تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

، إلى سقوط القسطنطينية رمز النصرانية الشرقية، وتحولها إلى عاصمة الإسلام أو مدينة الإسلام: "إسلام بول"، إلى الاستعمار الحديث الذي استردت به أوروبا مزارعها الخاصة، إلى التصفية الدورية لمسلمي البلقان، فضلا عن اجتياح العراق وبلاد الأفغان والتدخل السافر في أدق شؤون الدول الإسلامية. فالأوروبي مصيب في تربية ابنه على ذلك الالتزام العقدي الأصيل في مقابل ما أشاد به الضيف من حرص الأسرة المسلمة على عدم تربية ابنها على كره أوروبا: من باب البراء مما يخالف ملة الإسلام من معتقدات ونظم وتشريعات، فذلك دليل على نضج عقلية الأسرة المسلمة!، مع أن ذلك عند التحقيق: تمييع للهوية الإسلامية بحجة عدم تربية الأجيال الجديدة على الكراهية والعنف، مع أن دين الإسلام الذي يأمرنا ببغض بل والبراءة من كل دين يخالف دين الإسلام والبراءة من أهله، هو نفسه دين: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)، و: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، و: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)، و: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، فلا تلازم بين الكراهية الدينية براءة من الكفر وأهله من جهة و: وظلم الآخرين وعدم الإحسان إليهم إن لم يعتدوا علينا، كما يروج العلمانيون الذين يريدون تقويض صرح الإسلام من نفوس المسلمين ذريعة إلى المجتمع العلماني اللاديني الإلحادي عند التحقيق التي يحاكي مجتنعات أوروبا التي ثارت على كهنوت روما، وإنما يقع ذلك التلازم في الأديان الأخرى التي يشهد تاريخها على ما ارتكبه أتباعها من جرائم بشعة في حق المسلمين لكونهم مسلمين لا أكثر، ولعل النموذج البلقاني ومن بعده الأفغاني والعراقي خير شاهد على ذلك، فليس ذلك إحياء لتراث كراهية اندثرت، بل هي، كما تقدم، مكون أساسي من مكونات الشخصية الغربية المتعصبة مع ادعائها التسامح، الكارهة للإسلام وأهله مع ادعائها اعتناق دين المحبة! التي نرى أثرها كل يوم في الجبهات الإسلامية المحتلة، بل ونرى أثرها في المجتمعات الإسلامية التي تضم أقليات نصرانية تسوم من يعتنق الإسلام من أفرادها سوء العذاب، كما هو الحال عندنا في مصر، بعد أن أعطينا الدنية في ديننا خشية لجان الكونجرس التي تفد على مصر دوريا بتحريض من نصارى المهجر لتتأكد من أم: "كله تمام"!، فلا اضطهاد ديني للنصارى، وإن كان هناك اضطهاد للمسلمين أصحاب الدار! وخطط تكفير المسلمين وصد النصارى المستضعفين عن الإيمان تسير على قدم وساق!، وهكذا فلتكن الحرية!.

وفي نفس سياق المحبة!: عرضت قناة الجزيرة تقريرا عن سيدة بوسنوية تبلغ من العمر 64 عاما هاجرت من أرضها الواقعة الآن ضمن الكيان الصربي في البوسنة، ثم عادت بعد انتهاء الحرب لتجد النصارى قد استولوا على أجزاء من أرضها وأقاموا عليها كنيسة ثم هجروها!، فالكنيسة مغلقة منذ أربع سنوات فلما لجأت إلى القضاء لتسترد أرضها، كان جزاؤها: الحكم بالسجن شهرا مع إيقاف التنفيذ من أول جلسة!، فمجرد محاولة المسلم استعادة حقه: جريمة يحكم فيها من أول جلسة!، وإن لم ينتفع المغتصبون بما اغتصبوه، فقد هجروه، ولكن المسألة: مجرد عناد واضطهاد للمسلمين بلا مبرر.

وإلى الله المشتكى.

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 08:56 م]ـ

صدقت., وإلى الله المُشتكى

لي عودة لنقاش تلك الكلمات الفارعات.,

ماشاء الله تتحفني دائماً بما تخطّه يداك.

زادك الله علما.

ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 07:40 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي نور الدين على المرور والتعليق أنار الله حياتك باتباع الدين المنزل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير