ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 Nov 2010, 09:01 م]ـ
س: ماذا قصد النديم من مصطلحي " الخاصة والعامة "؟
يظهر من استخدام ابن النديم لمصطلح الخاصة والعامة أنه يقصد بالخاصة أهل العلم وبالعامة من لم يكن من أهل العلم، ففي ترجمة الصولي أبو بكر محمد بن يحيى ذكر النديم المصطلحين السابقين، ويظهر ما أشرت إليه سابقا من خلال تعامل أهل العلم مع النص التالي:
" وتوفى مستترا بالبصرة، لانه روى جزأ في على عليه السلام، فطلبته الخاصة والعامة لتقتله " أهـ
فقد قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:
" فذكر محمد بن إسحاق النديم أن الصولي نادم الراضي، وكان أولا يعلمه، وكان ألعب أهل زمانه بالشطرنج، ويضرب به المثل.
توفي بالبصرة مستترا، لانه روى خبرا في [حق] علي عليه السلام، فطلبته العامة لتقتله."
ونقل ابن خلكان هذا الخبر فقال:
" توفي الصولي المذكور سنة خمس - وقيل ست - وثلاثين وثلثمائة بالبصرة مستترا، لأنه روى خبرا في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فطلبته الخاصة والعامة لتقتله فلم تقدر عليه." أهـ
أما في ترجمة العياشي أبو النضر محمد بن مسعود العياشي فقد ورد النص التالي في الفهرست:
" ومما صنفه من رواية العامة، كتاب سيرة ابى بكر.
كتاب سيرة عمر /كتاب سيرة عثمان/كتاب سيرة معاوية/كتاب معيار الاخبار ... " أهـ
لكن بالنظر لما كتبه النديم وهوما يظهر في النص التالي:
" كتب جنيد بن محمد بن نعيم، ويكنى أبا أحمد، إلى أبى الحسن على بن محمد العلوي كتابا في آخره نسخة ما صنفه العياشي.
وقد ذكرته على ما رتبه صاحبه هذا ... " أهـ
فقد نقل النديم ما وجده في هذه النسخة، هذا مع ملاحظة أن الترجمة وردت في معرض الحديث عن الشيعة الإمامية.
هذا والله أعلم وأحكم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[01 Dec 2010, 07:17 ص]ـ
س: ما منهج ابن النديم الذي ساعده على الإشارة إلى عقيدة الذين ترجم لهم؟
كما يظهر من خلال الفهرست يبدو أن النديم يصدر حكمه فيما يخص هذا الأمر من خلال الروايات التي يرويها العالم، كما حصل مع الواقدي، فقد قرر أنه شيعي يلزم التقية؛ لأنه روى روايات تعزز المذهب الشيعي، فقد قال:
" وكان يتشيع، حسن المذهب، يلزم التقية.
وهو الذى روى ان عليا عليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه، كالعصى لموسى (صلى الله عليه) وإحياء الموتى لعيسى (بن مريم عليه السلام) وغير ذلك من الاخبار." أهـ
وقد تكرر منه ذلك في ظني عندما نسب رأي الزيدية فيما يخص الإمامة إلى جلة أهل الحديث فقال:
" واكثر المحدثين على هذا المذهب، مثل سفيان بن عيينة وسفيان الثوري "
فهو " إن كان " قد سطر ما كتب لا يفرق بين أن يروي الراوي حديثا، وبين أن يتخذه مذهبا وحجة.
وكما يظهر فهو لا يمحص الروايات ويحقق الروايات الواردة عن المترجم له ليفهم توجهه، وهذا قد يوقعه في الخطأ مرارا، فقد ترجم لمصعب بن عبدالله الزبيري، وقال:
" وكان ابوه عبد الله من اشرار الناس، متحاملا على ولد على عليه السلام.
وخبره مع يحيى بن عبد الله معروف." أهـ
وفعلا وردت هذه القصة في كتاب مقاتل الطالبيين، ولكن قد ورد ما يناقضها في كتاب أقوى وهو تاريخ بغداد، فقد ورد فيه ما يلي:
" مصعب بن عبد الله قال: حدثني أبي عبد الله بن مصعب قال: قال لي أمير المؤمنين المهدي: يا أبا بكر ما تقول فيمن ينقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت زنادقة قال: ما سمعت أحدا قال هذا قبلك الحديث. قال: قلت هم قوم أرادوا رسول الله بنقص فلم يجدوا أحداً من الأمة يتابعهم على ذلك فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء وهؤلاء عند أبناء هؤلاء فكأنهم قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحبه صحابة السوء وما أقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء. فقال: ما أراه إلا كما قلت." أهـ
وعلى كل حال فقد أثر هذا المنهج على ابن النديم، فقد أخطأ باتخاذه منهجا، لعدم صلاحيته كمنهج، ولأنه شكك بعض أهل العلم في عقيدته، فقد وقع ابن النديم في حفرة منهجه، ولا ألوم النديم على اختيار هذا المنهج فقد كان وراقا بالدرجة الأولى، وربما كان يملك بعض العلم فيما يخص اللغة، والله أعلم وأحكم.
وبهذا انتهيت والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.