تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نقله: القريب والبعيد، قامت الدلائل العقلية والنقلية على صحة قائله، الذي صارت طريقته ملجأ الحيارى من أبناء الملل والنحل، فهي في ظهور وعلو شأن، وإن قعد أتباعها عن القيام بها، لا تكلف فيها ولا تصنع، لا إرهاب فيها للعقول لتسلم بالمحالات التي تناقض العقول الصريحات، تغزو قلوب السامعين، وإن كانوا أعداءها، بسلاسة عبارتها ووضوح مرادها، فلا تفتقر إلى فلسفات أرضية أو تأويلات باطنية لتروج، فقط تفتقر إلى من يخلي السبيل بينها وبين العقول، فلا يتعرض لها بالتشويه والتحريف، ولا يتصيد أخطاء أتباعها الذين هم الآن أبعد الناس عنها علما وعملا، ليعكر صفوها، فما ذنبها أن كان أتباعها حربا عليها؟!. تفتقر إلى من يبلغها كما جاء بها صاحبها صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكما فهمها أصحابه، رضي الله عنهم، أعلم الناس بمراده ولسانه، وتفتقر مع ذلك إلى حديد ناصر يذب عنها ويزيل العقبات التي يضعها طواغيت الأرض بينها وبين أبناء الأمم من العرب والعجم، فهي حرب على حكمهم الطاغوتي وزوال لسلطانهم الكهنوتي، فلا عجب أن يستميتوا في حربها.

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ

(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

ويبقى الأمر بيد مصرف القلوب: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، إن شاء أقامها فضلا وإن شاء أزاغها عدلا، فلا موجب عليه من خلقه، ولا راد لأمره، ولا مبطل لشرعه، ملكه قاهر، وأمره نافذ، وشرعه حاكم، قد بلغ الكمال: جلالا وجمالا، بجلاله تتعبد القلوب رهبة، وبجماله تشتاق إلى لقائه رغبة، فهو العزيز الجبار المتكبر شديد العقاب، وفي المقابل هو: الحميد الغفور الرحيم ذي العطايا والمنح، شكور للقليل من عبده فيصيره كثيرا، ودود يحلم عن العاصي فإن تاب قربه فصيره حبيبا. لا منتهى لكماله، ولا طاقة لإحصاء ثنائه.

والله أعلى وأعلم.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 01:09 م]ـ

تطواف جميل منك أخي المهاجر على موضوع البدع عند أهل الأديان، وعند الدين الخاتم. ثقل الله به موازينك.

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[17 - 04 - 2009, 12:48 ص]ـ

جزاك الله خيرا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير