تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Nov 2010, 11:14 ص]ـ

كلام جميل ومفيد في بابه ولكن لي عليه بعض الملاحظات وهي كالتالي:

في الفقرة "3" يقول الدكتور:

"الناس اليوم -و بسبب من الاطلاع الواسع على ما يجري، و على ما هو سائد في العالم- أخذوا يعيدون اكتشاف الكثير من الأشياء، و يعيدون تقييم نظرتهم لأنفسهم و واقعهم و ماضيهم، و لا يخفى أن نظرة الناس إلى ما كنا نطلق عليهم الأسلاف العظام و الأئمة الأعلام قد تغيّرت، حيث يتبلور اليوم اعتقاد جديد يقول: إن السلف السابقين كانوا يرون الأشياء من واقع خبرة أقل من الخبرة المتوفرة اليوم، كما أن التراكم المعرفي الذي كان في زمانهم أقل بما لا يُقارن مما في حوزتنا اليوم، و لهذا فإن من المتوقع أن يمثل السابقون طفولة الوعي، و أن نمثل اليوم شبابه،

و هذا الاعتقاد يتجلّى في الجرأة القوية على الاجتهاد، كما يتمثل في الاستشهاد المكثف بأقوال الفلاسفة و علماء معاصرين و غير مسلمين ينتمون إلى كل بلاد العالم و كل ألوان الطيف، و هذه الوضعية تعني الكثير و الكثير،

و سيكون لها آثار كبيرة، من أهمها تشكل رؤية جديدة للحياة و للمستقبل الدنيوي والأخروي، و هذه الرؤية ستعتمد على مجموع رؤى العالم لذلك المستقبل، و لن تكون المذهبية الإسلامية سوى أحد المكونات القوية لتلك الرؤية، على حين أن المذهبية الإسلامية كانت تنفرد في الماضي بتشكيل معظم طموحات الناس و معظم نظراتهم للواقع و المستقبل."

وملاحظتي على هذا الكلام هي:

هل يرى الدكتور أن هذه ظاهرة صحية يجب أن تشجع وتدعم؟ أم أنها على العكس ويريد التحذير منها؟

أما ملاحظتي الثانية فهي على الفقرة الرابعة والأخيرة من المقال حيث يقول الدكتور:

" اتساع كل جوانب الحياة العامة، و تعدّد المعطيات و وجود عدد هائل من الأقسام و التفاصيل في كل شيء و لكل شيء سوف يجعل كل ما لدينا من نصوص و حكم و أقوال مأثورة غير كافٍ لتوفير مرجعية كاملة و كافية، و هذا سيدفع إلى التوسع في الاجتهاد و الاقتباس من الثقافات الأخرى، و لهذا مخاطره التي لا تخفى؛ إذ لا يكفي أن تؤمِّن مرشدات لتوجيه حياتك اليومية، بل عليك إلى جانب ذلك أن تحافظ على الاتجاه الإستراتيجي، و تبقى على تواصل مع أهدافك الكبرى، و هذا ليس بالسهل في ظل ما أشرنا إليه، و في ظل تجاهله من قبل عدد كبير من المؤثرين في الرأي العام."

وهذه الفقرة أرى أنها خطيرة في بابها ولا أظن الدكتور بكار تأملها جيدا، وربما لو أعاد النظر فيها لربما رجع عنها، لأنها في نظري طعن في صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، وطعن في شمولية " الكتاب والسنة " بالذات، وهذا لا أعتقد أن الدكتور يقصد ذلك، لكن عبارته لا تحتمل إلا هذا.

وفق الله الجميع لما فيه الخير.

ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[18 Nov 2010, 01:04 م]ـ

أخي أبو سعد

أنا ممكن ويسعدني أن أتحاور معك لكن بشروط

منها الالتزام بالأدب المستحب لا الواجب فقط - لأن الالتزام بالأدب الواجب هو شأن العاديين من الناس أما المتناقشين في حوارات راقية دينية فهؤلاء عليهم الالتزام بالأداب المستحبة التي تكفل تحقيق جوا راقيا هادئا بعيدا عن التوتر

وهذه بعض شروطي لمن أشرف بالنقاش معه

ولمحت - ولم أقرأ - في مشاركتك نقدك لكلمة أعلم أن غالب السلفيين سينتقدوها

ولك رد لي مختصر على أحدهم فيها.

يسأل عن

4ـ اتساع كل جوانب الحياة العامة، و تعدّد المعطيات و وجود عدد هائل من الأقسام و التفاصيل في كل شيء و لكل شيء سوف يجعل كل ما لدينا من نصوص و حكم و أقوال مأثورة غير كافٍ لتوفير مرجعية كاملة و كافية

جوابي

توجيه الكلام كالآتي

منذ عهد علو الاسلام والدولة الاسلامية الى ما قبل عهد ابن تيمية وابن القيم لم تحدث تحولات كبرى وخطيرة مثل ما حدث أيام ابن تيمية وكان الخطاب الديني في كل هذه العصور أي عصور ما قبل ابن تيمية لا يحتاج لنقد ثقافة أجنبية، حتى اذا جاء عصر ابن تيمية ودخلت الثقافة اليونانية وترجمات الكتب الى المسلمين مع فعل الفلاسفة وغيرهم ممن لهم أغراض شريفة وغير شريفة، احتاج ابن تيمية ومن بعده ابن القيم الى احداث تغييرات في الخطاب الديني وكانت هذه التغييرا تتمثل في زيادة النزعة العقلية والتوسع في النظر الى الثقافات الأجنبية ونقدها وتفنيد ما عندها واقرار صحيحها ورد خطئها، واحتاج ابن تيمية الى أن يبذل أوقاتا وجهودا في النظر الى فلسفات وثقافات لا تمت الى الدين بصلة لينظر لها ويقيمها بميزان الاسلام، وهذا يلزم منه البعد عن النصوص بقدر ما يأخذ من وقت وجهد للنظر في غيرها - وطبعا هو ابتعد لظروف عصره ولكي يُقرب الدين الى الناس بثقافتهم في زمانهم - ومن هذا المنطلق امتنع الشافعي في زمانه عن مجادلة أهل الكلام بينما ابن تيمية لم يمتنع لأن ظروف زمانه تفرض عليه الكلام والتوسع في النظرة العقلية وإعمال الفكر في ما عند الغازين لنا ثقافيًا.

ثم جرت العصور بعد ابن تيمية ولم تحدث تحولات كبرى أخرى في حجم ما حدث من تحولات بعد سقوط الخلافة الاسلامية - وهذه التحولات شبيهة بما حدث لعصر ابن تيمية مع اختلافات خطيرة جدًا ليست في صالح الأمة الاسلامية نهائيًا بل لضدها - وهذه التحولات الكبرى تفرض على العلماء المعاصرين أن يتعاملوا معها بنفس ما تعامل أسلافهم مع تحولات زمانهم الكبرى كما يقول الدكتور مصطفى حلمي. هذا هو مقصد الدكتور بكار في الجملة

وأرجو أن أكون نجحت في ايصال المُراد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير