تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما عباس حسن في النحو الوافي فقد قال في طريقة كتابتها:" وأما طريقة كتابتها فالأكثرون من القدامى يكتبونها ثلاثية مختومة بالنون هكذا (إذن) سواء أكانت عاملة أم مهملة, أما خاصة المحدثين فيكتبون العاملة ثلاثية مختومة بالنون, والمهملة مختومة بالألف لا بالنون للتفرقة بين النوعين وهذا حسن جدير بالاقتصار عليه و الاتفاق على الأخذ به." (2)

من خلال ما سبق تبين الاختلاف في كيفية كتابة (إذن) في اللغة العربية

ومن هنا فإن لدينا نقيضين ووسط أحدهما أن تكتب بالنون مطلقا عملت أولم تعمل، والثاني أن تكتب بالألف مطلقا عملت أم لم تعمل، والثالث يكتبها بالنون إذا عملت وبالألف إذا لم تعمل، والمذهب الأول هو مذهب الجمهور.

أما أنا فأميل للرأي الأول وهو كتابتها بالنون دوما؛ تمييزا لها عن إذا الشرطية، ولعدم تشتيت الكتاب بالعربية بينها وبين إذا لما في ذلك من تيسير للغة ولأمن اللبس في كتابة منطوقاتها.


1) المالقي، أحمد بن عبد النور: رصف المباني في شرح حروف المعاني: تحقيق أحمد محمد الخراط: ص155: ط3:دار القلم، دمشق،1985.
2) حسن، عباس: النحو الوافي مع ربطه بالأساليب الرفيعة والحياة اللغوية المتجددة، ج4ص312،دار المعارف، القاهرة 1987.

معنى إذن في اللغة العربية
لقد وقف العلماء عند إذن وكانت محط خلاف في كتابتها وفي عملها، وهذا راجع إلى فهم كل عالم لمعناها، وحسب المعنى يتبين العمل والكتابة، بل نستطيع من خلاله تمييز فيما إذا كانت اسم أم حرف، لذا لا بد من أن نستقرئ معنى إذن في المعاجم العربية ومن خلاله يتضح لنا المعنى الذي أراده العرب قديما عند النطق بها.
فقد وردت إذن في لسان العرب حسب قول ابن سيده بأنها جواب وجزاء وتؤل بمعنى إن كان الأمر كما ذكرت أو كما قلت، وقد استعملت -حسب قوله- بحذف الهمزة أحيانا مصدرة قي بداية الجملة وقوله فيها ما يأتي:"ابن سيده: وإِذَنْ جوابٌ وجزاءٌ، وتأْويلها إن كان الأَمر كما ذكرت أَوكما جرى، وقالوا: ذَنْ لا أَفعلَ، فحذفوا همزة إذَنْ، وإذا وقفت على إذَنْ أَبْدَلْتَ من نونه أَلفاً، وإنما أُبْدِلَتْ الأَلفُ من نون إِذَنْ
هذه في الوقف ومن نون التوكيد لأن حالَهما في ذلك حالُ النون التي هي علَمُ الصرف، وإن كانت نونُ إذنْ أصلاً وتانِك النونانِ زائدتين، فإنْ قلت: فإذا كانت النون في إذَنْ أَصلاً وقد أُبدلت منها الأَلف فهل تُجيز في نحو حَسَن ورَسَن ونحو ذلك مما نونه أَصل فيقال فيه حسا ورسَا؟ فالجواب: إن ذلك لا يجوز في غير إذَنْ مما نونه أَصلٌ، وإن كان ذلك قد جاء في إِذَن من قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ، فالنون فيها بعضُ حرفٍ، فجاز ذلك في نون إذَنْ لمضارَعةِ إذَنْ كلِّها نونَ التأْكيد ونون الصرف، وأَما النونُ في حَسَن ورَسَن ونحوهما فهي أَصلٌ من اسم متمكن يجري عليه الإعرابُ، فالنون في ذلك كالدال من زيدٍ والراء من نكيرٍ، ونونُ إذَنْ ساكنةٌ كما أَن نُونَ التأْكيد ونونَ الصرف ساكنتان، فهي لهذا ولِما قدمناه من أَن كل واحدةٍ
منهما حرفٌ كما أَن النون من إذَنْ بعضُ حرف أَشْبَهُ بنون الاسم المتمكن." (1)
فنون إذن عند ابن منظور أصلية كنون الاسم المتمكن.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير