وقد أمضى هولدبروكس بقية فترة عمله في غوانتانامو وحيدا تقريبا ولم يتعرض أحد بعدها له بشيء. مسلم آخر خدم هناك في الفترة نفسها عاش خبرة مختلفة. فالكابتن جيمس يي، وهو الذي كان مرشدا دينيا في غوانتانامو طوال غالبية عام 2003، اعتقل في سبتمبر من ذاك العام للاشتباه بأنه ساعد العدو وجنايات أخرى، وهي تهم تم إسقاطها لاحقا عنه. يي اعتنق الإسلام قبل سنوات من ذهابه إلى غوانتانامو. وقال إن المسلمين من بين الموظفين في غوانتانامو ــ وغالبيتهم من المترجمين ــ شعروا غالبا بأنهم كانوا محاصرين. وقال يي: "كان هناك جو عام من قبل القيادة بالحط من الإسلام وتشويه سمعته". رد الكوماندر البحري غوردون: "نختلف بقوة مع أقوال المرشد الديني يي").
ويقول هولدبروكس إنه في محطة خدمته التالية، في معسكر فورت ليونارد وود بولاية مونتانا، بدأت الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ. فقد باتت الأمكنة الوحيدة أمامه لتمضية وقت فراغه على بعد أميال من قاعدته العسكرية هو محل وول مارت وناديان للرقص العاري» نادي بيغ دادي ونادي بيغ لوي. ويقول: "لم أكن أبدا مغرما بأندية الرقص العاري، وهكذا بدأت في التردد على محل وول مارت". وخلال أشهر، تم تسريح هولدبروكس من الخدمة العسكرية، قبل سنتين من إنهائه التزامه العسكري. وقد منحه الجيش تسريحا مشرفا من دون تفسير، ولكن يبدو أن ما حدث في غوانتانامو كان هو الذي خيم على ذلك القرار. وقال الجيش إنه لا يريد التعليق على القضية.
ولدى عودته إلى فينيكس، عاد هولدبروكس إلى الشرب ثانية، وذلك جزئيا لكبت مشاعر الغضب التي سيطرت عليه. (نيلي، الحارس السابق الآخر الذي تحدث إلى نيوزويك، قال إن غوانتانامو جعله يشعر باكتئاب شديد دفعه إلى إنفاق ما يصل إلى 60 دولارا يوميا على المشروبات الكحولية خلال إجازة شهر من مركز الاعتقال عام 2002). وطلق هولدبروكس زوجته وانزلقت حياته هبوطا أكثر وأكثر. وفي النهاية انتهت به إدماناته إلى المستشفى. وقد عانى سلسلة من الجلطات الدماغية فضلا عن سقطة أدت إلى إصابته بكسر خطير في جمجمته وزرع صفيحة تيتانيوم في رأسه.
وقد عاد هولدبروكس أخيرا إلى الاتصال بالراشدي الذي عانى بسبب محنته هو الآخر منذ أن غادر المعتقل. وأبلغ الراشدي نيوزويك أنه يجد من الصعب عليه التكيف مع حريته الجديدة. "أحاول أن أتعلم المشي من دون قيود وأحاول أن أنام في الليل والأضواء مطفأة". وهو يوقع كل واحدة من رسائل البريد الإلكتروني التي بعث بها لنيوزويك برقم الهوية اللاشخصي الذي كان سجانوه قد منحوه له وهو أحمد 590.
وتختتم النيوزيويك: هولدبروكس، وهو في الـ25 الآن، يقول إنه أقلع عن الشراب قبل ثلاثة أشهر وبدأ يحضر الصلوات بانتظام في مركز تمب الإسلامي، وهو مسجد بالقرب من جامعة فينيكس، حيث يعمل كمستشار عضوية للمركز. الندب الطويل في رأسه لا يكاد يرى الآن تحت شريط قبعته الإسلامية التي يرتديها. وحين قدم إمام مركز تمب هولدبروكس إلى الجماعة التي تؤم المسجد وشرح لهم أنه اعتنق الإسلام في غوانتانامو، اندفع بضع عشرات من المصلين إليه لمصافحته. وقال الإمام، عمر السامني، وهو مصري: "كنت أفكر أن لديهم أكثر الجنود وحشية يخدمون هناك. لم أكن أفكر أبدا أنه سيكون هناك جنود مثل تي جيه".
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 09:13 م]ـ
خبرين في غاية الروعة
جزاك الله خيرا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 12:30 ص]ـ
شكراً لك وجزاك الله خيراً أخي أبا يزن ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 08:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا يزن وحيا الله الكريمين: عز الدين وبسمة.
والنبوة: مكملة للفطرة، فهي أحد شقي الحجة الإلهية على عموم المكلفين، فبالفطرة تزول الغفلة عن إدراك الغاية من الخلق: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فالنفس بفطرتها السوية قد طبعت على التأله إلى المعبود الحق، فلا تنفك عن نوع تأله، فإن صح علمها في باب الإلهيات، ولا يكون ذلك إلا بمطابقة خبر الرسالة المعصوم: المفصل لإجمال الفطرة، المزيل للشبه، المبطل لتقليد الآباء، إن صح علمها في ذلك الباب الجليل: اكتمل لها شقا الحجة: ففطرة سوية هي أثر الميثاق الأول وخبر إلهي صحيح يؤكدها ويقررها ويفصل مجملها ويزيل ما عرض لها من شبه، وتلك غاية النبوات. ولا تكفي الفطرة المجملة في إقامة حجة حتى يرد خبر النبوة المقرر المفصل لها. وفي التنزيل: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا).
وما فعله ذلك الأخ المغربي وفقه الله وسدده: أنه استثار الفطرة الكامنة في نفس ذلك الحارس، بحجة صحيحة لا تجدها إلا عند أهل الإسلام، ومشكلة عدوهم، أنه يتكلف في تزيين باطله وتقبيح حقهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وصورة الإسلام في وسائل الإعلام الغربية خير شاهد على ذلك، فإذا تمكن أهل الإسلام من عرض حجتهم الباهرة، وجدها السامع: صحيحة صريحة لا تكلف فيها ولا تعقيد موائمة لفطرته، فسهل عليه الانقياد لها، بخلاف بقية الملل والنحل، فالإسلام يحتاج إلى من يعرضه عرضا صحيحا لا تكلف فيه بحذف ما لا يعجب الجماهير!، كما يفعل البعض، ولا تعقيد فيه باستعمال لغة يصعب على السامع فهمها، وإن كان ما يقوله حقا، ولو خلي السبيل أمام الإسلام لاكتسح بقية الملل، وهو الآن، مع ما يتعرض له من تشويه، يكتسح الغرب الفقير في باب الإلهيات، بقوته الذاتية، إذ قعد أتباعه عن حمله إلى بقية أمم الأرض، بل صاروا، عند التحقيق، دعاية سلبية له.
وإلى الله المشتكى.
¥