تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالمقصود بالطيبات في الآية الكريمة: السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، وكل المؤمنات العفيفات، والمقصود بالطيبين سائر المؤمنين المتعففين، فهؤلاء جميعا مبرؤون مما يفتريه المنافقون والسفهاء في حقهم من التهم والعيوب، فالله تعالى يدافع عن الذين آمنوا، ويظهر للناس براءتهم كما أنزل براءة الصديقة عائشة في كتابه الكريم.

يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر:

قد بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن الطيب من الناس ومن الأزواج يميل بطبعه وفطرته إلى الطيب، كما أن الخبيث من الناس ومن الأزواج يميل إلى الخبيث لما بين كل منهما من المواءمة والملاءمة، ولما استقر في عرف الناس وأصبح معروفًا بينهم من أن كل إلف ينزع إلى إلفه، وينفر مما لا يساويه، ويتفق معه في الطباع والأخلاق، كما ورد في الحديث الصحيح: "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف"، وشبيه الشيء ينجذب إليه.

وعلى هذا تقوم العلاقة بين الأزواج بمعنى أن تكون الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، وكذلك الخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين والطيبون للطبيات، وأولئك الطيبون والطيبات مبرؤون مما يقولون أي مما يقول الناس عنهم، ويتهمونهم به مما ليس في طباعهم، ولا من سلوكهم، فقد يتهم البريء، وينسب إليه ما لا يرضاه من الأقوال والأفعال ظلمًا وعدوانًا وكذبًا وافتراء.

ولكن الله يبرئه مما نسب إليه، ويعلن براءته على رؤوس الأشهاد، وهذا الأمر الذي يبرئ الله منه المؤمنين والمؤمنات هو كل أمر قبيح، وليس هناك أقبح من الزنا، قال تعالى: (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ

مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ). النور: 3

والإشارة هنا في قوله تعالى: (أولئك مبرؤون) موجهة إلى السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أصلاً وللمؤمنات المحصنات الغافلات تبعًا لها، والقدح في عائشة ـ رضي الله عنها ـ بهذا الأمر الخطير قدح في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وقدح في الرسالة التي أرسله الله عز وجل بها، وهو المقصود بهذا الإفك الذي افتراه المنافقون، ووجهوه إلى السيدة عائشة الطاهرة؛ لذلك فقد أنزل الله براءتها من فوق سبع سماوات.

وما كان يمكن أن يحببها الله إلى نبيه، ويختارها زوجًا له إلا لأنها طاهرة تستحق هذا الحب العظيم، فإن الرسل وهم أعظم الخلق على الله، وأطهر الطيبين، وأفضلهم على الإطلاق، لا يناسبهم إلا الطيب من النساء، وعائشة ـ رضي الله عنها ـ صِدِّيقة النساء وأفضلهن وأعلمهن، وبذلك فقد عصم الله بيت نبيه، فلم يجعل في بيته إلا العنصر الطاهر الكريم من النساء الشريفات والعفيفات والله أعلم. (والاختيار من جنس العمل) وتك قاعدة.

رزقنا الله وإياكم أخية الخير دوماً وأنزلك منازل البررة والأطهار .. وزادك من فضله وعلمه .. على هذا الموضوع الشائق الشائك .. الذي أصبحت ثماره في عصرنا هذا كثيرة ووفيرة وياليتها من خير بل هي المزينة كزينة الدنيا ليست أكثر .. وصدق رسولنا إذ قال .. تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض .. يا الله فما أكثر الفساد الآن وما أحوجنا للعودة للنهل من الكتاب والسنة وتطبيقهما بالفعل والقول .. وليس اتخاذ ما يوافق هوانا وترك مالايوافقه .. كما يحدث الآن حتى مع من يظنون أنفسهم يطبقون شرعة الله في أرضه وما هي إلا قشور .. جزاك الله خير الجزاء .. أيتها الأخت الجليلة اسأل الله لكِ السداد والتوفيق والنجاة في الدارين.

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 05:02 م]ـ

هي شارات ألمحت إليها أختي الباحثة عن الحقيقة، والبحث عن الحقيقة بات صعباً!

تتميماً لفائدة معرفة الشخصية من خلال التحدث بين الناس هناك وسيلة بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة،وبدأت تأخذ دورها في المجتمعات،ألا وهي لغة الجسد.

وهي تقول بدراسة الشخصية المقابلة من خلال مجموعة من التصرفات،يأتي بها المتحدث أثناء حديثه نستطيع أن نستشف منها أو هي المفتاح لشخصيته.

أرى أنها تفيد في تقريب معرفة الشخص إلى الذهن نوعاً ما!

وهي على العموم طريقة لم تكن مجهولة في ذهن العربي منذ القديم. وقد أشار القرآن لها عندما وصف حالة الوجوه ساعة الخزي، وغيرها من الحالات الأخر، والأحاديث أيضاً قد دلت عليها من خلال تغير ملامح المرء في حالة ما! والأمثلة والشواهد كثيرة من تراثنا العظيم.

جزيت خيراً على الموضوع المفيد والمهم.

حقاً ماتقول أستاذنا أحمد الغنام فللجسد لغة تدل عليه كرمش العيون واضطراب الصوت واصفرار الوجه او احمراره وقد يفضح الإنسان المغرور الأناني عدم اهتمامه بمن هم حوله عندما لا يلقي بالاً إليهم أثناء حديثهم و عندما يختار دائماً الموضوعات التي تخصه فقط للتبحر فيها فلاتجده يناقش إلا فيما يخصه ويعنيه وينسى من حوله ومشاكلهم وهمومهم فيظن أنه محور الدنيا ولاهم ولا مشاكل في العالم إلا مشكلته ويهمش أفكار الآخرين وهمومهم ولايعبأ بها، رغم أن للجميع مايشغلهم ويؤرقهم.

بارك الله فيك أستاذنا مرورك عطر الصفحة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير