صلى الله عليه وسلم ,ولكنه كان يكثر الصيام في شهر شعبان , وذلك لما نص
عليه هو صلى الله عليه وسلم في حديثه المذكور آنفًا:
شهر يغفل عنه الناس , وترفع فيه الأعمال , ويحب أن ترفع أعماله , وهو
صائم , هذه أسباب وعلل وحكم إكثاره من صيام شعبان ,
أما ما ذكرته الأخت - وفقها الله تعالى - , فليس بسبب لإكثاره من الصيام في
شهر شعبان , لأن ما ذكرت لا علاقة له بشهر شعبان , إنما هو مزايا وفضائل
للصيام في شعبان وغيره , فك يكن سببًا للصيام الكثير منه صلى الله عليه وسلم
في شعبان.
1) الصيام هو الطاعة الوحيدة التى تؤجر عليها طيلة النهار .. سواء كنت نائمًا أو مستيقظًا.
قلتُ: هذا حصر فيه نظر , وذلك أن الجهاد والرباط على الثغور وطلب العلم
وتعلق القلب بالمساجد يؤجر عليه صاحبه طيلة النهار نائمًا كان أم لا ,وبل يؤجر
عليه في الليل.
مع أن العلماء رحمهم الله تعالى اختلفوا في صحة صيام من نام كل نهار رمضان
أو أغلبه , فمنهم من لم يصحح , ومنهم من صحح مع قلة الأجر , ومنهم من
قال بعدم الأجر.
2) الصيام لا مثل له .. كما قال النبي http://www.alfaseeh.com/vb/misc/images/salla.gif" عليك بالصيام فإنه لا مثل له" [رواه النسائي وصححه الألباني]
3) الصيام شفاء لما في الصدور .. قال رسول الله http://www.alfaseeh.com/vb/misc/images/salla.gif " صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر" [رواه البزار وصححه الألباني]، ووحر الصدر هي الوساوس التى يقذفها الشيطان فى قلبك.
قلتُ: وكل العبادات تذهب ما في الصدر , لأنها ما جاءت إلا لإصلاح الظاهر
والباطن ,وهناك عبادات نص عليها الدليل نصًا بذلك:
قال تعالى: " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ
الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا "
وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الهدية أنها تذهب وحر الصدر ,
وما جاء في ذكر الله تعالى أنه جلاء لصدإ القلب.
4) الصيام حفظ ووقاية من الشهوات .. كما قال http://www.alfaseeh.com/vb/misc/images/salla.gif" فعليه بالصوم فإنه له وجاء" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]
[ SIZE=5]
قلتُ: وهكذا كل العبادات , ولم يكن ما ذكر خاصًا بالصيام ,
قال تعالى: " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ
أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ "
وقال تعالى:
" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا "
وما جاء في الحديث أن الصلوات كنهر بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس
مرّات , فلم يبق من درنه شيءٌ.
وقد كان النبي http://www.alfaseeh.com/vb/misc/images/salla.gif [FONT=Tahoma] يصوم شعبان كله إلا قليلاً إستعدادًا لرمضان،
[ COLOR="Red"] قلتُ: لم يكن صيام الرسول صلى الله عليه وسلم لشعبان كما ذكرتِ أختي
الكريمة , بل لما ذكرتُه - أنا - سابقًا , ولا أدري ما معنى أنه صلى الله عليه
وسلم كان يستعد لرمضان بصيام شعبان , والنبي عليه الصلاة والسلام لم يؤدِ
طاعة إلا لله تعالى وامتثلاً للأوامر الشرعية , وليس للحظوظ البدنية أو النفسية
دخل مطلقًا في عبادته صلى الله عليه وسلم , كما أن أهل العلم نصوا على تمايز
الواجب عن النفل , وأنه من المطالب الشرعية , ولذا نهى النبي صلى الله عليه
وسلم عن صيام النصف الثاني من شعبان على تفصيل يطول عند أهل العلم ,
ونهى عن تقدم رمضان بصيام على تفصيل واسع عند العلماء , وكل ذلك حفظًا
للواجب أن يختلط بالمندوب.
والله تعالى الموفق.
ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 01:17 م]ـ
بارك الله فيكم
ونفعكم الله بما علمكم