تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 11:08 ص]ـ

لولا أنه (من يسمع يخل) لاكتفيت بالرد على هذا المعترض على سيبويه بقولهم في المثل: أطرق كرا أطرق كرا إن النعام في القرى، وسأمضي في إكمال ما بدأت لا لأجل خالد وأمثاله وعلّامته، وإنما دفاعا عن أبي بشر رحمه الله رحمة واسعة، وأبدأ الحديث ببيان قوة العامل وضعفه، فأقول:

تصرفت العرب في كلامها بحسب أغراضها، فجاء النحويون وتأملوا استعمال العرب للكلمات في كلامها، فوجدوا أن بعض الكلمات تقتضي ذكر كلمات أخرى على هيئة مخصوصة، فاصطلحوا على تسميه هذه الكلمات المقتضية لذكر كلمات أخرى على هيئة مخصوصة عوامل، والكلمات التي تقتضيها العوامل معمولات.

ثم تأملوا العوامل فوجدوا أن العرب تصرفت في معمولات بعضها بالتقديم والتأخير بحسب اغراضها وبالتعريف والتنكير وغير ذلك، ولم تتصرف في معمولات بعضها كثيرا، فكان تصرفهم في معمولات هذه العوامل متفاوتا.

وقد بنى سيبويه تقسيمه العوامل على هذا المبدا، فجعل الفعل أصلا للعمل، لأنه يعمل بدون شروط، ويعمل الرفع والنصب، ولأن العرب تصرفت في معمولات الفعل من مفعول وظرف وحال وغير ذلك تصرفا كثيرا، فكان الفعل المتصرف عند سيبويه عاملا قويا، ثم يأتي بعد الفعل اسم الفاعل لأنه وجد أن العرب أعملته عمل الفعل لكن بشروط معينة، فجعل رتبته في القوة في العمل بعد الفعل، ثم يأتي بعد اسم الفاعل المصدر، ويأتي بعده الصفة المشبهة باسم الفاعل، ثم اسم التفضيل ثم الاسم التام كالعشرين ثم اسم الجنس، وهذه الدرجات في القوة كلها مرتبة على استعمال العرب للعوامل والمعمولات، فالعامل الذي تصرفت العرب كثيرا في معمولاته عامل قوي، والعامل الذي التزمت فيه العرب مثلا طريقة واحدة في المعمول عامل ضعيف، وسأوضح ذلك بالأمثلة:

يرى سيبويه أن (ما) تعمل في لغة أهل الحجاز عمل (ليس) ولكنها لم تقو قوة ليس، وهذا الرأي مبني على أن ليس تعمل في المضمر المستتر والمتصل والمنفصل، ولا تعمل ما إلا في المنفصل، وتعمل ليس وإن تقدم خبرها على اسمها، وما لا تعمل إذا تقدم خبرها على اسمها، وليس تعمل إن كان خبرها محصورا بإلا و (ما) لا تعمل إن كان خبرها محصورا بإلا.

وبناء على استعمال العرب لليس وما حكم سيبويه أن ليس أقوى في العمل من (ما) وعلى هذا فقس.

فهل هذا الذي يراه سيبويه وهم من الأوهام أم أن من يتهم سيبويه في هذا بالوهم هاذ وهاذر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وللحديث صلة إن شاء الله.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 11:15 ص]ـ

أخي عليا أنا لم أقصدك بهذا الرد، وقد كتبته قبل أن أرى مشاركتك، وما كنت أظن أنك ستظن أني أقصدك ..

وأقول لهؤلاء الجاهلين قولوا ما شئتم وموتوا بغيظكم فإن البنيان الذي شيد على كتاب سيبويه سيظل شامخا، ولن أسمح للجهال أن يتطاولوا على سيبويه بإذن الله.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 04:47 م]ـ

وفعل التعجب عند سيبويه يعمل عمل الفعل، ولكن العرب التزمت في استعماله طريقة واحدة فلم يتصرفوا في معموله بالتقديم والتأخير، ولم يتصرفوا فيه باستعمال المضارع، لذلك عده سيبويه عاملا ضعيفا لم يتمكن تمكن الأفعال المتصرفة، قال رحمه الله:

هذا باب ما يعمل عمل الفعل ولم يجر مجرى الفعل ولم يتمكن تمكنه.

وذلك قولك ما أحسن عبد الله. زعم الخليل أنه بمنزلة قولك: شيء أحسن عبد الله، ودخله معنى التعجب. وهذا تمثيل ولم يتكلم به.

ولا يجوز أن تقدم عبد الله وتؤخر ما ولا تزيل شيئاً عن موضعه، ولا تقول فيه ما يحسن، ولا شيئاً مما يكون في الأفعال سوى هذا .... لأنهم لم يريدوا أن يتصرف، فجعلوا له مثالاً واحداً يجري عليه، فشبه هذا بما ليس من الفعل نحو لات وما.

لله دره رحمه الله.

أهذا وهم وخيال أم علم حقيقي مأخوذ من استعمال العرب الفصحاء؟

وهذا مثال آخر ..

لما وجد سيبويه رحمه الله أن اسم التفضيل لا يرفع ظاهرا إلا في مسألة الكحل، وأن معموله المنصوب يكون نكرة، وأن الصفة المشبهة باسم الفاعل يرفع الظاهر، أو يرفع المضمر وينصب الظاهر معرفة ونكرة حكم بأن اسم التفضيل أضعف من الصفة المشبهة ولم تقو قوتها في العمل، ومثل اسم التفضيل الاسم التام كالعشرين ونحوه.

أما اسم الفاعل فإن العرب تصرفت فيه وفي معمولاته بالتقديم والتأخير والتعريف والتنكير، ورفعت به الظاهر والمضمر، ونصبت به المفعول، فكان أقوى من الصفة المشبهة باسم الفاعل، لذلك نراه بعد أن بين عمل اسم التفضيل والاسم التام كالعشرين =يقول:

تقول: مررت برجل حسن الوجه أبوه، كما تقول: مررت برجل حسن أبوه، وهو " مثل قولك: مررت برجل ضارب أبوه. فإن جئت بخير منك، أو عشرين، رفعت، لأنها ملحقة بالأسماء، لا تعمل عمل الفعل، فلم تقو قوة المشبهة، كما لم تقو المشبهة قوة ما جرى مجرى الفعل. اهـ

فالحكم بالقوة والضعف على العوامل مبني على تصرف العرب فيها وفي معمولاتها، وليس وهما ولا خيالا، وإنما الواهم الهاذي من جعل صنيع سيبويه هذا وهما وخيالا.

أعتذر إن وجد القارئ بعض الأخطاء في نصوص سيبويه، لأني أعتمد على النسخة الحاسوبية فمكتبتي ما زالت مرزمة عجل الله لها بالفرج.

وللحديث صلة إن شاء الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير