ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[17 Nov 2010, 07:31 ص]ـ
استاذنا الحبيب مازن مطبقاني
سقاك الله من مزن الجنة
انت تعرف ان الذي يمسك بزمام الادارة والتوجيه والقدرات والمقدرات من قومنا أناس ليس في واردهم عقلاء الغرب بقدر اهتماهم ورصدهم لعقلاء العرب لأن هؤلاء-برأيهم- هم الخطر الحقيقي ليس على الأمة وإنما على مكتسباتهم التي اكتسبوها في غفلة من العقلاء والانقياء والاتقياء الذين انشغلوا في قضايا -على أهميتها لا تشكل سببا للنهوض أو منطلقا لكشف عورات أصحب القرار، فتُركوا هم وانشغالاتهم التي خدرت أعصاب وأفكار الامّة ردحاً من الزمن لا زلنا نعاني منه الى يومنا هذا.
بل أخطر ما في الامر أن الذي بيده القرار صار يوجّه هؤلاء العقلاء لتمرير مخططاتهم وتزيين أفعالهم وشرعنة مواقفهم، فإذا ما احتاج الامر الى العودة عن القرار صار عكسه هو الصواب عند عقلائنا الذي نفطر ونتغدى ونتعشى على أفكارهم ورؤاهم التي يلبسونها في كثير من الاحيان لبوس القداسة والمناعة ....
أُنظر-يرحمك الله- الى مثال واضح وصريح ومكشوف: ألم يكن الجهاد في افغانستان مباحاً وواجباً ولا بد من تأييده ودعمه بالمال والنفس، بل شُجع كثير من الشباب الانضمام الى صفوف المجاهدين، رغم أن فلسطين وفيها أولى القبلتين على مرمى حجر ولم نسمع بعين التشجيع لأولئك الشباب كي يذهبوا للجهاد هناك، فلماذا انبرى العقلاء لتحليل الجهاد في جبال الهندكوش ولم نسمع لهم ركزاً في مسألة الجهاد في فلسطين؟؟ وربما همساً، رغم أنني،والله على ما أقول شهيد، رأيت في صفوف المقاومة الفلسطينية من الفرنسيين الأقحاح الذين يحملون السلاح ويدرّبون الفدائيين عليه، جاءوا دون أن يفتي لهم عاقل في الغرب بذلك، لكنّهم حملوا عقائد ثورية آمنوا بها واقتنعوا بمظلومية الشّعب الفلسطيني فجاءوا يناصرونهم.
نخلص الى أن ما تطالب به من احتفاء بعقلاء الغرب هو عين المطالبة بالاحتفاء بعقلاء العرب الذين ينهضون بشعوبهم ويبصّرونهم الطريق الصّواب والحقّ، وهذا ما يحاربه أصحاب القرار لأن النّار-يومئذ- ستطال وسائدهم قبل رؤوسهم، وبالتالي -رحمك الله- لماذا لا تدع ما لقيصر لقيصر وما لله لله لكن على الطريقة اسلامية؟؟!!
ـ[مازن مطبقاني]ــــــــ[17 Nov 2010, 09:02 ص]ـ
يا أبا صهيب سقاك الله من حوض الكوثر أقدر لك تفاعلك والاهتمام بعقلاء العرب قبل الغرب، إنما كنت أخاطب عقلاء العرب فهم لا حاجة لمن يعتني بهم هم المنوط أو المناط بهم أن يحدثوا التغيير، أليسوا هم الذين كلفوا بحمل الأمانة وأن يبينوا الحق للناس، ما خلتك يا أبا صهيت تستسلم لأوضاعنا القاهرة بهذه السهولة لن تتغير أوضاعنا إلاّ بنفوس متحمسة وصاحبة تفاؤل وطموح. أما من ناحيتي فلن أتوقف بإذن الله ما دام القلم يستقيم في أصابعي أو تستقيم الأصابع على لوحة المفاتيح أو أجد أحداً يقوم بذلك نيابة عني وحتى آخر نفس. وأسأل الله لي ولك الثبات والإخلاص ...
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Nov 2010, 11:25 ص]ـ
بارك الله فيك يا دكتور مازن:
أنت كتبت مقالتك قبل أعوام وهي في هذه الأيام أشد إلحاحاً حفظ الله بلادنا ومبتعثينا من كل مفسد وعابث.
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[17 Nov 2010, 11:38 ص]ـ
عزيزي د. مازن حفظك الله ورعاك
انني أمد يدي اليك فيما أنت ماضٍ لأجله، ولست بيائس ولا منسحب وإنما هو واقع حاولت تشخيصه بمرارته وقسوته، وما زالت النفس تتوق الى ما رغبت به، ومحدثك لا يبتعد كثيرا عما ترومه، فالاقتراب من أي ساحة عربية قدر ذراع سيصليك بنار واقع عقلائه، اذ ان الشعارات تتغير مع تقدم السن، وأصبحت الدنيا أكبر همّنا بعدما كانت أصغر همّ العقلاء، والموت في سبيل دنيا نصيبها او امراة ننكحها أسمى امانيننا ...
د. مازن نحن بحاجة الى إعادة صياغة أبجديات أدوات التغيير لدى عقلاء اليوم
وانت ترى معي كم أحدثت ثورة الاتصال الاخيرة من تغيير لدى الشباب العربي وهذا امر في مقدمة الاولويات التي يجب ان يعنى بها العقلاء، فلو أخذنا حدثا مهما مثل قرار إغلاق حلق القرآن الأخير وردود الفعل التي صاحبته من صغار العقلاء ومن كبارهم ولغة الخطاب الجديدة التي بدأنا نقرأها ونسمعها بفضل الانترنت، لعرفت ان مهمة العقلاء تكمن في القدرة على توظيف هذه النقلة في مستوى التفكير وترشيدها لدى الشباب اليافع الذي لم تعد تنطلي عليه نظريات فُطم عليها وقِيم كثيرة لم تعد تصلح عنده لايجاد مخرج لكثير من أزمات الواقع العربي المعيش.
والشباب إحدى أهم أدوات تغيير هذا الواقع لانهم الأكثر تضرراً من سكوت العقلاء عن أخذ زمام المبادرة فيه، وعدم مخاطيتهم من أبراجهم العاجية التي اعتلوها جراء صمتهم على كثير من فساد الواقع وعفن الحال الذي آلت اليه الامور وكأنها قدر لا راد له.
تقول انني استسلمت، وأقول بل هي صرخة مدوية أطلقتها، وزفرة مرّة زفرتها من واقع شابت منا فيه العوارض،وكم كان الثمن غاليا لما لم يجد كثير من العقلاء الشباب المعين والنصير في دنيا الاموات ...
ولتعلم د. مازن إن في الجعبة الكثير الكثير الذي لا مجال لذكره عبر ملتقى جليل نريد له الاستمرار لا الاغلاق، فلعل هذا الملتقى هو أحد نتائج النقلة النوعية في الخطاب بين عقول عربية اسلامية تفصل بينها الاف الكيلو مترات ولكنها تتخاطب فيما بينها كما لو انها داخل حجرة واحدة، ومن هنا فعلى العقلاء ايضا ان يجددوا فقه الواقع الذي صار يدخل فيه الكائن الموجود في نيويورك بيت أحدهم في المدينة او مكة في اقل من ثانية واحيانا دون استئذان، ويسمع ويقرأ ويشاهد، ويأخذ ويرد ما شاء ممن شاء وقتما شاء.
اعتقد اننا متفقون!
¥