تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعد كل تلك المعارك البطولية: انتقلت المعركة إلى مصر: أكبر قوة إسلامية سنية في المنطقة، وتزامن ذلك مع تصعيد فارسي على مختلف الجبهات، فتصعيد مع البحرين، وتصعيد بتحريك أتباع المذهب في أرض الحرمين كما وقع في أحداث البقيع الأخيرة، فسلاحهم كما عهدناهم من لدن ابن سبأ إلى ابن يقطين إلى ابن العلقمي إلى إسماعيل الصفوي إلى قادة ثورتهم، سلاحهم: التخريب وتدبير المؤمرات وعقد التحالفات مع أعداء الملة كما وقع في العراق ومن قبلها بلاد الأفغان بمنطوق ألسنة أصحاب العمائم السياسية!.

والحجة: تقديم الدعم اللوجستي للمقاومة في غزة، وذلك هو الأمر الخطير الثاني في تلك المسرحية:

فهي فرصة سانحة للقيادة المصرية لتبرير تخاذلها عن نصرة إخواننا في غزة بغلق المعابر، فالحجة الآن جاهزة: حماية أمن مصر القومي فوق كل اعتبار!، وهذا حق، لأن أمن مصر: أمن للمسلمين فيها وذلك مطلب شرعي معتبر، ولكن من صرحوا برفضهم إقامة إمارة إسلامية في الجوار!، سيعملون على توسعة دائرة الاستدلال بتعظيم الخطر القادم من غزة فقد غرسوا العلم الفلسطيني في أرض سيناء الحبيبة!، وصاروا سببا، ولو غير مباشر، في إثارة القلاقل في مصر بحجة دعمهم، وكيان يهود يزيد ويزيد: فهناك مخطط لاغتيال رئيس الجمهورية تشرف عليه مخابرات الدولة الفارسية، وهناك خلايا نائمة، وهناك تبشير بمذهب عقدي منحرف وكأن يهود يهمهم سلامة عقيدة أهل السنة في مصر وهناك وهناك .......... إلخ، وهناك بالفعل خطر على عقيدة المصريين من تلك البدعة العقدية المغلظة التي ينتحلها الأمين العام وحزبه، وهناك محاولات اختراق للمجتمع المصري السني عن طريق بعض الأقلام المأجورة، التي تتلقى رواتبها من طهران، وعن طريق بعض مؤسسات العمل الخيري في استغلال ظاهر للأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحالية في مصر، تماما كما يصنع النصارى في فتنة المسلمين بالمساعدات الإنسانية العاجلة!، فالخطر ظاهر، ولكن تضخيمه ليصير هو مشكلة مصر الوحيدة، ومشاكل مصر أكثر من تحصى، ذلك التضخيم هو حشد للقوى الإسلامية لتخوض حربا بالوكالة عن يهود وأمريكا ضد الدولة الفارسية، في ظل المعركة الدائرة الآن بين الطرفين لاقتسام كعكة العالم الإسلامي، فكل يجند من استطاع من دول المنطقة.

والمقاومة في غزة، مع تمسكها بالعقيدة الصحيحة، تحشر حشرا في محور الممانعة المتطرف!، ويزج باسمها في كل قضية، لتبرير التخاذل عن نصرتها، بل وتقديم الذرائع لحربها والقضاء عليها فهي طليعة أخرى من طلائع الغزو الفارسي مع كونها تخالف فارس المعتقد، ولكن بعض قيادييها في دمشق بحجة تحقيق التوازن السياسي وكسب ود كل الأطراف مع اختلاف مشاربهم يحرص على إقامة علاقات دبلوماسية مع فارس لم يجن من ورائها إلا حرب الميكروفونات الدعائية، فماذا قدمت له فارس في الحرب الأخيرة، وماذا قدم له الحزب الذي يعمل لحسابها، ولو على حساب مصلحة البلد الذي ينتمي إليه رسميا، ولماذا لم يحرك ترسانته العسكرية نصرة للموحدين في غزة كما حركها في حرب تموز 2006 بناء على أوامر الآيات بتوجيه ضربة استراتيجية لطفل أمريكا المدلل في سياق النزاع الدائر على الكعكة!، ولماذا اختار مصر بالذات ليقدم منها الدعم اللوجستي للمقاومة، مع علمه بموقف القيادة المصرية المتخاذل تجاه أهل غزة، فمساعدتهم شبه جريمة إن لم تكن جريمة بالفعل في هذه الآونة، أليس من الأليق أن يمرر هذا الدعم من أرضه التي يعمل فيها الآن حرس حدود لشمال كيان يهود فينفي حتى إطلاق صاروخين من جنوب لبنان في حرب غزة الأخيرة، فهو شرف لا يدعيه ولو من باب ذر الرماد في العيون!، ولماذا لا يكون ذلك الدعم من قبل الدولة الثانية في محور الشر! حليف فارس الاستراتيجي في الشام، أليست حليفته والعمل في أراضيها أيسر من العمل في الأراضي المصرية التي تخضع قيادتها السياسية لرغبات الشيطان الأعظم! خضوعا شبه تام، وذلك حق للأسف الشديد؟!.

ولكن علينا أن نصدق أنه يسعى لتخريب عقائد وأموال وربما إتلاف أرواح المصريين من أجل فلسطين التي يرتكب ما يرتكب من الجرائم باسمها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير