أرشيف منتدى الفصيح - 1

وأمام عجز القيادة السياسية وتخاذل المؤسسة الأمنية، وهي التي تتبجح بقواتها ومصفحاتها، عن حماية المواطنين، وهو حق تكفله الشرائع السماوية، بل والشرائع الأرضية الوضعية التي يتشدق بها دعاة حقوق الإنسان، فهي مأساة إسلامية في حقنا، إنسانية في حق كل آدمي، إن كان قد بقي له من صفات الآدمية شيء أصلا، أمام هذا العجز تتفاقم المشكلة وتستعصي على المسكنات التي تتعاطاها السلطات، فلا يعقل أن كل أولئك قد تم خطفهم على أيدي عصابات المسلمين التي تغرر بشباب وفتيات النصارى وتجبرهم على دخول الإسلام ......... إلخ من التهم التي يروجها أقباط المهجر في دوائر صنع القرار في أمريكا، لا يعقل ذلك ليكون مبررا لتسليم المسلمين إليهم، وهي تهم يعرف النصارى قبل المسلمين في مصر بطلانها، إذ لم يشرع لنا إكراه أحد على اعتناق ديننا، وإلا لكانت النصرانية قد انقرضت من مصر منذ زمن طويل كما انقرض الإسلام في الأندلس تحت وطأة محاكم التفتيش الكاثوليكية، فليس عندنا محاكم تفتيش كمحاكمهم، مع تبجحهم دائما بشعارات المحبة، وهم أشد الناس بغضا لمخالفهم، والسلام، وهم دعاة حرب جديدة يراد إشعالها في مصر لزعزعة استقرارها، والتعايش مع الآخر وقد اختاروا استفزاز الآخر بالطعن في معتقداته جهارا نهارا كما يفعل ذلك الجرذ المشلوح المختبئ في سراديب قبرص يكيل الطعن للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبر فضائية مأجورة ذات تمويل خارجي في إطار مخطط إشعال الفتنة الطائفية في مصر، وهي قناة تحظى بشعبية كبيرة في أوساط النصارى مع دناءة مادتها: لفظا ومعنى، فالغالب عليها السب، وليته كان من كيسهم، بل هي قمامة أذهان من تقدمهم من المستشرقين، فحتى طعنهم مسروق، ولكنه يمتاز هذه المرة بالسفالة وقلة الأدب، والمبالغة في الكذب لدرجة تجعل تلك القناة أحد أسباب انتشار الإسلام في مصر، لأنها كذبها مكشوف يحمل أي عاقل من عقلاء النصارى على البحث والتنقيب في مادتها اللاعلمية المزيفة. فضلا عن قطعان من القساوسة والراهبات يكيلون السب ليل نهار على مواقع أعدت خصيصا على الشبكة العنكبوتية، ويتعرضون لعرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعرض زوجاته أمهات المؤمنين، لا سيما عائشة، رضي الله عنها، في تقليد مكشوف، أيضا، لمن رمى عائشة رضي الله عنها بالبهتان من الزنادقة المكذبين لآي التنزيل، فلا جديد عندهم، أيضا، سوى جرعة السفالة الزائدة التي سبقت الإشارة إليها.

والجرح بهم أولى والطعن فيهم أصدق، فلا قيمة للعرض عندهم، وفضائح قصصهم الغرامية التي تدور أحداثها خلف الأستار المقدسة! من لدن ابتدعوا الرهبانية المنافية للفطرة التي انقلبت إلى حيوانية منقطعة النظير صيرت الأديرة والكنائس مضرب المثل في الانحراف والشذوذ إلى يوم الناس هذا، ولعل فضيحة صيف 2001 التي فجرتها إحدى نسائهم ممن كان أحد نواب المسيح عليه السلام! يبتزها جنسيا وماديا تحت تهديد الأفلام المسجلة، وما أكثر أفلامهم!، لعل تلك الفضيحة من الشواهد الجلية على ذلك، ومع ذلك يتعرض أولئك الجرذان لعرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من باب: رمتني بدائها وانسلت.

ولو كان الإكراه مشروعا في ديننا، فنحن في هذا الظرف بالذات لا نقدر في كثير من الأحيان على حماية أنفسنا، فضلا عن إكراه غيرنا، وحال إخواننا الأسرى عندهم، مع تخاذلنا عن نصرتهم، خير شاهد على ذلك. فهي تهمة باطلة من كل الوجوه، ولكنه الطمع والرغبة في اكتساب مزيد من الامتيازات في ظل ضعف الطرف الآخر وإعطائه الدنية في دينه.

ولم يتصد حتى الآن لتلك الهجمة الشرسة إلا أفراد يقومون بأعمال محدودة لضيق ذات اليد، في مقابل الدعم المادي الضخم الذي يحظى به الطرف الآخر، وقد أغلقت قناة الأمة فترة لا لضغط من السلطات الأمنية، وإنما لعدم قدرة مديرها على دفع اشتراك القمر الصماعي!، حتى اضطر إلى السفر إلى دول الخليج في رحلة: تسول!، وهذه هي الحقيقة ولا يعيبه أن فعل ذلك نصرة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد أن خذلته بلاد فيها رجال أعمال مسلمين تتجاوز ثرواتهم المليار، وهم في إتحاف لاعبي الفريق القومي بمختلف العطايا والهدايا سباقون، وفي نصرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ناكصون قاعدون، ولم تسعف قناة الأمة

¥