تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبعد صراع مرير مع الخليفة وقفت فيه كل القوى الدخيلة والعميلة ضده انتصرت هذه العصبة وأقصت عبد الحميد عن الخلافة بالقوة سنة 1325هـ 1909م وكان الذي أخذ بثأر هرتسل منه هو "قره صو" اليهودي! وبزواله زالت العقبة الأخيرة في طريق مخططها اللاديني!.

فصلت تلك العصبة الخلافة عن السياسة واختارت سلطاناً جديداً لم يكن يساوي في نظرهم إلا أحد البابوات المؤقتين، ورأوا أن المناخ لم يتهيأ بعد لإلغاء منصب الخلافة.

أما فكرة الجامعة الإسلامية فقد أبطلها أولئك ونادوا بفكرة القومية الطورانية معلنين أن حركتهم تهدف إلى تتريك الولايات العثمانية، وكانوا يقصدون – العرب – مما دفع العرب إلى التعلق ببريطانيا ووضع مستقبلهم في يد عميل المخابرات لورانس منادين هم أيضاً بالثورة العربي والقومية العربية. (فردوا بدعة القومية الطورانية ببدعة القومية العربية!)

ويذكر برنارد لويس أن المستشرقين ومنهم الكونت قسطنطين بوزريسكي الذي ادعى الإسلام وتسمى مصطفى جلال الدين هم الذين أسسوا فكرة الطورانية.

ثم أعلنت عصبتهم الدستور ذلك الصنم الذي جعلته دعايتهم العريضة أعظم الغايات وجاء الدستور معبراً عن أهدافهم اللادينية إذ رفع شعارات الماسونية، وشدد على الحرية الدينية ومساواة غير المسلمين بالمسلمين في كل شيء باسم الوحدة الوطنية , وعطل عمل المحاكم الشرعية باسم الإصلاح والتقنين، مما أتاح الفرصة لأعداء الإسلام كي يتمكنوا من العمل بكل حرية ونشاط.

وإذا اعتبرنا أفكار: "ضياء كوك ألب" مؤشراً للانتماء الفكري لهذه الحركة فسنجدها دون أدنى شك حركة لادينية سافرة، لكن الناس ظلوا مترددين بشأنها لأنها لم تظهر أهدافها الحقيقية فقد كان المخطط ينفذ بدقة ماهرة.

لقد كانت اللعبة العالمية تقتضي اصطناع "بطل" تتراجع أمامه جيوش الحلفاء الجرارة! وتعلق الأمة الإسلامية اليائسة فيه أملها الكبير وحلمها المنشود، وفي أوج عظمته وانتفاخه ينقض على الرمق الباقي في جسم الأمة فينهشه ويجهز عليها إلى الأبد! وهذا أفضل قطعاً من كل الـ: "مائة مشروع لتقسيم تركيا"، وهدم الإسلام.

وتمت صناعة البطل، (خالد الترك كما سماه أمير الشعراء أحمد شوقي مغترا بانتصاراته!) بنجاح باهر ووقف يتحدى الحلفاء وألقى باليونان في البحر ولم ير الحلفاء بداً من التفاوض معه! وكانت ثمرة المفاوضات هي – الاتفاقية المعروفة باتفاقية "كيرزن" ذات الشروط الأربعة:

1 - إلغاء الخلافة الإسلامية نهائياً من تركيا.

2 - أن تقطع تركيا كل صلة مع الإسلام.

3 - أن تضمن تركيا تجميد وشل حركة جميع العناصر الإسلامية الباقية في تركيا.

4 - أن يستبدل الدستور العثماني القائم على الإسلام بدستور مدني بحت". اهـ

"العلمانية"، ص566_570.

وبنفس الطريقة تمت صناعة أبطال ثورة 52، ومعاهدة كامب ديفيد لتمكين المشروع اليهودي من فلسطين والشرق المسلم.

وكان "حاييم ناحوم" أفندي: حاخام اليهود الأكبر في الدولة العثمانية التي فتحت ذراعيها ليهود بعد فرارهم من محاكم فرديناند وإيزابيلا، كان مبعوث أتاتورك إلى مؤتمر لوزان في سويسرا عام 1923م الذي عقدت فيه صفقة القضاء على الخلافة الإسلامية ليعزل الإسلام فعليا عن قيادة الشرق المسلم بعد أكثر من ألف سنة من الحكم.

ومن ثم انتقل حاييم ناحوم إلى الجبهة المصرية بعد أن انتهت المهمة على الجبهة التركية، فتولى منصب الحاخام الأكبر ليهود مصر، الذين أبلوا بلاء حسنا في دعم الدولة اليهودية الناشئة في الجوار المصري، وكان ملك مصر والسودان! يسهر في منزل موصيري وقطاوي اليهوديين، فضلا عما أشيع عن علاقته بالممثلة اليهودية: ليليان كوهين الشهيرة بـ: "كاميليا"، ويهود، كعادتهم، لا يتورعون عن الجهاد بأعراضهم! نصرة لقضيتهم العادلة!، وكانت مصادر التلقي لأخبار يهود!، إن صح التعبير، للقيادة السياسية المصرية هي: الحاخام الأكبر: ناحوم أفندي وأصلان قطاوي باشا!

وفي غفلة من المجتمع المصري المسلم: سيطر يهود على اقتصاد مصر بواسطة أسماء لامعة كـ: "بنزايون و: "شيكوريل" ....... إلخ.

وهو نفس ما يفعله النصارى اليوم في ظل نفس الغفلة المستمرة!، بل ربما التعاون في كثير من الأحيان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير