وحسبك أنه كان يعمل 16 ساعة في اليوم وينام أربع ساعات فقط في دأب عجيب نصرة لما انتحله وارتضاه لنفسه دينا وطريقة، ولم يعب عليه أحد، حتى من خصومه، أنه بدأ حياته إسكافيا، بل حمدوا له جده ومثابرته، وإن نقموا عليه غشه وتدليسه.
بل: "جولدا مائير" هي الأخرى كانت تعمل بذات الهمة الملوكية: 16 ساعة في اليوم حتى قام كيان يهود اللقيط بهمم نساء كجولدا!، ولم يعب أحد عليها تلك الهمة بل هي مما تمدح به، وإن كانت هي الأخرى من أنصار الباطل.
الشاهد أن أولئك الدعاة لم يسلموا من لسان مفتي الجمهورية في وقت سلم منه هاني عزيز وقيادات الكنيسة المصرية بل إنهم يحظون بقبلات وأحضان حارة في معرض التهنئة بأعيادهم التي تجسد الوحدة الوطنية بين شيوخ المؤسسة الرسمية خاصة ونصارى مصر عامة! فالشيخ قد صار مرجعية دينية محترمة عندهم بعد تلميحه بإبطال حد الردة، إذ لا يقتل المرتد طالما كان في حاله! كما يقال عندنا في مصر وهو ما يمهد لمخططاتهم التكفيرية أيما تمهيد فهي كما يقال: غنيمة باردة نالتها أيديهم بلا كبير عناء. فضلا عن فتاويه المثيرة للجدل في مسائل لا أثر لها في حياة المسلمين، تفتن الناس في دينهم لغرابتها، فلسنا في زمن السلف الذي كان العلم فيه ظاهرا لتطرح تلك الأغلوطات التي كانت سببا في ردة بعض المسلمين لما استغلها المنصرون وأحسنوا توظيفها لتشكيك المسلمين في أمر دينهم، مع أنها عند التحقيق إما باطلة، أو لا شبهة فيها عند التأمل، بل إن السلف مع سعة علمهم وقدرتهم على دحض الشبهات قد ذموا الأغلوطات وأنكروا على رواة الغرائب التي لا يعرفها الناس، فما الذي سيستفيده المسلم من معرفة حكم بول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما الذي سيعود علينا بالنفع لو علمنا أحي هو، صلى الله عليه وعلى آله وسلم يظهر للناس في اليقظة، كما يدعي الصوفية والشيخ منهم، أم ميت، فحياته برزخية مصداق قوله تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)، ولو كان كما يزعمون لحلت كل مشاكل المسلمين ولنال كثير من اتباع الطرق الصوفية مرتبة الصحبة!، ولكن هكذا أراد المفتي أن يسهل مهمة دعاة التكفير والردة، وأغلب الظن، بل المؤكد، والله أعلم، أنه لم يرد ذلك، ولكن:
قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ******* فما اعتذارك من قول إذا قيلا
فوزير يهاجم هدي الإسلام الظاهر، ومفتي يفتن الناس في دينهم من حيث لا يشعر، وشيخ للأزهر متوار عن الأنظار بعد فضيحة السلام على بيريز قبيل عدوان غزة تلك باختصار: حالة المؤسسة الدينية الرسمية في مصر!، ولا نقول الأزهر فما زال فيه، ولله الحمد، جمع من العلماء الأفاضل الذين يقفون بالمرصاد لكثير من الانحرافات العقدية والشرعية في مصر، ولعل أبرزهم أعضاء جبهة علماء الأزهر، قواها الله وسدد خطى أعضائها، وهم الذين وصفهم شيخ الأزهر أيام كان مفتيا بأنهم: "سمكرية" وهي حرفة أخرى في مصر تتعلق بإصلاح هياكل السيارات!.
ولم يبق إلا الخطوة الأخيرة: شن الحرب البرية على المنتقبات لتحريرهن من النقاب على غرار تحرير أمريكا للعراق!، وقد بدأت تلك الحرب بالفعل في بعض الدول الإسلامية كإحدى دول الجوار في الشمال الإفريقي، إذ يتم خطف المحجبات من المساجد في تراويح رمضان، على عادة أجهزة الأمن في دول العالم الثالث في خطف المواطنين!، ليتم تهديدهن بالحبس والاغتصاب إن لم يخلعن النقاب فضلا عن التعدي عليهن من قبل حراس الجامعات باللفظ، بل واليد والقدم أحيانا، وهي حرب مفتوحة على عدة جبهات ولكن شدتها تتباين بتباين ظروف كل مجتمع إسلامي.
وعجبا، ثم عجبا، ماذا صنع النقاب لأولئك حتى تداعوا إليه تداعي الأكلة إلى قصعتها؟!.
وإلى الله المشتكى!.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[14 - 04 - 2009, 02:07 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[14 - 04 - 2009, 11:18 م]ـ
ومن أراد السير في هذا الطريق فليوطن نفسه على احتمال الأذى في سبيل الله، ولو سلم أحد من الابتلاء في ذات الله، لكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحب خلق الله إليه، فلست أكرم على الله من نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليعافيك مما ابتلاه به، والبلاء واقع واقع لا محالة، سنة كونية جارية، فإن لم تبتل في ذات الله، فإنك ستبتلى في أي ذات أخرى، ولو ذات شهواتك من مطاعم ومناكح، والعاقل من يختار لنفسه أشرف الأمرين.
وقد أعرض أناس عن صلاة الفجر جماعة، فلم يصبروا على ابتلاء الاستيقاظ مبكرا، فابتلوا بالوقوف أمام أفران الخبز من الليل وحتى موعد البيع، من أجل رغيف خبز رديء تأنف منه البهائم، يتحول في البطون والأمعاء إلى ما قد علم، ولكل نفس همة، ولكل إنسان طموح وهدف يبتغي تحقيقه، فقلوب تطوف حول العرش وأخرى لم تتخطى أعتاب الحش!.
قد كفيتَ ووفيتَ في هذا النص يا عزيزي.,
لله درك للأسف كل ما تقوله صحيحاً وكم كُنت أتمنى أن يكون واقعنا., غير هذا., ولكن علينا أن نعترف أن كل ما يدور نحن من أسهمنا فيه., وحتى يأتي أمر الله علينا أن نعالج ما يُمكن معالجته., ألا ليت قومي يعلمون., ألا ليت قومي يسمعون., ألا ليت قومي يعقلون.
أما عن التنصير وما شابه فقد صار الأمر عظيما., نحتاج إلى وقفة حقيقة., خاصة أنهم يستهدفون الفئة الأقل فكراً والذين لم ينالوا حظاً كافياً من التعليم., والذين قد قصرنا في حقهم بإهمالهم وعدم مد يد العون لهم., آه ٍ يا أخي آه.
بورك فيك أحسنت أحسن الله إليك وجعل تلك الكلمات في ميزان حسناتك.,
يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب ٍ سليم.
¥