تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي ظل هذه الهجمة الشرسة التي تختلط فيها الأوراق فيسوى فيها بين الإسلام والإرهاب، وبين: الجهاد بمفهومه الشرعي المتدرج تبعا لواقع الأمة من دفع إلى طلب، ولكل زمان فقهه، ولكل مقام مقال، بين هذا الجهاد المشروع، وإراقة الدماء المحرمة، في ظل هذا الخلط المتعمد يحاول بعض المسلمين: بحسن نية، أو بعلمانية خبيثة مستترة برداء السماحة واحترام ثقافة الآخر الذي يتفنن في تدنيس مقدساتنا، فالعيب فينا لا فيه، يحاول هذا الفريق إبراز الصورة النمطية الثانية:

صورة الإسلام الذي يشبه إلى حد كبير: مهرجانا للفنون الشعبية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وتصبح المرجعية الثقافية للمسلمين هي الأزياء الشعبية الفلكلورية لنساء الخليج البدويات ونساء صعيد مصر ونساء المغرب، فالشبه بينها كبير، وهي تدل على الوحدة النوعية للثقافة الإسلامية، فمصدرها واحد، كما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية!!!، فأزياء الراقصات الشرقيات أو الغوازي، كما يسميهم أهل ريف وصعيد مصر، هي الكاشفة عن عمق ووحدة التراث الإسلامي، ولم يخل لقاء مقدم برنامج: "من واشنطن" مع الأمين العام من إشادة بالموسيقى الشرقية: اللغة العالمية التي تصلح لخطاب الآخر!! .............. إلخ من مظاهر الانحراف التي يعتبرها الأمين العام خير وسيلة للدفاع عن الإسلام، بل وخير وسيلة لغزو المجتمعات الغربية ثقافيا، فلا بد أن نواصل مسيرة الحوار الهادئ مع الغرب، وإن صفعنا على قفانا ليل نهار، وبدا الأمين العام، وكأنه يدافع، من طرف خفي، عن موقفه المتخاذل في منتدى: "دافوس" في مقابل موقف رئيس الوزراء التركي الذي حظي بتأييد المسلمين في لحظة من لحظات الأنفة التي يفتقدها المسلمون اليوم بعد أن أعطوا الدنية في دينهم.

والصورة الثانية: صورة الإسلام الفلكلوري هي الصورة التي يروج لها الآن في أمريكا في ظل سياسة الاحتواء الأمريكية الجديدة، فإدارة متشددة تغزو ديار الإسلام، فتقتل المسلمين وتستبيح بيضتهم وتتفنن في كسر أنوفهم بالتسلي بأعراضهم كما حدث لنساء الموحدين في: "أبو غريب" و "باجرام" طيلة ثمان سنوات، وبعدها: إدارة جديدة تفتح صفحة جديدة على طريقة: "عفا الله عما سلف" و: "إحنا ولاد النهاردة" و: "اللي فات مات" ........ إلخ، فإدارة: "أوباما" حريصة على كسب ود المسلمين بإبراز الوجه الحقيقي: "الحضاري" للإسلام في مقابل الوجه: "الهمجي" الذي أبرزته إدارة بوش، والهدف الاستراتيجي واحد وإن اختلفت الآليات والتكتيكات كما يقول أرباب التخطيط المعاصرون، تماما كما تتعاقب الحكومات اليسارية المتسامحة واليمينية المتشددة في كيان يهود على ضرب الإسلام وأهله، فالهدف أيضا: واحد، ولكن السياسة متفاوتة من: عداء صريح إلى عداء أشد صراحة، ولا عزاء للمغفلين من أنصار الخيار الاستراتيجي الوحيد: السلام الشامل العادل وفق مقررات أوسلو ومدريد!.

وتلك صورة تتكرر باطراد في بؤر الصراع بين الإسلام والنصرانية، فبعد تصفية الجيوب الإسلامية في البلقان في حرب 92_95 الهمجية، تم تغيير الحرس القديم المتشدد من أمثال: الهالك ميلوسيفيتش: قربان المصالحة مع المسلمين، والجزار المعتقل: كاراديتش ..... إلخ، تم تغيير ذلك الحرس بحرس جديد: متسامح محب للسلام، مؤمن بالتعايش السلمي بين قوميات البلقان، بقيادة الرئيس الصربي: "كوستونيتشا" في خطوة تكتيكية ليس إلا، تمهيدا لضم صربيا الجديدة إلى الاتحاد الأوروبي.

فيد تضرب، وأخرى تصافح، ولكل زمان رجاله، ولكل مسرحية أبطالها!.

وبعد ذلك تطرق مقدم برنامج: "من واشنطن" إلى استعراض قوى المجاهدين العرب في حملتهم الثقافية على واشنطن، فالحملة قد حشد لها 800 من كبار المجاهدين من المطربين والراقصات، وقد تطوع باستضافة أحدهم، وهو مطرب لبناني، تم طرده من دولة البحرين قبل عامين على خلفية عرض مسرحي لا أخلاقي روج فيه لفاحشة الزنا!!، وتكلم ذلك المجاهد عن لغة الموسيقى العالمية التي يمكن التسلل بها إلى قلوب الخصوم ........... إلخ من صور الجهاد الثقافي!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير