تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والحكومة المصرية: عقلها صغير!، كنا يقال عندنا في مصر، وردود أفعالها: عاطفية بل غشيمة في كثير من الأحيان!، فلا يستبعد أن تبادر بتصديق ذلك فتضيق على غزة أكثر وأكثر بحجة حماية أمنها كما تقدم. فكلام الأمين العام يخدم استقرار كيان يهود بشكل غير مباشر وربما مباشر.

والعجب من بعض القيادات الإسلامية في مصر التي تلتمس العذر للأمين العام مع أنه لم يلتمس العذر لنفسه، فهم ملكيون أكثر من الملك!، فكلامه: صح مية في المية، ومن نظر منهم إلى الأمر ببعض التروي بعيدا عن العاطفة اكتفى بمطالبة الحزب بتقديم الاعتذار وغلق القضية ونقييدها ضد مجهول!، وربما كان موقف نواب هذا التيار الإسلامي هو الأبرز والأقوى لما استنكروا هذا التدخل السافر في شؤون مصر بحجة نصرة المقاومة.

وقبل ذلك خرج الدكتور يوسف القرضاوي، حفظه الله وسدده، في خطوة تصحيحية جريئة لمسار التقريب المعوج بين الطائفتين، خرج بعد زيارة لمصر شاهد فيها آثار هذا التخريب لعقائد المصريين بعد اختراق فارس لمصر تحت ستار حب آل البيت، رضي الله عنهم، خرج ليقول كلمة حق تشهد له أمام الله، عز وجل، وهو أخبر الناس بدهاليز التقريب، ومع ذلك خرج زعيم ذلك التيار الإسلامي، وله ولتياره تاريخ في خدمة العمل الإسلامي السياسي والدعوي لا ينكره إلا جاحد، خرج ليقول بأن كلام الشيخ القرضاوي في مسألة شرعية، وهو من أفنى عمره في دراسة الشريعة أصولا وفروعا، مجرد رأي شخصي! فللقوم مذهبهم المعتبر ولا حرج في التعبد به! وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بالعجائب وهو هنا، أيضا، ملكي أكثر من الملك، فأحد كبار دعاة التقريب يكتشف أخيرا أنه وهم، ومع ذلك لا يسلم له، مع كونه أدرى الناس بشعابه، ويسلم لكلام قيادي في العمل الدعوي لا يبلغ علمه معشار علم الشيخ القرضاوي، لا انتقاصا من قدره، وإنما احتراما للتخصص الذي يحترم في كل المجالات إلا الشريعة! فكل يفتي بما يراه حقا.

والمصلحة الشرعية لا تقتضي إشعال معارك مذهبية مع أن القوم هم من أشعلوها في العراق والخليج ولبنان والدولة الحليفة لإيران التي اخترقت تحت سمع وبصر بل ورضى قيادتها المنحرفة عقديا، ومصر الآن، والسودان، والشمال الإفريقي حتى المغرب الذي قطع علاقاته مع فارس حسما لمادة تلك النحلة المنحرفة من أرضه، ولكن المصلحة الشرعية، أيضا، لا تقتضي أن نفرط في أمن المسلمين بحجة التفرغ للمعركة الكبرى مع كيان يهود إذ: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة كما كان يردد الزعيم الخالد الذي استباح حرمات المسلمين بتلك الحجة الرنانة!.

وأي نكاية في يهود مما يثلج صدور المسلمين ولكن ذلك لا يعني الرضا عمن سبوا الأصحاب وقدحوا في أمهات المؤمنين، فكلامهم، عند التحقيق، يعود على أصل ديننا بالإبطال.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير