تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكذلك فإن هولدبروكس تأثر بسعة حيلة المعتقلين. وقال إن المعتقلين كانوا ينتسلون خيوطا من بدل سجنهم أو من سجادات الصلاة ويقومون بنسجها على شكل خيط مجدول طويل يقومون به بنقل قصاصات الرسائل بينهم من زنزانة إلى أخرى. ولاحظ أن أحد المعتقلين الذي كان يعاني حالة سيئة من الطفح الجلدي كان يقوم بدهن زبدة الفول السوداني على نافذة زنزانته إلى أن ينفصل الزيت عن مسحوق الزبدة ليقوم بعد ذلك بوضع الزيت على طفحه الجلدي.

سجن الراشدي بدا أمرا مشبوها فيه بصورة خاصة لهولدبروكس. فالمعتقل المغربي كان يعمل طاهيا في بريطانيا لنحو 18 عاما وكان يتحدث الإنجليزية بطلاقة. أبلغ هولدبروكس أنه كان قد سافر إلى باكستان في عمل تجاري في أواخر سبتمبر 2001 ليساعد في دفع نفقات عملية جراحية لابنه. وحين عبر الحدود إلى أفغانستان، قال إنه اعتقل من قبل قوات التحالف الشمالي وبيع للقوات الأمريكية بمبلغ 5000 دولار. وفي غوانتانامو، اتهم الراشدي بأنه التحق بأحد معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة. ولكن تحقيقا أجرته صحيفة لندن تايمز عام 2007 بدا وأنه يدعم روايته لما حدث وقد أدى ذلك في نهاية الأمر إلى إطلاق سراحه.

في السجن، كان الراشدي محرضا، وقال في رسالته الإلكترونية لنيوزويك: "لأنني كنت أتحدث الإنجليزية، كنت أجد نفسي في وجه الجنود دائما". وقال الراشدي إن ضابطا أمريكيا برتبة كولونيل في غوانتانامو أطلق عليه لقب الجنرال وحذره من أن الجنرالات "يتأذون" إذا لم يتعاونوا. وقال إن مقاومته كلفته 23 يوما من إساءة المعاملة، بما في ذلك الحرمان من النوم، وتعريضه لدرجات حرارة باردة جدا وتقييده في أوضاع مؤلمة. وقال: "اعتقدت دائما أن الجنود كانوا يقومون بأشياء غير قانونية ولم أكن مستعدا لالتزام الصمت". (قال الكوماندر البحري جيفري غوردون، الناطق باسم البنتاغون، في رده على ذلك: "المعتقلون ادعوا كثيرا أنهم تعرضوا لإساءة المعاملة وهي ادعاءات لا تؤيدها الحقائق ببساطة").

وقد أمضى المغربي أربعا من سنوات سجنه الخمس في غوانتانامو في مجمع العقاب، حيث كان المعتقلون يحرمون من "مواد الراحة" مثل الورق والسبحات فضلا عن حرمانهم من ساحة التنزه والمكتبة، ويقول الراشدي إنه لا يتذكر تفاصيل الليلة التي اعتنق فيها هولدبروكس الإسلام. ويقول إنه على مدى السنوات التي أمضاها في السجن بحث مع الحراس مجموعة من المواضيع الدينية. ويقول: ستحدثت إليهم عن مواضيع مثل عيسى المسيح وإسحاق وإبراهيم والأضحية. تحدثت عن عيسى المسيح". ويتذكر هولدبروكس أنه حين أعلن أنه يريد اعتناق الإسلام، حذره الراشدي من أن اعتناق الإسلام سيكون مهمة جدية كبيرة، وفي غوانتانامو سيصبح الأمر مثيرا للتشويش. http://www.moheet.com/image/62/225-300/620324.jpg تفجيرات 11 سبتمبر المنسوبة لتنظيم القاعدة

وقال هولدبروكس: "أراد أن يتأكد أنني أدرك تماما ما أنا على وشك أن أقدم عليه". وأبلغ هولدبروكس لاحقا زميليه في غرفته، ولا أحد غيرهما، باعتناقه الإسلام.

ولكن حراسا آخرين لاحظوا بعض التغير عليه. وسمع هؤلاء المعتقلين وهم ينادونه باسم مصطفى، ورأوا أن هولدبروكس كان يدرس العربية علانية. (في شقته بفينيكس، يعرض الكتب التي جمعها. وهي تضم مجموعة من ستة مجلدات جلدية الغلاف من الكتب الإسلامية فضلا عن كتاب TheComplete Idiot''s Guide to Understanding Islam " دليل الأحمق الكامل لفهم الإسلام").

في إحدى الليالي اصطحبه قائد فريقه العسكري إلى ساحة خلف منامته حيث كان هناك خمسة حراس ينتظرون للقيام بنوع من التدخل المصطنع. ويقول مستذكرا: "بدأوا يصرخون عليّ، بدأوا يسألونني إن كنت عميلا، إن كنت قد بدلت موقفي وانضممت إلى المعتقلين". وفي لحظة ما، قام قائد الفريق بالتهيؤ لتوجيه لكمة له وتبادل الرجلان اللكمات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير