ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Nov 2010, 08:01 م]ـ
الحمد لله وحده ..
جزى الله الدكتور عيسى على هذه الفائدة ..
وأقول:
بل لم يكن هذا أصلاً لنبحث له عن علة ..
ولعل الفاضل الدكتور عيسى توسع في هذه الدعوى:
يذكر أهل المعرفة بالأدب أن شعر العرب ونثرهم في صدر الإسلام أرفع طبقة في البلاغة من منثور أهل الجاهلية ونظمهم
فإن الطبقات العليا من نقاد الشعر لم يؤثر عنهم هذا الكلام، ومجرد النقل عن ابن خلدون عن قاضي قرطبة لا يقوي هذه الدعوى بل ربما زادها وهاء أن لم يجد مدعيها سوى هذا النقل عن ذاك القاضي ..
وشعراء الإسلام من أدرك الجاهلية منهم ومن لم يدرك فيهم فحول مبرزون ولكن ليس فيهم من له واحدة كواحدة طرفة أو لامية أو رائية تعدل مطولتي ذي القروح،وأثر القرآن في شعرهم إنما يثبت بالإحصاء والقراءة الدقيقة وليس بمجرد الدعوى، والصحابة منهم قل شعرهم جداً لازورارهم عن الشعر واستغناءهم بالقرآن = فأنى يجمع الناقد من شعرهم ما يصحح به هذه الدعوى وهي نفس العلة التي تمنعنا من تفضيل نثر الإسلاميين الذي تسعفنا كثرته على نثر الجاهليين الذي لم يصلنا منه إلا أوراق ..
أما أثر القرآن في شعر فارسي الأمويين الفرزدق وجرير = فيجزم بندرته، بل كانا يتقيلان طرائق الجاهليين يرفعان بها شعرهما ..
ولم يكن أثر القرآن في البيان وطرائقه وإنما الأثر الملموس هو في حدوث موضوعات عالجها أولئك الشعراء،أما البيان وطرائقه فأصول الجميع واحدة ويتفاضل الجميع بحسن الإبانة وصدقها والحكم العام هو بتفضيل الجاهليين لكثرة ما قالوا وطوله وتوافر عيونه قصائدهم الدالة على براعتهم وأنهم هم أرسوا أصول طرق البيان التي تبعها عليهم الإسلاميون، وكلام الله أحسن من الجميع بياناً وأصدق قيلاً، وحسن الإبانة عن المراد مع صدق الخبر عنه هما ركنا بلاغة الكلام ..
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[19 Nov 2010, 05:15 ص]ـ
عندما قرأت كلام أبا فهر جزاه الله خيرا، رأيت أن الخلاف لفظي كما يبدو لي، وإن كان أبا فهر ممن استفدت منهم كثيرا.
أذكر أني تمنيت أن أحصل على كتاب يجمع فيه صاحبه الشعر الأندلسي الذي تأثر بقصص القرآن الكريم فقط.
وهو: القصص القرآني في الشعر الأندلسي / دار رسلان.
وهذا يدل على تأثر الشعراء بمواضيع القرآن الكريم، وهذا ما يهمنا، أليست البلاغة تتعلق بسمو الموضوع ورفعته.
أما الأساليب فقد درست في رسالة علمية أكد صاحبها تأثر شعراء الإسلام بأساليب القرآن.
وهي: رسالة الدكتوراة الموسومة بـ ((الشعر الإسلامي في عصر صدر الإسلام ـ دراسة فكرية فنية ـ))
ويحضر في ذاكرتي الآن المتنبي وشعره، أليس شعره في غاية الروعة، ويظهر تأثره بالوحي من لغبه وقصته المعروفة.
أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
فالله أعلم وأحكم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[25 Nov 2010, 05:38 م]ـ
للفائدة: هذا تقييم لبعض شعر حسان رضي الله عنه قبل إسلامه:
قال القاضي أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي (تـ 447هـ)
"وبالإسناد عن عبد الرحمن بن حسان، عن أبيه حسان بن ثابت أنه قال:
قلت بيتا في الجاهلية، فخشيت أن أموت قبل أن أصبح، فصعدت فوق أطيمة لي ثم صحت بالأوس، فاجتمعوا فقالوا:هل طرقك أمر؟
فقلت: لا، ولكني قلت بيتا فخشيت أن أموت قبل أن اسمعكموه.
فقالوا: وما دعوتنا إلا لهذا؟
قلت: نعم.
قالوا: فهاته. فأنشأ يقول:
رُب حِلمٍ أضاعَه عَدَم الما ... ل وجهلٍ غطّى عليه النعيمُ
قال: فاستحسن الكل ذلك، ثم ابتدأت بها، فقلت أبياتا.
وخرجت إلى الموسم، وكان النابغة الذبياني تضرب له قبة من أدم في سوق عكاظ، فيأتيه الشعراء، وينشدون أشعارهم فأنشد حسان:
لنا الجفَنَاتُ الغر يلمعن في الضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
ولدنا بني العنقاء وابني محرق ... فأكرِم بنا خالا وأكرم بنا ابن ما
قال النابغة: أنت شاعر، ولكنك قلت جفانك وسيوفك، ولم تكثرها، وافتخرت بمن ولدت، ولم تفخر بمن ولدك، فعاب عليه موضعين من هذين البيتين، وهو عيب صحيح.
ومعنى قوله: " قللت جفانك " أن جفنات جمع القليل وجمع الكثير جفان، والفخر بالكرم ينبغي أن يكون بالكثير لا بالقليل.
· لطائف الأخبار وتذكرة أولي الأبصار،ص: 335.