وما أشبه الثنائية الفارسية بالثنائية المغولية: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجنكيز خان: رجلان عظيمان، فعلام البراء من أحدهما مع إمكان الجمع، أيضا، وما ذلك إلا فرع عن عدم امتثال قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)، فلم يدخل القوم في السلم كافة، وإنما حملوا من موروثهم الديني ما حملوا، والإسلام دين لا يقبل الشركة في أخباره أو أحكامه، وبقدر وقوع تلك الشركة يقع النقص في الاستسلام لرب العالمين فمن مقل ومن مستكثر.
ولحرب الإسلام: الجامعة الشرعية المعتبرة: روج القوميون لـ: العروبة والفرعونية والبربرية والطورانية والكسروية والفينيقية ............. إلخ.
ويوما ما خرج أحد الفرس المعاصرين ليقول: إن الإسلام غزا الحضارات الأخرى فطمسها، وأزال معالمها، وذلك شرف يدعيه كل مسلم قهر الإسلام موروثه الوثني أو الإلهي المحرف، ولكنه لما غزا حضارة فارس العظيمة!، نجحت تلك الحضارة في احتوائه، فمقابل: إسلام النص الجامد في جزيرة العرب: إسلام الأسطورة في فارس!، ولا تعليق، فقد صار إسلام فارس بما أقحم فيه من الموروث الكسروي أشبه بالأسطورة فعلا.
والمزج بين الإسلام والكسروية كالمزج بين الإسلام والشيوعية، كما روج دعاة اليسار الإسلامي في حقبة المد الثوري في القرن الماضي، وكما قال أحد رواد التنوير: إن الصحابة كانوا أول من طبق النموذج الاشتراكي بعد الإسلام، فإسلامهم أولا واشتراكيتهم ثانيا، بل وروج بعضهم لاشتراكية بعض الصحب الكرام، رضي الله عنهم، كأبي ذر!، بل وتعدى ذلك إلى رمي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذه التهمة!، وكالخلط بين أصول الفقه العلم المستنبط من النصوص الشرعية، وأصول التشريعات الوضعية المستنبطة من القوانين الأرضية فالكل يهدف إلى تحقيق سعادة ورفاهية البشر!، وكالمزج بين الإسلام والفلسفية اليونانية مزج ابن سينا الذي ألبس مقالة أرسطو ثوب الإسلام، فهذبها وقربها إلى الأديان، وصيرها برزخا بين الإسلام والكفر!، فهي كما يقول أحد الفضلاء عندنا في مصر صورة من صور: الكفر الإسلامي!، إن صح وجود مسمى لذلك الاسم المتناقض، فآل الأمر مرة أخرى إلى الجمع بين المتناقضات.
وقريبا يحل عيد: "شم النسيم" في مصر، لنشاهد صورة جديدة من صور هذا التخليط، وإن كان معظم المصريين لا يتدينون بتعظيمه، فهو عندهم: محض لهو ولعب يستميل كثيرا من البطالين.
وإلى الله المشتكى.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[21 - 03 - 2009, 03:49 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.,
أحسنتَ أيها المُهاجر., في عرض تلك الثنائية التناقضية., لهذا الفكر الذي تشعبت أصوله وتتشعب مع مضي الوقت., ولأن الحضارات القديمة التي ذكرتها وأبعدتنا من خلالها عن النص الأصلي وهو عيد النيروز., فقد صار لقليل الاطلاع مثلي على هكذا عيد., مقالاً غير معلوماتي., فلم تضف إلى ذاكرة المعرفة عمَّا يدور حولنا إلى القليل المُبهم., فأخذك فكرك المُستنير., متشعباً عن فكرة الموضوع الأساسي ,. إلى قهر الحضارات وآرائها في الإسلام., كما أن الثنائة قد دخلت من جديد في ثوب المقارنة بين رسول الله وغيره., وكما أشرتَ متفضلاَ., جزاك الله خيراً., هي مقارنة باطلة., ومفارقة عجيبة., حتى عرض الفارسية وآل البيت واللمحات السريعة التي لا تخفى عن الجميع., والماكيدة للعرب., والقوميات., ما رأيتُ فيها إلا توثيقاً للذي تعلمناه منذ النشأ وحتى لحظتنا هذه., ولكن لا يخفى على كل من يتمعن في هذا الموضوع الثري الماتع., الذي يرمي إلى عدة أشياء منها كما ذكرتَ الثنائية الدينية., والثنائية التناقضية., وإلباس الشىء في الشىء لغاية ما.,
هو أمرٌ جلل., وواقع ٌ بالفعل أخي الكريم., وثمة ما يروج لتلك الادعاءات.,
¥