تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول ويل ديورانت في موسوعته المسماة قصة الحضارة، المجلد 28 ص244):" وفيما بين عامي 1560 - 1600 أحرق نحو ثمانية آلاف من النسوة باعتبارهن ساحرات في إسكتلندة التي لم يكن عدد سكانها يبلغ المليون ... وخفف جيمس السادس من تزمته بعد أن أصبح جيمس الأول ملك إنجلترا، وأصر على محاكمة المتهمين بالسحر محاكمة عادلة، وفضح الاعترافات والاتهامات الباطلة وأنقذ حياة خمس من النسوة اتهمهن صبي مخبول. وكادت المطاردة أن تنقط بعد اعتلاء شارل العرش، ولكنها استؤنفت، وبلغت أقصاها أيام حكم البرلمان الطويل، حيث أعدم في عامين اثنين (1645 - 1647) مائتان من السحرة. وفي وسط هذه الموجة العاتية من الضراوة والعنف ارتفع صوت واحد يناشد العقل ويتحكم إليه، هو ريجنالد سكوت، وهو إنجليزي على الرغم من اسمه، وقد نشر في لندن 1584 "الكشف عن السحرة". ولم يسبقه إلا جوهان فير في كتابه "خدعة الشيطان" (بازل 1564) في هذه المحاولة الخطيرة، محاولة التخفيف من الخرافة البالغة القسوة. ووصف سكوت الساحرات بأنهن نسوة عجائز بائسات لا يستطعن الإضرار بأحد، وأنهن، حتى لو تصرف الشيطان عن طريقهن، أولى بالرثاء والإشفاق، أكثر منهن بالإحراق ... وفضح سكوت ألوان التعذيب التي جعلت السحرة غير ذات قيمة، وإجراءات المحاكمة المجافية للعدالة، والمشوبة بالمخالفات والتراخي. والشكوك التي يزدردها القضاة والمحققون. ولكن لم يكن ثمة أثر للكتاب. وفي هذا الجو حاول العلم أن يشب على قدميه"

وهذا شهادة مكتشف الدورة الدموية (هارفي) كما اوردها ويل ديورانت في كتابه قصة الحضارة (المجلد 28 ص254 - 255):". وربما كان هارفي قد جلب على نفسه عداوة كثير من الناس نظراً لحدة طبعه وآرائه. ولم يعتبر هارفي الإنسان "إلا قرد ضخماً شريراً كريهاً" كما قال أوبري، وذهب إلى "أننا نحن الأوربيين لم نعرف كيف نسوس نسائنا ونحكمهن، وان الأتراك هم الشعب الوحيد الذي استطاع أن يستخدمهن بحكمة"

المرأة في عز الاسلام وفي عالم من شتم الرسول

ولقد عمل الاسلام على ترقية المرأة حتى صارت طبيبة وشاعرة وفقيهة وعالمة وشيخة لكثير من العلماء الكبار ومنهم بعض شراح صحيح البخاري! (يمكن الرجوع للأدلة المستفيضة في ذلك الى كتاب الدكتور محمد اسماعيل عودة الحجاب)، وتقول زيغريد هونكه:" أجاز لها الرسول صلى الله عليه وسلم أن تستزيد من العلم والمعرفة كالرجال تماما، وسار الركب وشاهد الناس سيدات يدرسن القانون والشرع ويلقين المحاضرات في المساجد ويفسرن أحكام الدين. فكانت السيد تنتهي دراستها على يد كبار العلماء، ثم تنال منهم تصريحا لتدريس هي بنفسها ما تعلمته , فتصبح الأستاذة الشيخة. كما لمعت من بينهن أدبيات وشاعرات، والناس لا ترى في ذلك غضاضة أو خروجا على التقاليد" (شمس العرب (في الأصل: الله) تسطع على الغرب ص 470) وفي القرون الثمانية من وجود حضارة الاسلام في الاندلس كانت المرأة متعلمة متقدمة في العلم والموهبة،في الزمن الاسلامي الذي وصل المسلمون الى آفاق الكون بالدراسة وسموا النجوم بأسماء ووصلوا في علوم الصيدلة والجراحة والكيمياء والفيزياء والرياضيات الى مراحل علمية بالغة الدقة والقواعدية لو صح التعبير هذا بينما كانت المرأة في ظل سيطرة الكهنة في اوروبا المسيحية جاهلة ينظر اليها حتى زمن قريب نظرة حقيرة، تقول اللادي ايفلين كوبولد (نبيلة انجليزية اعتنقت الاسلام) في مذكراتها لعام 1935 عن رحلتها الى مكة، المعنونة بالانجليزية بالرحلة الى مكة وبالعربية بالبحث عن الله،ص 51):" لم تكن النساء (المسلمات) متأخرات عن الرجال في ميدان العلوم والمعارف فقد نشا منهن عالمات في الفلسفة والتاريخ والأدب والشعر وكل ألوان الحياة" ويقول روم لاندو وهو ناقد فني ونحات إنكليزي:")) يوم كانت النسوة يعتبرن, في العالم الغربي، مجرد متاع من الأمتعة، ويوم كان القوم هناك في ريب جدي من أن لهن أرواحا، كان الشرع الإسلامي قد منحهن حق التملك. وتلقت الأرامل نصيبا من ميراث أزواجهن، ولكن البنات كان عليهن أن يقنعن بنصف حصة الذكر .. إلا أن علينا أن لا ننسى أن الأبناء الذكور وحدهم كانوا، حتى فترة حديثة نسبيا، ينالون في الديار الغربية حصة من الإرث" (انظر كتاب قالوا عن المرأة في الاسلام ص 16) لقد رفض الفيلسوف الهولندي اسبينوزا اعطاء المراة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير