تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولعلنا هنا نقف عند فهم العلماء لقول سيبويه عن "إذن"، حيث جعل معناها الجواب والجزاء، وقد فسر المالقي قوله بأن الواضح من عبارته أنه حيث توجد يكون معناها الجواب والجزاء معا، ثم أورد المالقي عدة آراء في هذا الفهم، فذكر أن أبا علي الفارسي فهم من جملة سيبويه أنها جزاء في موضع وجواب في موضع آخر، وذهب المالقي إلى أن أبا علي الشلوبين رأى أنها جواب وجزاء، وبين أن الجواب شرط، وقال في ذلك:" فإذا قال القائل: أزورك، وقال له المجيب: إذن أكرمَك، فالمعنى عنده: إن تزرني أكرمْك." (3)

وقد قال المالقي:" والصحيح أنها شرط في موضع وجواب في موضع." (4)

مما سبق يتبين لما أن إذن في اللغة العربية – وإن اختلف في عملها – فإن لها معنى عام لم يتغير ألا وهو معنى الجواب والجزاء، وهي حرف ناصب للمضارع -كما سيمر معنا لاحقا- تتصدر الجملة ويعتمد الفعل عليها فتعمل، ولا تفصل بينها وبين الفعل بفاصل يلغي عملها إذا اعتمد الفعل عليه.


1) الفيروز أبادي: مجد الدين محمد بن يعقوب: معجم القاموس المحيط، ترتيب خليل شيحا، ص40، ط2دار المعرفة، بيروت،2007م.
2) أنيس، إبراهيم- منتصر، عبدالحليم- الصوالحي، عطية-محمد، أحمد: المعجم الوسيط، ج1، ص31:ط2،1972م.
3) المالقي: رصف المباني ص151
4) المرجع السابق

عمل إذن في اللغة العربية
كما اختلف النحويون في كتابة إذن اختلفوا أيضا في إعمالها وعدمه، ولعل من الجدير بنا هنا الإتيان على آراء مختلفة من آراء كبار العلماء والنظر في كيفية تعاملهم مع عمل إذن في اللغة العربية.
ونبدأ هنا بسيبويه حيث اشترط لعمل (إذن) شرطين في بداية حديثه في الكتاب في الباب المتعلق بإذن والمسمى بـ (هذا باب إذن) اشترط لعملها أن تكون جوابا ومبتدأة
فعندها تعمل كعمل رأى في الأسماء على حد وصفه فقال في ذلك:" اعلم أنّ إذن إذا كانت جواباً وكانت مبتدأة عملت في الفعل عمل رأى في الاسم إذا كانت مبتدأة. وذلك قولك: إذن أجيئك و إذن آتيك. ومن ذلك أيضاً قولك: إذن والله أجيئك. والقسم ههنا بمنزلته في أرى إذا قلت: أرى والله زيداً فاعلاً. ولا تفصل بين شئ مما ينصب الفعل وبين الفعل سوى إذن لأنّ إذن أشبهت أرى فهي في الأفعال بمنزلة أرى في الأسماء وهي تلغى وتقدّم وتؤخّر فلمّا تصرّفت هذا التصرّف اجتروا على أن يفصلوا بينها وبين الفعل باليمين. ولم يفصلوا بين أن وأخواتها وبين الفعل كراهية أن يشبّهوها بما يعمل في الأسماء نحو ضربت وقتلت لأنّها لا تصرّف تصرّف الأفعال نحو ضربت وقتلت ولا تكون إلاّ في أوّل الكلام لائمة لموضعها لا تفارقه فكرهوا الفصل لذلك لأنّه حرف جامد" (1)
ويظهر من خلال ما ساقه في إذن من حيث الفصل أن سيبويه يرى إعمالها بوجودها في قبل الفعل كي تعمل فيه، وأنه إذا فصلت أو تأخرت بطل عملها، هذا من ناحية، من ناحية أخرى يتضح مما سبق انه يلغيها ويعملها ويقدمها ويؤخرها في الكلام ولكن كي تكون عاملة في الفعل عمل النصب يجب أن يعتمد الفعل عليها بحيث تكون مبتدأة وبمعنى الجواب.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير