تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتواطؤ الحشاشين، وهم فرع فاسد من نبتة بني عبيد الإسماعيلية الخبيثة التي نمت في أرض المغرب وترعرعت في أرض مصر حتى اجتثها صلاح الدين رحمه الله من أرض مصر السنية الطيبة اجتثاثا، تواطؤهم مع الحملات الصليبية مما أثبته المؤرخون لتلك الحقبة العصيبة فهم الذين تآمروا على تسليم دمشق لولا أن قدر الله، عز وجل، كشف مخططهم، فأعمل حاكم دمشق: "تاج الملك بوري" السيف فيهم استئصالا، فقتل منهم 6000، وتولى أهل دمشق تصفية ذلك الطابور الخامس في منتصف رمضان سنة 523 هـ، فاستنجد داعيتهم إسماعيل العجمي في "بانياس" بالصليبيين ليحموه وأصحابه، وعرض عليهم في مقابل ذلك تسليم مدينة: "بانياس" إليهم، وتسلل الباطنية الإسماعيلية إلى البلدان المجاورة كالفئران التي تختبئ في جحورها حتى تجد فرصة تخريب جديدة، فتاريخهم: كمون وخمول في أزمنة اليقظة، وظهور ونشاط في أزمنة الغفلة.

بتصرف من: "دولة السلاجقة"، للشيخ الدكتور علي الصلابي، حفظه الله وسدده، ص508، 509.

واليوم ينادي بعض السفهاء في مصر ممن يدعون زعامة نابتة المبتدعة التي نمت من جديد بعد سريان الضعف العقدي والسياسي لجسد الدولة المصرية السنية، ينادي ذلك السفيه، بتمجيد دولة بني عبيد الخبيثة، زاعما أن مذهبها الفاسد هو دين المصريين الحقيقي الذي أجبر الإرهابي: صلاح الدين!!، شعب المحروسة على تركه والتحول إلى مذهب أهل السنة، مع أن التاريخ شاهد بأن بني عبيد قتلة العلماء والعباد الذين قتلوا نحو 4000 من العلماء والعباد ليتركوا الترضي عن صحب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هم الذين استعملوا الترغيب والترهيب لحمل المصريين على ترك مذهب أهل السنة وانتحال طريقتهم المارقة، ولكنهم لم يجنوا من ذلك إلا ثمار الفشل والخيبة، فبقيت مصر، رغم أنوفهم: إسلامية سنية، وإن عكر صفو معتقدها بدع بني عبيد التي أحدثوها لشغل المصريين عن أمور الحكم والسياسة كعادة أي طاغوت يتفنن في إلهاء الناس عن أمور الملك.

ولعل ما وقع في أرض الرافدين في السنوات الأخيرة خير شاهد على ذلك النشاط بعد الكمون، فقد استغل الفرس الضعف العام الذي أصاب الجسد الإسلامي، فتدثروا بشعار موالاة آل البيت، رضي الله عنهم، لتمرير مشروعهم التوسعي، في مقابل المشروع النصراني الصليبي، في ظل غياب المشروع الإسلامي السني، في حلقة جديدة من حلقات تداعي الأمم على أمة الإسلام.

وقبل ذلك قامت في أرض الشام: جمهورية باطنية اصطنعها المستعمر الفرنسي لضرب الإسلام في أرض النبوات، وحرض أبناءها على الالتحاق بالجيش، حتى احتلت قيادته، وفرضت سطوتها على الأكثرية المسلمة من سنة 1970 م، وإلى يوم الناس هذا، وبطشها بأهل السنة في حماة وحلب سنة 1980 م أشهر من أن يذكر، وتحرشها بأهل السنة في طرابلس شمال لبنان، وجرائمها ضد سكان المخيمات في لبنان من الفلسطينيين السنة في حرب لبنان معروف، أيضا، للمتابع للشأن اللبناني، فضلا عن جرائم الأذرع الفارسية، مع تشدق الكل بخيارات المقاومة والممانعة ......... إلخ.

فمع كل التسامح الذي حظي به أتباع تلك الملل والنحل: لا يتوانى أعداء الإسلام والسنة عن التحالف مع أي غزو خارجي، بشتى صوره، العسكرية، ونموذج الجنرال يعقوب المصري الذي أنعم عليه الفرنسيون بتلك الرتبة السامية مع كونه عند التحقيق: قاطع طريق تزعم عصابة من: "الصيع"!، كما يقال عندنا في مصر، خانت وطنها بالتحالف مع العدو الغازي، ذلك النموذج المخزي شاهد على ذلك، والثقافية، وهو أوسع ميادين العمل التخريبي لهذا الطابور الخامس ........... إلخ من صور الغزو التي لعب فيها النصارى العرب دورا محوريا.

&&&&&

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير