ثم أين صدق إخلاصك .... إذ فيه نجاتك وخلاصك ... !!
(فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم)
ألم ينزعج قلبك بعد ... بطول هذه الغيبة عن الله والبعد .. !!
كم فاتك من خير يوم سرتي خلف هواك ... كم وكم عصيتي به مولاك .... !!!
لا تقولي هذه آخر محطة في العشق وسأتوب بعدها .... !!
فما يدريك أنه بقي شيء من عمرك .... فلعل الموت اقترب منك .. !!!
ألستَ وعدتني يا قلبُ أني إذا ما بنتُ عن ليلى تتوبُ
فها أنا تائبٌ عن حب ليلى فما لك كلما ذُكرتْ تذوب ... !!!
أنظري إلى قلبك كيف تعلق بغير ربك ... !!!
أما سمعتي أن الله يكل العبد إلى ما تعلق به ... !!!
لقد تعلقتي والله ببيت العنكبوت ... وحسبك أنه أوهن البيوت ... !!!
لقد قيد الهوى قدميك ..... وسلسل بسلاسله يديك ..... !!!
فما وجدتي عيناً تبكي عليك ... ولا أذناً تصغي إليك ... !!!
فهيا ... استفيقي وأبصري الطريق ولا تكوني ذات عين عمياء ... !!!
فو الله إن أطعت هواك ... أوردك ذلاً وعاراً لا يغسله الماء ... !!!
فخالفي هواك وكوني من العقلاء .... قبل أن يعظم بك الداء والبلاء .... !!!
أختي ...
إنني أرجوك ... وأدعوك بصدق ... إلى طريق العفة ... !!!
نعم .... إلى العفة ....
كم نحن في هذا الزمن بحاجة ماسة .... إلى مثال رائع في العفة .. !!
إن العفة لا تستجلب بالعادات والتقاليد ذات الصرامة والشدة .. !!!
ولا تستجلب بالمناصب والمال والرئاسة ... !!!
فالتي راودت يوسف عليه السلام كانت: ((ملكة)) ... !!!
فلم يعرف العشق والحب ... مالاً ولا منصباً ولا منزلة .. !!!
إن العفة لا تستجلب إلا بالإيمان والإخلاص لله والخوف والخشية من الله .. !!
فمن أبصر عواقب أمره ... وانطرح بين يدي ربه ... ثبته الله وربط على قلبه .. !!
وتذكري قصة الخائف يوم قالت له بنت عمه:
(اتقي الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه) ... !!!
إن الخائف من عذاب الله ... الخائف من الوقوف بين يدي الله ..
هو الآمن من كل المخوفات ... الذي تصاغرت أمام عينيه كل الملذات ..
(قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)
إن الذي يقدم خوفه من ربه عند اشتداد غريزته ...
سيحمد حسن صنيعه وفعله ... في حياته ويوم بعثه ...
(ومن يتقي ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)
من يتقي الله ... ويصبر عن ما حرم الله ... سيعوضه الله بما أحل الله ...
لا خير فيمن لا يراقبُ ربًهُ عند الهوى ويخافه أحيانا
إن الذي يبغي الهوى ويريده كمؤاجر شيطانه شيطانا
حجب التقى باب الهوى فأخو التقى عف الخليقة زائدًُ إيمانا
فهيا يا صحابة العزيمة الصادقة ... هيا لتكتبي في ديوان العفة ... !!
ما هي إلا جرعة صبر لألم البعد بقدر ساعة ...
ثم تكوني بعدها من أهل العفة والشجاعة ...
وتتذوقي شهد العفة ... بعد مرارة المعصية ..
وتنعمي بفرح الانتصار .... على إبليس أبي الكفار ... !!
(ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً
إلا كتب لهم به عمل صالح)
أختي ......
أتريدين أن تخرجي من حضيض الهوى ... !!!
فقط توبة ووثبة صادقة .... (ولو أرادوا الخروج لأعدوا عدته) .. !!
اشغلي هذا القلب العاطل ... اشغليه بربك قبل أن يشغلك بالباطل ... !!
اشغليه بالقرآن والعبادات .... اشغليه بالأعمال الصالحات ...
وها هو باب التوبة مفتوح ....... !!!
وها هي نسائمه تغدوا وتروح ..... !!!
إنه باب التوبة انظري إليه .... مابين المشرق والمغرب ..... !!
ما أوسعه وما أعظمه ... وما أحلم الله وما أرحمه ... !!!
أو تظنين أنه يضيق عليك ولا يسمح بدخولك ... !!!
وربك لا يفرح بتوبتك ... ولا يأذن بقبولك ... !!!
هيا .. توضئي بدموع التوبة والندم لله ...
وارفعي يديك المرتعشتين إلى السماء ...
وناجيه بصوتك المتقطع بالزفرات والبكاء ...
يارب .... يارب ..... يا أرحم الراحمين ...
من لي غيرك ... ؟؟ ...... من للمذنبين ... ؟؟
بحثت عن الحب فلم أجده إلا لك وفيك ...
وبحثت عن الأنس فلم أجده إلا معك ..
وبحثت عن بث الشكوى والهموم فلم أجد إلا إليك ..
تبت إليك مما جنيت ... وعدت إليك بعدما أذنبت وعصيت ..
فاغفر زلتي ... واستر عيبتي ... وارحم ذلتي بين يديك ..
اللهم إني تركت فلاناً خوفاً منك ... وحباً فيك ...
اللهم فاخلفني خيراًَ منه ... وارزقني عملاُ ترضى عنه ..
اللهم اكتبني مع التائبات التاركات لطرق الشر ..
السالكات طريق الخير والبر ...
برحمتك يا أرحم الراحمين ...
أخيراً ...
أختي اعتذر إليك ...
فقد أغلظت عليك ...
لكن عذري خوفي عليك ...
فإن وجدت هذه الكلمات قبولاً لديك ...
فدعوة صادقة لا تنسي بها أخيك ...
وإلا فمزقيها ولا عليك ...
لاتغضبي مني لاني اطلت بل ادعولي اذا اجدت واوصلت