أين يذهب ماله، أو ........... إلخ من صور النصرة، وقبل كل ذلك دعاء الأسحار أن يرد الله، عز وجل، كيد أولئك في نحورهم، وأن يذب عن عرض نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم طالما عجز أتباعه عن ذلك، وأن يحرر إخواننا من قبضة عباد الصليب بعد أن أسلمناهم وقعدنا عن نصرتهم، وأن يظهر ديننا على الدين كله ولو كره الكافرون.
وللأمانة: كثير من عوامهم مضلل لا يعرف وجه الحق أصلا فقد حيل بينه وبين معرفة الحق، فطريق الهدى عندهم مسدود، وطريقنا إليهم: إما صد عن سبيل الله بأحوالنا المزرية، وإما طريق شائك لا يأمن فيه الإنسان على نفسه، فهو معرض للمضايقات الأمنية، فالسياسة المتبعة الآن هي: سياسة قطع كل العلائق الإنسانية تفاديا لوقوع مزيد من الضحايا من النصارى في شباك المسلمين الخبثاء أصحاب العبارات الخداعة! والقيادات السياسية والأمنية كعادتها تريد إراحة نفسها ولو بإعطاء الدنية في دينها فلا يعنيها من الأمر إلا استتباب الأمن الظاهري ولو بقبضة حديدية غاشمة، وليس ذلك عذرا لمن بلغه خبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهم أهل كتاب تواترت عندهم النبوات، فالمفترض أن يكون لديهم من العلم ما يميزون به الصادق من الكاذب، وأمارات صدق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد تواترت تواترا يقطع بصحة رسالته ويزيل أي شبهة يثيرها أو يخترعها أعداء دينه.
وإذا نظرت إلى حالهم فلا غنى عن:
عين الشرع: التي توجب علينا بغض كفرهم، وبغضهم، لا سيما قساوستهم، أس البلاء، فعليهم يصدق قوله تعالى: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، وأي قتال أعظم من الطعن في عرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟!.
وعين القدر: إلى عوامهم التي توجب الشفقة عليهم مما هم فيه من ضلال، مع أنهم في مجتمع مسلم يفترض أن يكون أفراده دعاة إلى الحق ولو بالتزامهم هدي الإسلام في العبادات والمعاملات والأخلاق ......... إلخ، ولكننا للأسف لسنا كذلك بل إن دعوتنا في كثير من الأحيان سلبية تسير في الاتجاه المضاد تنفيرا من الدين وأهله. فعلى أولئك يصدق قوله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). والظلم لا يرد بظلم، والكفر لا يرد بكفر، والبدعة لا ترد ببدعة، وإلا ساغ لنا سب المسيح عليه السلام ردا عليهم!. ولا يقول ذلك إلا زنديق أو مجنون!.
وكثير منهم في باطنه، ولله الحمد، ممن يصدق فيه قوله تعالى: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ). وإنما منعهم من الجهر بذلك سيف الكنيسة المسلط على رقابهم.
وبطبيعة الحال يظل موقف شيوخ الوحدة الوطنية من أصحاب الدم البارد والقبلات الحارة والأحضان الدافئة! يظل في غاية الحرج في ظل تلك الفتنة التي لا يحرك أحدهم فيها ساكنا انتصارا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولو هوجم أحدهم لثار وطلب إقامة الحد على منتقديه!.
وتظل مصر دوما: محط أنظار أعداء الإسلام، فهناك من لا يروق له أن تنعم مصر، بوصفها أكبر دولة إسلامية سنية في المنطقة، بالأمن فهو أمر ينغص عليه حياته، ويبقى دور المسلمين في مصر ألا يعطوا الفرصة لمغرض أو مشعل فتنة ليعبث بأمن المسلمين، فالمصلحة الشرعية هي معقد الولاء والبراء الأول بشرط أن تكون معتبرة تحفظ ديننا أولى الضرورات، لا متوهمة تصيرنا أذلاء بحجة العقلانية والتروي، فالحق وسط بين طرفين: طرف بارد لا يعنيه الأمر، وطرف ساخن قد تغلبه العاطفة فيفسد من حيث أراد الإصلاح.
وما يجعل المسلم يأخذ بالأسباب الشرعية في تلك النوازل فيستفرغ جهده نصرة لدينه، وهو مطمئن القلب منشرح الصدر: أن الله ناصر دينه لا محالة بنا أو بغيرنا، فإذا استعملنا فبفضله، وإذا استبدلنا فبعدله، فلا يكلف الإنسان إلا قدر استطاعته، فلا يجب على المحكوم العاجز ما يجب على الحاكم القادر.
وشعار أهل الإسلام في تلك النوازل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)، فعملهم ضال وإن أنفقوا الملايين: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)، وإنما تكون هذه الفتن: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
وما نحن في الآن مصداق:
قوله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)، فهو ابتلاء كوني يستخرج به الله، عز وجل، مكنونات صدورنا.
وهو مع ذلك هين على من آمن بالقدر كونا وبذل السبب في نصرة الملة شرعا فـ: (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ).
والله من وراء القصد.