم كما قال: (كذبتم)؛ لأن الفعل المضارع ـ كما هو المألوف في أساليب البلاغة ـ يستعمل في الأفعال الماضية التي بلغت من الفظاعة مبلغاً عظيماً، ووجهه: أن المتكلم يعمد لذلك الفعل القبيح؛ كقتل الأنبياء، ويعبر عنه بالفعل المضارع الذي يدل بحسب وضعه على الفعل الواقع في الحال، فكأنه أحضر صورة قتل الأنبياء أمام السامع، وجعله ينظر إليها بعينه، فيكون إنكاره لها أبلغ، واستفظاعه لها أعظم. ص161.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير