تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكان النشاط الرياضي اليهودي في مصر يخفي ورائه نشاطا سياسيا معاديا، فقد ساهمت فرق الكشافة والجوالة اليهودية وبقية الأندية اليهودية في مصر في جمع التبرعات بهدف شراء الأراضي في فلسطين لاستيعاب المهاجرين اليهود في المستعمرات التي تقام عليها، كما أُرسلت هذه الأندية اللجان والفرق إلى إسرائيل لاستقبال اليهود المهاجرين إليها.

وتركزت في مصر بقوة الصحف ومراكز الإعلام الصهيوني، ففي عام 1919 أسس د. ألبرت موصيري مجلة "إسرائيل" بثلاث لغات (الفرنسية والعبرية والعربية)، وكانت صهيونية الاتجاهات والميول بشكل واضح حتى توقفت عن الصدور باللغة العبرية عام 1934، فأصدر يعقوب مالكي رئيس تحرير النسخة العربية منها صحيفة جديدة باسم "الشمس" لتعبر عن وجهة نظر الطائفة اليهودية في مجريات الأحداث في الشارع المصري، وكانت تحاول التوفيق بين المشروع الصهيوني وتطلعات وأهداف الحركة الوطنية في مصر في محاولة لإيجاد نقطة التقاء بين التيارين.

وهتف اليهود في مظاهرات الإسكندرية باسم بريطانيا العظمى بعد وعد بلفور، ولم تمانع الدولة المصرية في الحرب العالمية الثانية أن ينشئ اليهود فيلقا عسكريا يشارك الإنجليز حربهم، وكان هذا الفيلق هو النواة الرئيسية للجيش اليهودي النظامي.

بتصرف من: "الطريق إلى بيت المقدس"، ص297، 298. واستعراض موجز لكتاب: "يهود ولكن مصريون" من إصدارات "كتاب الجمهورية" للكاتب الصحفي سليمان الحكيم نشره أحد المواقع الإلكترونية.

ومما جاء فيه أيضا: تفصيل عن حياة الفنانين المصريين من اليهود، ومواقفهم السياسية من القضايا الوطنية التي كانت مطروحة على الساحة ومدي تجاوبهم معها سلبا وإيجابا.

حيث ذكر الكاتب بعض الفنانين مثل: (يعقوب صنوع – كاميليا – داوود حسني – راقية إبراهيم - توجو مزراحي – ليلي مراد – منير مراد – نجمة إبراهيم – نجوى سالم)، وخصص لكل فنان منهم فصلا مستقلا؛ لتوضيح إسهاماتهم الواضحة في الفن المصري؛ ولافتا الانتباه إلى أنه على الرغم من التسامح الواضح الذي استقبل به المصريون فنانيهم من أبناء الطائفة اليهودية، فإن بعضهم ضاق بهذا التسامح واختار أن يكون إسرائيليا بعد أن نزع عن نفسه رداء المصرية الذي كان يتقمصه منذ مولده علي أرض مصر.

فنجد راقية إبراهيم – واسمها الحقيقي راشيل ليفي - والتي كانت نجمة السينما الأولي في مصر تهاجر إلي أمريكا لتعمل في الوفد الإسرائيلي بالأمم المتحدة، ثم تفتتح بوتيكا لبيع التحف الشرقية التي تستوردها من إسرائيل والهند، رغم أنها في مصر كانت تنعم بالشهرة والمال والمجد بعد أن كانت مجرد خياطة في حي السكاكيني الفقير، (في مدينة الإسكندرية).

أما كاميليا – واسمها الحقيقي ليليان ليفي كوهين - فقد احتار بشأنها مؤرخو الفن حول كونها مسيحية أم يهودية، وبريطانية أم مصرية، وكونها جاسوسة وعميلة للموساد الإسرائيلي.

ويهود، كعادتهم، أئمة ضلال، فإفساد أخلاق الأمميين بالنسبة لهم: هدف استراتيجي، ولذلك حرصوا على الإمساك بزمام صناعة السينما، فهي: خراب مستعجل! كما يقال عندنا في مصر لأي مجتمع متدين محافظ.

وكان ليهود دور بارز في التكوين الثقافي، وربما العقدي، لأحد أبرز قادة ثورة يوليو المجيدة!، فقد ذكر بعض المتتبعين لسيرته أنه نشأ في حي اليهود بالقاهرة من سن ثماني سنوات وحتى وصوله إلى رتبة ملازم أول، وتلك فترة حرجة في حياة أي إنسان تتشكل فيها رؤيته الفكرية والعقدية، فما الظن بمن قضاها بين يهود؟!.

ولما ترقى ذلك الزعيم إلى رتبة الصاغ، كان يتحدث عبر خطوط الجبهة مع اليهود أثناء حصار الفالوجا في حرب 48، فضلا عن تلقيه هدايا البرتقال والشيكولاتة من إيجال يادين نائب رئيس وزراء الدولة العبرية إبان توقيع معاهدة كامب ديفيد.

ولقاءاته الأولية مع إيجال آلون وبروحام كوهين التي تعددت حتى وصلت إلى 15لقاء، كانت باكورة الاتصالات السرية بين قيادة الثورة ودولة يهود!.

بتصرف من: "الطريق إلى بيت المقدس"، ص411، 412.

ولا زال ذلك الثالوث: ثالوث: "اليهود والنصارى والمبتدعة" يسعى دائبا إلى محو الإسلام والسنة من بلاد الشرق المسلم، وضرب أي صحوة إسلامية حقيقية، وتخدير الشعوب الإسلامية بشعارات الصداقة الإنسانية والوحدة سواء أكانت: وطنية مع غير المسلمين أو إسلامية مع المبتدعة المعاصرين.

وتلك سنة كونية جارية من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة: سنة التدافع بين الحق والباطل، مصداق قوله تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ).

ولا بد من التأكيد مرة أخرى على عدم الإسراف في نظرية: "المؤامرة"، وإن كانت ظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار، إذ لم يكن لأولئك أو لغيرهم أن ينالوا منا لولا استسلامنا لهم، وضعف تمسكنا بديننا، فليس بمقدور أحد أن يحارب دين الله، عز وجل، الذي تكفل بحفظه، وإن نجح في كسر أنوف أتباعه وإذلالهم حينا من الدهر، كما هو حالنا في العصر الحاضر، فالإسلام أقوى من ينال منه أولئك الأقزام ومن سايرهم من أذنابهم المندسين في الصف المسلم، ولو كان الإسلام كبقية الأديان لقوضت أركانه بعُشْر تلك المؤامرات، وربما بأقل من ذلك بكثير، فلا زال أعدائه يحيكون له المؤامرات من لدن بعث به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الناس هذا، وما زال في المقابل: ظاهرا بحجته الباهرة، آسرا للقلوب بتعاليمه الناصعة، مصداق قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)

والله أعلى وأعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير