ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 Nov 2010, 11:07 ص]ـ
س: ماذا قصد ابن النديم من إيرده مصطلح " الحشوية "؟
حاولت أن أفهم مراده من خلال ما كتب أولا وليس من خلال آراء الآخرين، والله أعلم بالصواب:
أولا: رأيت أن ابن النديم استعمله في العبارة التالية:
" بسم الله الرحمن الرحيم الفن الثاني - من المقالة الاولى من الكتاب في اسماء كتب الشرائع المنزلة على مذهب المسلمين ومذاهب اهلها قال محمد بن اسحق: قرأت في كتاب وقع إلى قديم النسخ يشبه ان يكون من خزانة المأمون، ذكر ناقله فيه اسماء الصحف وعددها والكتب المنزلة ومبلغها واكثر الحشويه والعوام يصدقون به ويعتقدونه فذكرت منه ما تعلق بكتابي هذا وهذه حكاية ما يحتاج إليه منه على الفظ الكتاب، قال احمد بن عبد الله بن سلام مولى أمير المؤمنين هارون، احسبه الرشيد: ترجمت هذا الكتاب من كتاب الحنفاء وهم الصابيون الابراهيمية الذين آمنوا بابراهيم عليه السلام، وحملوا عنه الصحف التى انزلها الله عليه وهو كتاب فيه طول إلا انى اختصرت منه ما لا بد منه ليعرف به سبب ما ذكرت من اختلافهم وتفرقهم، وادخلت فيه ما يحتاج إليه من الحجة في ذلك من القرآن والاثار التى جاءت عن الرسول صلعم وعن اصحابه وعن من اسلم من اهل الكتاب، منهم عبد الله بن سلام ويامين بن يامين ووهب بن منبه وكعب الاخبار وابن التيهان وبحير الراهب.
قال احمد عبد الله بن سلام: ترجمت صدر هذا الكتاب والصحف والتوراة والانجيل وكتب الانبياء والتلامذة، من لغة العبرانية واليونانية والصابية وهى لغة اهل كل كتاب إلى لغة العربية حرفا حرفا ولم ابتغ في ذلك تحسين لفظ ولا تزيينه مخافة التحريف ولم ازد على ما اوجدته في الكتاب الذى نقلته ولم انقص الا ان يكون في بعض ذلك من الكلام ما هو متقدم بلغة اهل ذلك الكتاب، فلا يستقيم لفظه في النقل إلى العربية الا ان يؤخر، ومنه ما هو مؤخر لا يستقيم الا ان يقدم ليستقيم ذلك بالعربية. " أهـ
ويعرف الجميع أن أهل السنة لا يصدقون مثل هذه الأمور ولا يكذبونها، كما هي القاعدة المعروفة، وهذا ما فعله ابن النديم استفاد من هذه الكتب وذكر ما يدل على مذهب أهل السنة فيما يخص ما ينقل عن أهل الكتاب.
ثم ان النديم أفرد فنا ذكر فيه " أخبار متكلمي المجبرة ونابتة الحشوية ... " ومن ضمن من ترجم لهم ابن كلاب، وفي أول ترجمته قال النديم ما يلي:
" وكان يقول " كلام الله هو الله ". فكان عباد يقول: " إنه نصراني بهذا القول " أهـ
وتكلم عن أبو الحسن الأشعري وعن رجوعه عن الاعتزال واستخدم لفظ " توبته " خلال هذا الباب الذي أفرده.
وهذا يجعلني أعتقد أن ابن النديم لم يقصد أن يلصق مصطلح الحشوية بأهل السنة بتاتا، والله أعلم وأحكم.
وللفائدة يمكنكم مقارنة أقواله في هذ الباب بالمعتقد الصحيح لأهل السنة، كما ورد في الرابط التالي:
http://shrajhi.com/?Cat=2&SID=5780 (http://shrajhi.com/?Cat=2&SID=5780)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 Nov 2010, 11:46 ص]ـ
س: مصطلح " خاصي عامي " هل استخدمه ابن النديم حقا؟
من خلال اطلاعي على كتاب الفهرست رأيت أن النديم قد استخدم مصطلح " خاصي عامي " في موضعين فقط عند ترجمة شخصين، الشخص الأول هو:
الفضل بن شاذان، وقال النديم " الشيعة تدعيه وقد استقصيت ذكره عند ذكرهم " ولم يذكره فلا أثر لهذه الترجمة هناك كما أشار المحقق.
وذكر هذا المصطلح عند ترجمة ابن أبي الثلج فقال " خاصي عامي والتشيع أغلب عليه ... ونحن ذكرناه قبل هذا "أهـ
ولم يذكره قبل هذا كما أشار المحقق.
وابن النديم أشار إلى أنه ترجم لشخص قبل هذا فترجم له فعلا فالكتاب صغير الحجم لا يصعب عليه إدراك أنه لم يترجم لهم، وأتعجب لما تكرر الخطأ عند الترجمتين السابقتين فقط واللتان احتويتا على المصطلح السابق، هل أضافهما أحد الأشخاص في الزمان الغابر، الله أعلم وأحكم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 Nov 2010, 03:11 م]ـ
س: كيف وظف ابن النديم مصطلح " النصب "؟
قبل أن نحلل هذا الأمر لا بد أن نذكر تعريف مصطلح " النصب " عند أهل السنة:
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
" وَلِهَذَا اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَلَى رِعَايَةِ حُقُوقِ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ وَتَبَرَّءُوا مِنْ النَّاصِبَةِ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَيُفَسِّقُونَهُ وَيَنْتَقِصُونَ بِحُرْمَةِ أَهْلِ الْبَيْتِ؛ مِثْلَ مَنْ كَانَ يُعَادِيهِمْ عَلَى الْمُلْكِ أَوْ يُعْرِضُ عَنْ حُقُوقِهِمْ الْوَاجِبَةِ أَوْ يَغْلُو فِي تَعْظِيمِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِغَيْرِ الْحَقِّ." أهـ
وقال السعدي في التنبيهات:
" وأما النواصب فهم الذين نصبوا العداوة والأذية لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لهم وجود في صدر هذه الأمة؛ لأسباب وأمور سياسية معروفة، ومن زمن طويل ليس لهم وجود والحمد لله." أهـ
فهل استخدم النديم هذا المصطلح كما استخدمه أهل السنة أم كما استخدمه الشيعة؟
هذا الأمر محير، فقد استخدم النديم هذا المصطلح في موضعين، الأول عند ترجمة أبي عمر الزاهد، فقد قال عنه:
" وكان نهاية في النصب والميل على علي عليه السلام" أهـ
ومعلوم أن صاحب معجم الأدباء ينقل عن النديم ولم ينقل إشارته تلك، ولم أجد أحدا غيره ينقل هذه الإشارة من القدماء!
واستخدم ابن النديم هذا المصطلح أيضا عند ترجمتة " أبو العبر الهاشمي "، فقد قال:
في نهاية النصب واللعنة، وقتل بقصر ابن هبيرة وقد خرج لاخذ ارزاقه، قتله قوم من الشيعة سمعوه تناول عليا عليه السلام فرموا به من (فوق) سطح (خان) كان بايتا علية فمات، (وذلك) في سنة خمسين ومائتين." أهـ
قال صاحب معجم الأدباء:
" قال: وكان يظهر الميل على العلويين والهجاء لهم " أهـ
وهذا لا يجوز كما أشار أهل العلم فيما سبق.
والله أعلم وأحكم.
¥