تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والعدالة الاجتماعية في تحد صريح للسنة الكونية، فلا سنة شرعية عندهم تنظم العلاقة بين طبقات المجتمع المتفاوتة في مستواها المادي والثقافي، ولم ترج تلك الأفكار الهدامة للبناء الاجتماعي في مجتمعات الشرق المسلم إلا بعد تغييب الشرع المنزل فلم تجد الشعوب تشريعا عادلا ينظم تلك العلاقة التي أصابها من الخلل ما أصابها نتيجة تسلط الطبقة الرأسمالية ومنع الحقوق الشرعية للطبقات الفقيرة في أموال الطبقات الغنية من زكوات ونحوه فاستغل دعاة الفتنة من الانقلابيين تلك الفرصة في ميكيافيللية ظاهرة، بل إن تلك السياسة: سياسة عامة لكل مخرب، ولو كان دولة عظمى، فأمام وسائل الإعلام: تعهدات، وفي الخفاء: أوامر إلى الخلايا التخريبية وجماعات الضغط بضد ما قيل علانية، وعدم استواء السر والعلن قاسم مشترك أعظم بين كل أرباب السياسات النفعية التي لا تعتمد الوحي مرجعية)، الشاهد أن المندوب الإنكليزي قام مقاطعاً: "ولكن هذا يعتبر كذباً"، (فقد كانت عنده بقية أخلاق غير شيوعية!!!)، يقول سيلوني: "وقد قوبل ذلك الاعتراض النزيه بعاصفة من الضحك الصادق الصادر من القلب والذى لا أحسب مكاتب الشيوعية الكئيبة قد سمعت مثله من قبل وقد ذاعت هذه "النكتة" سريعا في طول موسكو وعرضها إذ أن إجابة الإنكليزي التي لا تصدق لم تلبث أن نقلت بالهاتف إلى ستالين وإلى كبار الموظفين فى روسيا وكانت تثير فى كل مكان عاصفة من الانبساط والضحك". اهـ

بتصرف من: "العلمانية"، ص391.

وكأنك أمام داع إلى الفضيلة في ملهى ليلي، قد سكر رواده، فجاءهم ناصحا بقوله: "الخمر حرام"!!!. وهل بقي لأولئك من الدين أو حتى الفطرة السوية ما يميزون به بين الحلال والحرام؟!!.

والمعسكر الشيوعي: معسكر تحركه الدوافع الحيوانية، فيعبد معدته، التي تعقد لها ألوية الولاء والبراء على طريقة: "من لا يعمل لا يأكل"!!!، وهو معسكر تتقاذفه الأهواء فنسبية في التطور تحركها الغريزة الحيوانية، عبر عنها "إنجلز" بقوله:

"منذ مئات عدة من ألوف السنين … كان يعيش في مكان ما من الدائرة الاستوائية … عرق من القردة الشبيهة بالبشر بلغت تطوراً رفيعاً بوجه خاص، وقد أعطانا داروين وصفاً تقريباً لهذه القردة التي قد تكون أسلافنا .......... وقد أخذت هذه القردة – متأثرة بالدرجة الأولى دون شك بنمط – معيشتها الذي يتطلب أن تنجز الأيدي من أجل التسلق غير وظائف الأرجل – أخذت تفقد عادة الاستعانة بأيديها من أجل السير على الأرض واتخذت أكثر فأكثر مشية عمودية، وهكذا تم اجتياز الخطوة الحاسمة لانتقال القرد إلى إنسان!!!! ". اهـ

نقلا عن: "العلمانية"، ص296.

ومن قبله قال جوليان هكسلي: "من المسلم به أن الإنسان في الوقت الحاضر سيد المخلوقات ولكن قد تحل محله القطة أو الفأر". اهـ

وأما "بافلوف" الروسي صاحب نظرية "الأفعال المنعكسة الشرطية" فقد انطلق من كون أفعال الإنسان ما هي إلا رد فعل لما يجري حوله من تغيرات مادية بحتة، فجسده هو قطب الرحى، وأما الروح فهي مغيبة، وعلى أحسن الأحوال هي تابع ذليل لشهوات الجسد، وذلك غلو قابل به الماديون غلو الكنيسة في صورها التجريدية اللا واقعية، التي يعجز عامة البشر عن تحقيقها.

يقول صاحب "العلمانية":

"أما خلاصتها، (أي: نظرية بافلوف)، الفكرية فتتمثل في إنكار الروح وإنكار استقلالية العقل، والإيمان بالجسد وحده واعتبار السلوك البشري بأكمله "أفعالا شرطية منعكسة" لا غير أي أن السلوكية تدعم النظرية الماركسية القائلة أن: "واقع الناس هو الذي يعين مشاعرهم(أي: شهواتهم الحيوانية)، وتسند نظرية إنجلز في أن العمل هو الذي خلق الإنسان أي طوره عن القردة ومن هنا أطلق عليها الفيلسوف "جود" اسم: "المادية الحديثة". وعن ذلك يتحدث "هاري ويلز" قائلا:

"ونظرية بافلوف عن نظام الكلام وهو نظام قاصر على الإنسان وحده هي النظرية التي تملأ الثغرة التي أشار إليها إنجلز في كتابه عن الانتقال من مرحلة القردة إلى الإنسان". اهـ

بتصرف من: "العلمانية"، ص399.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير