تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[15 - 03 - 2009, 03:18 ص]ـ

أستاذنا الفاضل الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن

سأحاول الإجابة قد طاقتي عن ما ذكرته من مسائل:

ليس على مسألة نقل الاسم إلى العلمية مع التنوين أي دليل، فالمنطق يقتضي أن تكون الأسماء خارج التراكيب موقوفة الآخر، وإنما يكتسب الإعراب من رفع ونصب وجر بعد الدخول في التركيب، وكذلك ينون بعد الدخول في التركيب إذا كان خفيفا بعيدا عن الشبه بالفعل، فالتنوين في أكثر الأسماء لهذا المعنى، وما ثقل بشبهه للفعل منع من التنوين. بل المنطق خلاف ذلك، فما من لفظ يكون خارج التركيب، والواصف اللغة عليه أن يصفها مستعملة متداولة. وأما منع بعض الأسماء التنوين لشبهها بالأفعال أو لضعف تمكنها فهو أمر سخر منه السهيلي في أماليه وحسبي به.

الاسم بتثنيته وجمعه لا يصبح نكرة، ولو كانت التثنية والجمع تنكران الأسماء، لكان (الرجلان) في قولنا: جاء الرجلان، نكرة، لأن (الرجل) معرفة، فإذا ثنيناه تنكر بحسب المفهوم المعروض عند أخينا أبي أوس للتثنية التي تقتضي التنكير، ولكن أخانا أبا أوس يقول إنه تعرف بالألف واللام، مع أن معنى التثنية المقتضية للتنكير باق لم يزل. كان الكلام على الأعلام أما (الرجل) فمعرف (رجل) وأما (الرجلان) فمعرف (رجلان) وعلامة التعريف لا تفقد دلالتها في جمع أو مثنى لأنها حرف ليس يجمع أو يثنى وإن كان يدخل على المفرد والمثنى والجمع. وأنت حين تثني (الرجل) لست تثني (ال) بل (رجل).

ولنوضح أكثر فنقول: بحسب قول أخينا أبي أوس إذا قلنا: هذا رجل، فرجل نكرة لوجود التنوين، فإذا ثنينا فقلنا: هذان رجلان، فرجلان نكرة لأنه مثنى، فمعنى التثنية اقتضت التنكير، فإذا أدخلنا الألف واللام تعرف المثنى (الرجلان).

فكيف اجتمع المقتضي لمعنى التنكير وهو التثنية، والمقتضي لمعنى التعريف وهو (الـ) في اسم واحد؟ هذا لأنك نسيت أني قلت إن التنوين في المثنى والجمع يفقد دلالته على التنكير بسبب تنكير اللفظ بصيغته. وهذا نص ما أنسيته

كما عطلت دلالة التنوين على التنكير حين ثني المفرد أو جمع جمعًا سالمًا وإنما فقد هذه الدلالة بسبب صيغة المثنى أو الجمع الدالتين على التنكير بمقتضى إشارتهما إلى متعدد، فساغ تعريفهما بأل دون أن يزول التنوين لذلك.

الصواب أن الألف والنون أو الياء والنون علامة للتثنية، فالألف في المثنى حرف الإعراب مع علامة الرفع، بمثابة الدال المضمومة في زيد من قولنا: جاء زيد، والنون المكسورة عوض عن الحركة والتنوين. هذا قول مستفاد من مذهب سيبويه ومن تابعه وهو رأي فيه من الخيال ما لا يخفى على المتأمل.

ويرد على قول أخينا أبي أوس ما يأتي:

1 - إذا قلنا: هذا ثوب أحمرُ، ثم ثنينا الثوب فقلنا: هذان ثوبان أحمران، استوى (ثوب) المنون مع (أحمر) الذي هو ممنوع من التنوين في زيادة الألف والنون، ولو كانت النون في المثنى تنوينا لما وجدت النون في تثنية الممنوع من الصرف، ولقيل: هذان ثوبان أحمرا، بدون نون. أقول لا يرد هذا فالمنع فيها متعلق بحالة الإفراد فقط ومتى ثنيت صارت كغيرها من المثنيات وما الإتيان بالتنوين إلا دليل على أن الأصل فيها التنوين كما تظهر تاء التأنيث في التصغير. وهذا ينسحب على الأمثلة الأخرى.

وتقبل شكري وتحية من القلب.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 03 - 2009, 08:53 ص]ـ

أستاذنا الفاضل الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن

سأحاول الإجابة قد طاقتي عن ما ذكرته من مسائل:

بل المنطق خلاف ذلك، فما من لفظ يكون خارج التركيب، والواصف اللغة عليه أن يصفها مستعملة متداولة. وأما منع بعض الأسماء التنوين لشبهها بالأفعال أو لضعف تمكنها فهو أمر سخر منه السهيلي في أماليه وحسبي به.

كان الكلام على الأعلام أما (الرجل) فمعرف (رجل) وأما (الرجلان) فمعرف (رجلان) وعلامة التعريف لا تفقد دلالتها في جمع أو مثنى لأنها حرف ليس يجمع أو يثنى وإن كان يدخل على المفرد والمثنى والجمع. وأنت حين تثني (الرجل) لست تثني (ال) بل (رجل).

هذا لأنك نسيت أني قلت إن التنوين في المثنى والجمع يفقد دلالته على التنكير بسبب تنكير اللفظ بصيغته. وهذا نص ما أنسيته

هذا قول مستفاد من مذهب سيبويه ومن تابعه وهو رأي فيه من الخيال ما لا يخفى على المتأمل.

أقول لا يرد هذا فالمنع فيها متعلق بحالة الإفراد فقط ومتى ثنيت صارت كغيرها من المثنيات وما الإتيان بالتنوين إلا دليل على أن الأصل فيها التنوين كما تظهر تاء التأنيث في التصغير. وهذا ينسحب على الأمثلة الأخرى.

وتقبل شكري وتحية من القلب.

حياك الله أخي الفاضل أبا أوس ..

إذا كانت الألفاظ لا توجد إلا في التراكيب فلا فرق بين تنوين أسماء الأجناس وأسماء الأعلام المرتجلة، هذا إذا سلمنا أن الكلمات لا توجد إلا في التراكيب، ولكن الحق أن الكلمات سابقة على التراكيب، وهذا أمر يفرضه المنطق العقلي كما ذكرت.

أما استخفاف السهيلي فلم أقف على عبارته ولكن إن ثبت فمردود عليه بواقع مفردات اللغة، فأحمر على وزن أفتح لا يماري في ذلك أحد.

أنا لم أنس قولك إن التنوين يفقد دلالته على التنكير في المثنى، ولكن سؤالي هو كيف تجتمع التثنية المقتضية للتنكير بزعمك مع (ال) المقتضية للتعريف في كلمة واحدة، علما كانت الكلمة أم غير علم؟

قول سيبويه وتنظيره بين التعريف والتأنيث والتثنية والجمع نابع من واقع اللغة واستقرائها، وليس فيه من الخيال شيء، وإنما الخيال أن تتصور أن ضمة اللام في نحو: جاء رجل، تحولت إلى واو ثم إلى ألف في: جاء رجلان، والتنوين بعد ذلك كسر، إن لم يكن هذا محض خيال فكيف يكون الخيال.

ظهور التاء في المصغر في المؤنث يختلف عما نحن بصدده، فالتصغير وصف والوصف يحتاج لعلامة للفرق بين المذكر والمؤنث، ثم كيف ينسحب هذا على بقية الاعتراضات، هلا فسرت لنا بحسب نظرية مطل الحركة كيف صارت (ذكرى) ذكريان؟ في رأيي أن الأمر هنا يحتاج إلى خيال أكبر للتخريج على هذه القاعدة.

مع جزيل الشكر وعميق التقدير ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير