تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال رح1: " وهذه منزلة شريفة, لم تُعَبِّرْ عنها الشريعة باسم الفُتُوَّة, بل عبرت عنها باسم مكارم الأخلاق كما في حديث يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابررض1: عن النبي- ?- قال: " إن الله بعثني لأتمم مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال " (قال السخاوي (المقاصد الحسنة 1/ 180): (أورده مالك في الموطأ بلاغاً عن النبي (, وقال ابن عبدالبر: هو متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره مرفوعاً, منها: ما أخرجه أحمد في مسنده, والخرائطي في أول المكارم من حديث محمد بن عجلان, عن القعقاع بن حكيم, عن أبي صالح, عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: (صالح الأخلاق) ورجاله رجال الصحيح, والطبراني في الأوسط بسند فيه عمر بن إبراهيم القرشي, وهو ضعيف, عن جابر مرفوعاً: (إن الله بثعني بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الأفعال) ومعناه صحيح).أ هـ.).

وأصل الفُتُوَّة من الفتى, وهو الشاب الحدث السن". إلى أن قال: " فاسم الفتى لا يُشعر بمدح ولا ذم كاسم الشاب والحدث.

ولذلك لم يجىء اسم الفُتُوَّة في القرآن ولا السنة ولا في لسان السلف. وإنما استعمله مَنْ بَعدَهم في مكارم الأخلاق. وأصلها عندهم أن يكون العبد أبداً في أمر غيره.

وأقدم من عَلِمتُه تكلم في الفُتُوَّة جعفر بن محمد, ثم الفضيل بن عياض, والإمام أحمد, وسهل بن عبدالله, والجنيد, ثم الطائفة"

ثم أوردَرح1 جملة من الآثار في هذا السياق؛ فمن ذلك قوله " فيذكر أن جعفر ابن محمد سُئل عن الفُتُوَّة فقال للسائل: ما تقول أنت؟ فقال: إن أُعطيت شكرت, وإن مُنِعْت صبرت. فقال: الكلاب عندنا كذلك. فقال السائل: يا ابن رسول الله فما الفُتُوَّة عندكم؟ فقال: إن أُعطينا آثرنا, وإن مُنِعْنا شكرنا. وقال الفضيل بن عياض: الفُتُوَّة أن تصفح عن عثرات الإخوان. وقال الإمام أحمد رح1 في رواية ابنه عبدالله عنه وقد سُئل عن الفُتُوَّة فقال: ترك ما تهوى لما تخشى. وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني-حفظه الله- في إحدى محاضراته عن الفُتُوَّة والرجولة في الإسلام تعليقا على كلام الإمام أحمد رح1 (أنت تهوى شيئا ما فيه معصية، هذه المعصية تأخذ للنار أو تُغضِب الرب عليك، فلأجل هذه الخشية، تركت ما تهوى، هذا هو الرجل، فالرجولة صفة لا يتصف بها إلا قليل من الخلق , ولا أعلم أحدا وَفَّى الفُتُوَّة حقها على وجهها إلا نبينا صل1 , هل تعرف متى؟؟ في يوم القيامة: حديث أبي هريرة، و حديث أبي سعيد الخدري رض11 حديث الشفاعة: " لما تدنو الشمس من رؤوس العباد وقد استوفى الله غضبه يوم القيامة، كما قال الأنبياء إن الله غاضب اليوم غضبا ما غضبه قبل ذلك قط ولا يغضبه بعد ذلك قط , لأن الله تبارك وتعالى لو استوفى غضبه في الدنيا ما قبل توبة تائب، (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ) أي دابة لماذا؟ لأن كل دابة تَظْلِم، كما في أحاديث كثيرة أن الدابة العجماء تنتصف من الدابة القرناء يوم القيامة، ميزان عدل الله عز وجل تظهر فيه الذرة، ومثقال الذرة، فالعباد كلهم وكل الناس لا تعرف أين تذهب، أو مَن تكلم، أفواج، أفواج، أفواج، فقال بعضهم لبعض ألا ترون ما نحن فيه، نريد أن نتجه لأي شخص يفك هذا الكرب، قالوا: عليكم بالأنبياء فذهبوا إلى آدم، فذكر خطيئته وقال نفسي نفسي، إن الله غاضب اليوم غضبا، أي نفس العبارة التي قالها كل الأنبياء قالها آدم عليه السلام، قالها نوح عليه السلام، قالها إبراهيم عليه السلام، قالها موسى عليه السلام، قالها عيسى عليه السلام، كل منهم يقول نفسي نفسي، إلا النبي صل1 قال أمتى أمتي) أ. هـ كلام الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله ,

وسئل الجنيد عن الفُتُوَّة فقال: لا تنافِر فقيراً, ولا تعارِض غنياً. وقال الحارث المحاسبي: الفُتُوَّة أن تنصف ولا تنتصف. وقال عمر بن عثمان المكي: الفُتُوَّة حسن الخلق. وقيل: الفُتُوَّة ألا ترى لنفسك فضلاً على غيرك.وقيل: فضيلة تأتيها, ولا ترى لنفسك فيها. وقيل: هي الوفاء والحفاظ. وقيل: ألا تحتجب ممن قصدك. وقيل: ألا تهرب إذا أقبل العافي؛ يعني طالب المعروف. وقيل: إظهار النعمة, وإسرار المحنة. وقيل: ليس من الفُتُوَّة أن تربح على صديقك".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير