تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يد وهم صاغرون، ولهم عهد ما لم ينقضوه بالطعن في الدين، وفي التنزيل: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)، وتلك أمور لا تكون لآحاد الناس وإلا عمت الفتن لا سيما في أعصار الضعف المتأخرة.

وكلام تلك الأخت ثبتها الله، وعمرها في الإسلام أيام معدودة، كلامها في أمر ظهور حجة الحق فهي لا تحتاج إلى كبير تفلسف، كلام دقيق جليل، إذ لا بد أن تكون بينة في ألفاظها، سهلة في مأخذها، يتلقاها العالم والمتعلم، الخاص والعام، الغني والفقير ............. إلخ تلق واحد، وإن وقع التفاوت بعد ذلك ففي الفروع اجتهادا فتلك التي يتفاوت فيها الناس تبعا لأقدار عقولهم وعلومهم، فهل رأيت يوما مسلمين، وإن اختلفا في كل شيء، فلم يجمعهما إلا اسم الإسلام العام، هل رأيتهما اختلفا في الشهادتين فقال أحدهما: اثنان في واحد! أو ........ إلخ من التأويلات المتكلفة التي تخرج بها ألفاظ أمانة النصارى لتستسيغها العقول على مضض، إذ مجرد حكايتها تغني عن إقامة الحجة على بطلانها، فهي شاهدة على نفسها بذلك، ولولا ورودها على ألسنة بعض البشر ما نطق بها لسان ولو على سبيل الحكاية، ولكنه أمر اضطر إليه من صنف في المقالات أو جادل أصحاب الملل والديانات.

لقد أجرى الله، عز وجل، على لسان أمة من إمائه عمرها في الإسلام آنذاك أيام بل ربما ساعات كلمة صنف فيها أئمة الإسلام كتبا في تقرير الظاهر ومنع التأويل وحمل ألفاظ الشريعة على المعهود من كلام العرب ويسر ذلك على كل مكلف إذ لا تكليف إلا بمقدور فلا إعجاز بالإلغاز ........ إلخ، أجرى على لسانها كلمة يجهلها كثير ممن عمر في الإسلام عشرات السنين: وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

ويكاد أصل تلك المقالات الباطلة يكون واحدا: فلسفات قديمة تقوم على حتمية تجسد الإله في: بقرة الهندوس، أو معبود النصارى، أو شخص الإمام أو الولي الذي انطوت جبته على ذات الله، عز وجل، أو حتى أخس الأعيان كما صرح ابن عربي وأضرابه من غلاة الاتحادية، ولكل صنمه الذي يقدس!. فالآلهة متعددة بتعدد الأذواق، وكل من أحب شيئا أحل فيه ذات الباري، عز وجل، ليعبده وجها لوجه!.

وقانون المسلمين في ذلك مطرد: نقل صحيح وعقل صريح، فيقال لكل من جاء بمقالة غير المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من أين لك هذا؟، فإن صح الإسناد فلا يعقل أن يعارض العقل، فإن تعارض النقل مع العقل فلا بد أن يكون ذلك النقل فاسدا كما سمعناه من نشيد الإنشاد، أو يكون العقل هو الفاسد كغالب تأويلات العقلانيين ومن سار على طريقتهم من المتكلمين.

وقانون غيرهم: "الإيمان فوق المناقشة"، اللي يعترض ينطرد"، "من قال للشيخ لِمَ أو كيف لم يفلح"، "المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي مغسله" ............. إلخ.

وعلى العاقل أن يختار لنفسه.

ومن أقوال المتصوفة الأوائل من أئمة الطريق:

قول أبي سليمان الداراني رحمه الله: ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة.

وقول صاحبه أحمد بن أبي الحواري رحمه الله: من عمل بلا اتباع سنة فباطل عمله.

وقول أبي حفص النيسابوري رحمه الله: من لم يزن أفعاله وأقواله كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعده في ديوان الرجال.

وقول الجنيد بن محمد، شيخ الطائفة، رحمه الله: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال أيضا: من لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.

وقول أبي عثمان رحمه الله: من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة قال الله تعالى: (وإن تطيعوه تهتدوا).

نقلا عن: "الاستقامة" لابن تيمية رحمه الله.

اللهم ثبتنا وثبت تلك الأخت وكل إخواننا وأخواتنا ممن عرفوا طريق الحق، وأنجهم وأنج كل مستضعف، وأعنا على تثبيتهم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا فأنت أعلم بعجزنا عن نصرتهم، وأنت أعلم بضعفنا وضعفهم، وأنت أرحم بنا وبهم من أنفسنا.

والدعاء لأولئك الأفاضل من أفضل ما يتقرب به إلى الله، عز وجل، في الخلوات والأسحار.

والله أعلى وأعلم.

ـ[السراج]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 12:43 م]ـ

طوبى لها ..

ولمن هداها للنور ..

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[17 - 04 - 2009, 12:55 ص]ـ

الإخوة ضاد وسما الإسلام ومهاجر والسراج

عوفيتم وبوركتم

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[17 - 04 - 2009, 12:58 ص]ـ

سبحانه لا يخطىء وهم يخطئون., سبحانه لا ينام وهم ينامون.,

سبحانه الخالق البارىء المصور وهُم مخلوقون., سبحانه عالم الغيب والشهادة

وهُم لا يعلمون., سبحانه الهادي مرسل الداعي إلى الخير عبده ورسوله محمد., أفلا يعقلون., أفلا يسمعون., أفلا يتفكرون., أفلا يتدبرون.,

بورك فيك أخي الكريم., أحسنت في وضع هذا العرض الماتع جزاك الله خير الجزاء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير